قضى محمد جمال (37 سنة) ابن قرية تطون بالفيوم، 3 أشهر في إيطاليا، حيث عمل بها وسط أجواء من الرعُب والخوف من كورونا، كونه عاش بين جدران منزله وحيدًا دون أسرته، يسمع عن أرقام لا تعد ولا تحصى من وفيات وإصابات الفيروس من خلال تصفحه الإنترنت، وذلك في الموجة الأولى من الجائحة، التي سجلت فيها إيطاليا أعدادًا كبيرة من الوفيات.   يروي محمد جمال لـ"القاهرة 24"، أصعب مواقف مرت عليه في إيطاليا في الموجة الأولى من كورونا قائلًا: "أيام كورونا الموجة الأولى في إيطاليا في شهر مارس الماضي، كانت أصعب فترات حياتي، فقدت الأمل حينها، وأغلقت عليّ الأبواب نظرًا للمشهد الذي رأيته وأعداد الإصابات المرتفعة، أنا قلت هموت مكاني لإني كنت بمفردي، فزوجتي كانت في مصر، وإيطاليا كانت تعاني من أصعب ظروف عن العالم أجمع في ظل جائحة كورونا، أعداد الوفيات كانت لا تحصى ولا تعد، كنت في أي وقت خايف أستنشق هواء وأموت، كل اللي كان بيجيله كورونا كان بيموت".    

3 أشهر بين الجدران

وتابع "جمال": "جلست في منزلي بإيطاليا 3 أشهر متتالية دون عمل، ومحبوسًا بين الجدران، قرار الحظر كان بشكل كامل، وممنوع الخروج إلى الشارع، اللي مكنش هيموت من كورونا كان هيموت من الخوف والحبسة، لما كنت بخرج لشراء طعام وشراب كان البوليس بيحاوطني ويجري ورايا".

وأضاف: "كان من المفترض قبل ظروف كورونا بإيطاليا أن زوجتي ديسيريه الإيطالية، ستصل إلي إيطاليا لقضاء فترة إنجاب ابنتنا الصغيرة سارة، ولكن ظروف كورونا وتعليق الطيران منعتها من السفر، ومنعتني أقف بجانبها في مصر أثناء فترة وضعها، كورونا حجزتني عن زوجتي فترة طويلة، أنا في إيطاليا وهي في الفيوم".

"من أوروبا للفيوم ".. حكاية أول 19 يوم في حياة ديسيريه الإيطالية في ريف الفيوم (صوروفيديو)

وذكر: "بعد مرور 3 أشهر بعد انتهاء الحظر، قطعت إجازة سريعة لأزور أسرتي بالفيوم، من أجل الاطمئنان على الأسرة بعد فترة غياب عنها، وكانت ديسيريه، في الشهورالأخيرة من الحمل، ولم تستطع العودة معي إلى إيطاليا، فاضطرت أن تنجب في مصر بعد عودتي لإيطاليا بـ30 يومًا دون حضوري معها".

وسافر محمد جمال مُنذ عام 2000 للعمل بإيطاليا، حيث يتردد على قريته بالفيوم موسميًا.

وكان قد تعرف على ديسيريه بإيطاليا وتزوجا وأنجب منها 4 أبناء.

وتعيش ديسيريه الإيطالية مع زوجها محمد جمال، في قرية تطون، التابعة لمركز إطسا بمحافظة الفيوم، مُنذ 15سنة، حيث جمعتهما قصة حُب خلال لقائهما صُدفٍة داخل مستشفى في إيطاليا وكانا يزوران أقاربهما، حتى اكتشفا أنهما جيران.

كان "القاهرة 24"، قد أجرى معايشة ليوم كامل الأربعاء الماضي، داخل منزل ديسيريه الإيطالية بقرية تطون، لرصد طبيعة معيشتها وسط أجواء الريف الفيومي في حضور زوجها.