"قلقاس وقصب وبرتقال"..تعرف على أبرز معالم عيد الغطاس المجيد
بعد مرور 10 أيام من عيد الميلاد المجيد، يحتفل المسيحيون بعيد الغطاس، أو عيد الظهور الإلهي، لتذكار معمودية السيد المسيح على يد يوحنا المعمدان في نهر الأردن، من خلال تغطيسه للسيد المسيح، 3 مرات في مياه النهر، ليعلم المسيحون بعد ذلك أهمية المعمودية، لدخول ملكوت السماوات.
وأصبح بعد ذلك سر المعمودية من أسرار الكنيسة الـ7، وهو يحتل السر الأول من بينهم، بعد ميلاد الطفل الذكر بـ40 يومًا، والأنثى بـ80 يومًا، ويتم تغطيسهم بيد الكاهن، في حوض "جرن المعمودية"، 3 مرات مثلما فعل يسوع المسح قديمًا.
ولكن لهذا العيد عادات وتقاليد خاصة، يقوم بها المسيحيون أثناء احتفالهم، وتشمل تناول بعض الأطعمة الخاصة بعيد الغطاس، وهم "القلقاس، والقصب، البرتقال".
القلقاس يمثل الحياة الجديدة للمتعمد
يحتوى القلقاس على مادة سامة وضارة بالحنجرة، ولكن عند مزجه بالماء تتحول هذه المادة الهلامية، إلى مادة نافعة، ومفيدة لجسم الإنسان، لذا اختار المسيحيون هذا النوع النباتي، الذي يشبه المعمودية، التي تطهر الإنسان من خطاياه، عن طريق الماء، التي تحل عليها الروح القدس.
بالإضافة أن قلقاس تحتاج زراعته إلى دفنه في الأرض، ثم ينمو ويصبح نباتًا صالحًا، هكذا الإنسان المسيحي يتم دفنه وموته داخل جرن المعمودية، ليقوم مجددًا مع قيامة المسيح، وأيضًا بتناول القلقاس لابد من تقشيره جيدًا لخلع القشرة الصلبة من عليه، هكذا يحدث في الإنسان أثناء المعمودية، يخلع ثياب الخطية، ويلبس ثياب الطهارة والنقاة والعفة.
القصب قلبه أبيض
يعتبر القصب من الأكلات الأساسية في عيد الغطاس، حيث تتزين العديد من الشوارع بفروع القصب احتفالًا بهذا العيد، واتخذ المسيحيون القصب رمزًا له، لأن القصب ينمو في المناطق الحارة، مما يشبه حرارة روح القدس التي تحل عليه في المعمودية، وتجعله ينمو في القامة الروحية، في حياته فيما بعد، ويرتفع بها، مثلما ينمو القصب في المزراع.
كما أن عود القصب ينقسم إلى عقلات كل عقلة منها ترمز إلى الفضائل التي سيكتسبها الإنسان المعمد، في مرحل حياته المختلفة.
وهناك سبب أخر وهو أن قلب العود أبيض اللون، مما يشبه إلى قلب الإنسان التي تحل عليه الروح القدس في سر المعمودية، إلى جانب غمره بالماء مما يشير إلى الماء والتغطيس لإتمام هذا السر.
البرتقال يمثل وجود الله في حياة المتعمد
عند تقشير الغلاف الخارجي للبرتقال، يكون لون قلبه أبيض، مثلما يحدث في القصب، لذا يشير أيضًا إلى قلب الإنسان المعمد، أما الخيوط البيضاء التي تغطيه بأكمله، ترمز إلى النعمة التي تحيط بالمسيحي بعد نواله المعمودية، أما الخيط الذي يتوسط البرتقالة، مع الصفوفو التي تلتلف حوله، تشبه السيد المسيح الحاضر داخل الإنسان، من خلال الروح القدس، التي حلت على الإنسان، أثناء معموديته.
بعد قليل.. البابا تواضروس يترأس قداس عيد الغطاس بالكنيسة المرقسية في الإسكندرية