العاملون في مجال الرعاية الصحية معرضون لخطر الإصابة بإضطرابات عقلية (دراسة)
أدى الوباء العالمي بسبب إنتشار فيروس كورونا إلى أضرار مختلفة لصحة الناس البدنية والعقلية، في حين أن مرض COVID-19 الناجم عن فيروس كورونا الجديد أو SARS-CoV-2 له نصيبه من الضيق الجسدي الذي يمكن أن يسببه، ووفقًا للخبراء فإن الآثار الصحية العقلية للوباء أسوأ بكثير مما كان متوقعًا، وجاء ذلك وفق ما نشر بصحيفة "Time Now News"
ومع ظهور مرضى جدد يعانون من اضطرابات الصحة العقلية مثل القلق والاكتئاب، ورؤية المرضى الأكبر سنًا انتكاسة في أعراضهم، قال بعض الخبراء إن جائحة مشكلات الصحة العقلية من المرجح أن يتبع جائحة COVID-19 الحالي والمستمر، كما أن العاملون في مجال الرعاية الصحية معرضون بشكل متزايد لخطر الإصابة باضطرابات الصحة العقلية مثل القلق والاكتئاب
حيث أن الأشخاص الذين عانوا من فيروس كورونا أنفسهم، أو فقدوا أفرادًا من عائلاتهم أو هم جزء من الأطقم الطبية التي تعالج الأشخاص المصابين بالمرض، هم حتما أكثر عرضة لخطر المعاناة من الضائقة العقلية بسبب الوباء، ووفقًا لأحدث الأبحاث قد يكون المهنيين الطبيين والعاملين في مجال الرعاية الصحية أكثر عرضة لخطر الإصابة باضطرابات الصحة العقلية مثل القلق والاكتئاب.
وقد أظهر العاملون في مجال الرعاية الصحية والمهنيون الطبيون مرونة عالية وقوة عقلية وجسدية عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع مرض مميت مثل COVID-19، ومع ذلك قد يكونون أكثر عرضة لخطر الإصابة باضطرابات الصحة العقلية بسبب الوباء، والدراسة أن الأطباء والممرضات و المستجيبين لحالات الطوارئ المشاركين في رعاية مرضى كورونا قد يكونون عرضة لخطر الإصابة بمشاكل صحية وعقلية، ويمكن أن تتراوح مشاكل الصحة العقلية هذه من الإجهاد الحاد أو الاكتئاب أو القلق أو تعاطي الكحول أو حتى الأرق.
وقد درس الباحثون 571 من العاملين في مجال الرعاية الصحية، بما في ذلك 473 مستجيبًا للطوارئ من رجال إطفاء وأمن شرطة و"EMTs" و 98 موظفًا بالمستشفى من بينهم ممرضات وأطباء، ووفقًا لنتائج الدراسة على الرغم من أن غالبية المتخصصين في الرعاية الصحية و المستجيبين للطوارئ لن يصابوا بالضرورة باضطراب ما بعد الصدمة ، فإن الإجهاد المطول الذي يتعرضون له يمكن أن يؤدي إلى العديد من مشكلات الصحة العقلية،وسيكون البعض عرضة لمجموعة من عواقب الصحة العقلية المرتبطة بالتوتر.
وقال "أندرو جيه سميث " الباحث من جامعة يوتا في الولايات المتحدة، ووجدت الدراسة أن 56 % من المستجيبين أظهروا نتائج إيجابية لاضطراب واحد على الأقل من اضطرابات الصحة العقلية وتراوح نسبة انتشار كل اضطراب من 15 إلى 30% بين الأطقم الطبية
ووجد العلماء أن العاملين في مجال الرعاية الصحية الذين تعرضوا للفيروس أو الذين كانوا أكثر عرضة للإصابة بالعدوى بسبب نقص المناعة لديهم مخاطر متزايدة بشكل كبير من الإجهاد الحاد والقلق والاكتئاب، ويقترح الباحثون أن تحديد هؤلاء الأفراد وتقديم أدوار بديلة لهم يمكن أن يقلل من القلق والخوف والشعور بالعجز المرتبط بالإصابة.