إن البالغين الذين يدخنون أو الذين لديهم استعداد وراثي لسلوكيات التدخين هم أكثر عرضة للإصابة بنوع خطير من السكتة الدماغية يسمى النزف تحت العنكبوتية (SAH)، ووفقًا لدراسة جديدة يعد(SAH) نوع من السكتات الدماغية التي تحدث عندما يتمزق أحد الأوعية الدموية الموجودة على سطح الدماغ وينزف في الفراغ بين الدماغ والجمجمة ويصيب بشكل رئيسي البالغين في منتصف العمر ولديه معدلات عالية من المضاعفات والوفاة.

وقال "غيدو فالكوني"أحد الباحثين القائمين على الدراسة، وقد أظهرت دراسات سابقة أن التدخين يرتبط مع ارتفاع مخاطر SAH، ولكن لم يكن واضحا ما اذا كان التدخين أو شرط آخر يتيه مثل ارتفاع ضغط الدم سبب السكتة الدماغية ولم يتم إثبات وجود علاقة سببية نهائية بين التدخين وخطر الإصابة بـ SAH من قبل كما هو الحال مع الأنواع الأخرى من السكتة الدماغية.

ولتحديد ما إذا كان هناك تأثير سببي للتدخين و SAH، حلل الباحثون البيانات الجينية لـ 408609 شخصًا من البنك الحيوي في المملكة المتحدة، تتراوح أعمارهم بين 40 و 69 عامًا وتم جمع حدوث SAH طوال الدراسة، وطور الباحثون نظامًا لتسجيل المخاطر الجينية يتضمن علامات وراثية مرتبطة بخطر التدخين وبيانات تتبع سلوك التدخين، والتي تم جمعها في وقت تعيين كل مشارك.

ووجد الباحثون أن هناك العلاقة بين التدخين ومخاطر SAH خطية، حيث أن أولئك الذين يدخنون نصف علبة مقابل 20 علبة سجائر سنويًا لديهم مخاطر متزايدة بنسبة 27 %، والمدخنون الأثقل أولئك الذين يدخنون أكثر من 40 علبة سجائر في السنة، كانوا معرضين لخطر الإصابة بـ SAH أكثر بثلاث مرات من أولئك الذين لم يدخنوا، وكان الأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي لسلوكيات التدخين أكثر عرضة بنسبة 63٪ للإصابة بـ SAH.

وقال "أكوستا" طبيب أعصاب وأحد الباحثين القائمين على الدراسة، توفر نتائجنا مبررًا للدراسات المستقبلية للتركيز على تقييم ما إذا كان يمكن استخدام المعلومات المتعلقة بالمتغيرات الجينية المؤدية إلى التدخين لتحديد الأشخاص المعرضين بشكل أفضل لخطر الإصابة بأحد هذه الأنواع من نزيف الدماغ، وقد يستفيد هؤلاء السكان المستهدفون من التدخلات التشخيصية القوية التي يمكن أن تؤدي إلى التعرف المبكر على تمدد الأوعية الدموية التي تسبب هذا النوع الخطير من السكتة الدماغية النزفية.

ويقول الباحثون إنه بينما تشير نتائجهم إلى تأثير أكثر وضوحًا وضارًا للتدخين لدى النساء والبالغين المصابين بارتفاع ضغط الدم، فإنهم يعتقدون أن هناك حاجة لدراسات أكبر لتأكيد هذه النتائج حيث يقتصر تحليلهم أيضًا على نوع البيانات المستخدمة في البنك الحيوي في المملكة المتحدة،.

يرتبط التدخين بزيادة حدة أعراض الإصابة بكورونا (دراسة)