طارق الشناوي يكشف قصة فيلم "البريء" الذي شهد عرضًا سريًّا لأربعة جهات سيادية
يعد الكاتب وحيد حامد من أكثر الكتّاب الذين اشتبكوا كثيرًا مع الرقابة بسبب قلمهم الحر، حيث حرص على نقل الواقع بقلمه بكل جرأة، ولعل أكثر أفلامه تعرضًا لمأزق مع الرقابة هو فيلم "البريء" الذي تطلب عرضًا سريًا خاصًا لأربعة جهات سيادية للموافقة على طرحه.
وذكر الناقد طارق الشناوي حكاية الكاتب وحيد حامد مع فيلم "البرئ" والرقابة، في مقدمة كتاب "وحيد حامد الفلاح الفصيح"، الذي تم توزيعه في الدورة الـ42 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، الذي شهد على تكريمه الأخير قبل وفاته بجائزة الهرم الذهبي التقديرية لإنجاز العمر.
وقال طارق: "ربما أكثر فيلم تعرض لمأزق رقابي طوال تاريخنا السينمائي هو البريء إخراج عاطف الطيب وبطولة أحمد زكي ومحمود عبد العزيز، شاهد الفيلم عام 1986 أربعة جهات سيادية نظرًا لحساسية الطرح الفكري وتوقيته، حتى أن البعض أعده فيلمًا تحريضيًا، يحمس الشعب على الثورة".
وأردف: "حيث واكب الفيلم ما أطلقوا عليه وقتها تمرد جزء من الأمن المركزي، وأقيم عرض سري في مديمة السينما بالهرم لأربعة وزراء، كل منهم كان ينبغي أن يوافق أولًا على العرض قبل تداول الشريط سينمائيًا، الأربعة هم المشير عبد الحليم أبو غزالة وزير الدفاع، وصفوت الشريف وزير الإعلام، ودكتور أحمد هيكل وزير الثقافة وأحمد رشدي وزير الداخلية".
وأضاف: "لا أعتقد أن في تاريخنا فيلم شاهده مرة واحدة أربعة من الوزراء، نعم بعض الأفلام شاهدها الرؤساء مثل كل من عبد الناصر لفيلم شيء من الخوف عام 1969، والسادات لفيلم الكرنك في 1976، حتى تتم الموافقة على عرضهما، ولكنها المرة الأولى التي نرى فيها أربعة وزراء كل منهم لديه إطلالة مغايرة للأخر، رغم أن العمق الدرامي هو الدفاع عن الحرية، وتم حذف مشاهد النهاية، وتفاصيل أخرى داخل الشريط السينمائي، ومع الزمن أعادت الفضائيات الاعتبار للفيلم وصار يعرض كاملًا، وحظى بمكانة خاصة واستثنائية في تاريخنا الفني".