الآواني الكانوبية.. أبرز القطع الأثرية في سيناريو العرض بمتحف الغردقة
يعرض متحف الآثار بمتحف الغردقة قطعة أثرية لمجموعة من آواني الأحشاء، أطلق عليها الإغريق اسم " الآواني الكانوبية" نسبة لمدينة كانوب التي سميت بذلك الاسم، ويعود الأسم بحار اغريقي يدعي "كانوب " نزل علي أحدي شواطئ مدينة الاسكندرية "أبو قير حاليا" واستقر بها .
وأثناء عملية التحنيط كان يتم استخراج أجزاء معينة للمتوفي وهي "الكبد، الرئتين، الأمعاء والمعدة" حيث تلف بشكل منفصل ثم توضع في أربع آوان تعرف بإسم الآواني الكانوبية.
عُرفت هذه الآواني منذ عصور الدولة القديمة وما بعدها، وتعرضت لبعض التغييرات علي مر الزمان، ولعل أقدم الآواني الكانوبية تعود لعصر الأسرة الرابعة، وكانت عبارة عن صندوق أحشاء للملكة "حتب حرس" والدة الملك خوفو، حيث كان المحنط يقوم بتفريغ الجسد من العناصر الرخوة التي لا يمكن تجفيفها "كالأمعاء، الرئتين، المعدة، الكبد" اما القلب فكان يترك بداخل الجسم اعتقادا بأنه مركز الروح، ثم يقوم بوضع هذه الأحشاء في صندوق مربع مقسم إلي أربعة أجزاء صورت علي جوانب صندوق الأحشاء آلهة تحمي أحشاء الميت وهي "ايزيس، نفتيس ، نيت، سرقت" .
ومنذ عصر الأسرة السادسة استعاض المصري القديم عن الصندوق بأربعة آوان و التي كانت تصنع من الحجر الجيري أو الفخار أو الألباستر ولها أغطية مستديرة مصقولة شكلت علي هيئة رآس صاحب الجثة واستمر ذلك حتي نهاية عصر الأسرة الثامنة عشر .
وابتداءًا من عصر الدولة الحديثة، ومنذ بداية الأسرة التاسعة عشر أصبحت أغطية تلك الآواني علي شكل "أبناء حورس الأربعة" وهم كانوا بمثابة الأوصياء علي الأجزاء الداخلية كالتالي:
امستي - علي هيئة رأس آدمية "وهو الذي يحمي الكبد"
حابي - علي هيئة رأس قرد "الذي كان يحمي الرئتين"
دوا موت إف - علي هيئة رأس ابن آوي "وكان يحمي المعدة"
قبح سنو إف - علي هيئة رأس صقر "وهو الذي يحمي الأمعاء"
الآثار تكشف حقيقة الصور المتداولة بشأن هدم مبانٍ في "قرافة السيوطي" (خاص)
جدير بالذكر، أن المتحف يعرض مجموعة مميزة ونادرة من "الآواني الكانوبية" التي احتفظت بالكثير من ألوانها محفوظة بإسم صاحبتها "ايمسحتب" والتي كانت تحمل لقب مهم وهو رئيسة الفرقة الموسيقية لآمون رع، كما كانت زوجة رئيس كهنة آمون "بينوجيم الثاني" و أم الملك "بسوسينيس الثاني"، وتم اكتشافها في الدير البحري "الخبيئة الملكية الاولي"، وتعود إلي عصر الانتقال الثالث ، الأسرة 21 (1069- 945 ق.م)