"التاريخ السياسي والعسكري للدولة العثمانية" يتصدر الأعلى مبيعًا للقومي للترجمة.. فماذا يقول؟
تصدر كتاب التاريخ السياسي والعسكري للدولة العثمانية بجزئيه الأول والثاني للمؤلف بجوي إبراهيم وترجمة الدكتور ناصر عبد الرحيم حسين قائمة الكتب الأكثر مبيعًا خلال عام 2020،. فماذا يقول هذا الكتاب عن الدولة العثمانية.
وحسب المترجم، يشتهر الكتاب بين المؤلفات والتواريخ العثمانية باسم "تاریخ بچوي"؛ وهو في حوالي ألف صفحة من القطع المتوسط، وهذا المؤلف يتناول في تضاعيفه التاريخ السياسي والعسكري، وبعضا من ملامح الحياة الاجتماعية والإدارية في الدولة العثمانية، اعتبارا من عصر السلطان سليمان القانوني ( 626 هـ - 974 هـ - 1020 م - 1566م) وحتى نهاية عصر مراد الرابع ( 1049 هـ = 1640م)، وهي فترة تبلغ مائة وعشرين عاما، وكانت مصادره حتى السنوات الأخيرة من عصر السلطان مراد الثالث» (1000هـ /1592م) مصادر أصلية مما دونت خلال هذه الفترات وهي التي ذكرها في مقدمة أثره، كما أنه كان شاهد عيان لوقائع عصره السياسية والعسكرية، ومشاركا في الكثير منها باعتباره واحدا من رجال الدولة وإدارييها اعتبارا من ذلك التاريخ وحتى نهاية وقائع أثره (1000هـ - 1049 هـ = 1592م - 1640م)، وقد عرض "بچوي"، التاريخ العثماني في عصر القوة والازدهار من خلال مصادره المعاصرة مطعما ذلك بما نقله عن جده الذي كان "أمير آلاي" في ذلك العصر، وبما سمعه من الشيوخ المسنين الذين عاشوا تلك الحقبة، رابطا كل ذلك بما صارت عليه الدولة في عهد خلفاء سليمان القانونيه من اضطراب، وما شاهده هو من أوضاع غير مستقرة في عصره وذلك في مقارنة فريدة من نوعها مستخدما فيها لغة بسيطة خالية من التكلف.
وما لاشك فيه أن "بچوي إبراهيم أفندي"، قد جمع بين دفتي اثره ما عجز عنه كثير من المؤرخين السابقين، مما جعل تأريخه يمثل مرحلة متميزة من مراحل الكتابة التاريخية في العصر العثماني، فقد امتاز ثاریخ بچوي بجملة عناصر منها؛ أنه كان بمثابة رصد الحملات الدولة العسكرية منذ تولي سليمان القانونية الحكم وحتى وفاة مراد الرابع عام (1049 هـ/ 1640م)، أیضا تتبع تاريخ بچوي معاهدات الصلح التي أبرمتها الدولة العثمانية مع أعدائها شرقا وغربا، كما أن "بچوي" قام بنقل أفكار أمل المجر بخصوص العثمانيين، وعلاوة على هذا يعد تاریخ بچوي مصدرا تاريخيا مهما للصراع العثماني الصفوي، ومن هذه العناصر التي ميزت تاریخ بچوي أيضا أنه كان يعرض في عصر كل سلطان تراجم رجال الدولة من الوزراء العظام والوزراء وأمراء الأمراء والأمراء، والدفتردارية، والتشانجية (كتاب الديوان)، ومشاهير العلماء، وايشا أبناء السلاطين، كما كان يتناول في فترة كل سلطان الإنجازات الحضارية من أميال خيرية .وبنايات
وعن "بچوي إبراهيم أفندي» مؤلف الكتاب فقد كان يتمتع بالعديد من العلاقات مع رجال الدولة، سواء كان في الجيش أو في الولايات التي عمل فيها کدفتردار، إلا أن علاقاته هذه انحصر أغلبها خارج مركز السلطنة، وفي الواقع، فقد هیات له خدمته بجانب خاله فرهاد باشاه، ثم بجانب الالا محمد باشاء التعرف على كبار رجال الدولة والاحتكاك بهم، وقد أتاحت له خدمته بولايات الدولة كدفتردار فرصة التعرف على أمراء الولايات وقضائها وأمراء أمرائها وقادة الحملات العسكرية الذين يمرون من هذه الولايات، كما كان بچوي على معرفة وعلاقة ببعض علياء الدولة ومشايخها، وقد أكسبته كل هذه العلاقات قدرات متعددة، أثرت ميله لكتابة التاريخ، ومن ثم ساعدت على أن يكون مؤرخا له مكانة بارزة بين مؤرخي الدولة العثمانية، فهو بحق من مشاهير المؤرخين العثمانيين في القرن الحادي عشر الهجري السابع عشر الميلادي، فلا يذكر فن التاريخ في القرن الحادي عشر الهجري السابع عشر الميلادي، إلا ويذكر «بچوي إبراهيم".
رئيس "الناشرين المصريين" يدعو لتعديل النص التشريعي الخاص بتزوير الكتب