منذ نحو 40 عامًا، تعرضت سيارة الموسيقار عمر خورشيد لحادث سير مروع في نهاية شارع الهرم.

ووقع الحادث بجانب فندق ميناهاوس وأمام مطعم خريستو بالقرب من قسم شرطة الهرم، وكانت بصحبته زوجته اللبنانية دينا، بعد أن تعرض لمطاردة انتهت باصطدام السيارة بعمود إنارة حيث توفي بعدها، حسب أقوال شاهد العيان الوحيد على الحادث آنذاك، وهو كويتي الجنسية.

وفي شهر مايو عام 1980 تعرض الفنان عمر خورشيد لحادث تصادم مماثل تمامًا للحادث الذي تعرض له وأنهى حياته.

كان عمر خورشيد يقود سيارته بشارع الهرم وزوجته دينا خبيرة التجميل اللبنانية تجلس إلى جواره، وفجأة اصطدمت سيارته بسيارة نقل، فتهشمت سيارته ولكن نجا وزوجته من الحادث.

وظل عمر خورشيد يروي تفاصيل الحادث الذي وقع له في عبارات مليئة بالسعادة لنجاته من حادث مروع، ولكن القدر شاء أن تنتهي حياته بعد عام في المكان نفسه بشارع الهرم في حادث آخر.

وقصة حياة "خورشيد" مليئة بالمفارقات والمتناقضات، فقد أحب الموسيقى منذ صغره وهو ما يزال في التاسعة من عمره ولكن حبه للموسيقى لم يمنعه من استكمال تعليمه المعتاد، حتى وصل إلى كلية الآداب.

وكان قد اتفق مع والده المصور السينمائي الكبير أحمد خورشيد، على أن يقدم له كل ما يحتاجه من أجل إرضاء حبه للموسيقى وخاصة العزف على الجيتار، مقابل نجاح الابن في دراسته.

لأول مرة.. ننشر تحقيقات حادث عمر خورشيد وشهادة ضباط مباحث الهرم والتقرير الطبي وصورة السيارة

وظهر "خورشيد" كعازف جيتار لأول مرة في فرق الموسيقى التي تعزف في النوادي الليلية، وعندما قررت تدعيم آلاتها بالآت حديثة، كان هو صاحب أول جيتار يظهر وسط فرقة للموسيقى الشرقية.

واختارته أم كلثوم لينضم إلى فرقتها بصفة دائمة ليس في حفلاتها فقط وإنما في كل رحلاتها إلى الخارج أيضًا.

وحقق بذلك الأمنية التي تمناها وهو في التاسعة من عمره، عندما حلم بأن يكون واحدًا من الفرقة الموسيقية التي تصاحب أم كلثوم.

كذلك حرص المطرب الراحل عبد الحليم حافظ على أن تضم فرقته الموسيقية العازف عمر خورشيد، لما يتميز به من إحساس خاص في الأداء وهو يتعامل مع الجيتار.

8 صور من حياة الموسيقار عمر خورشيد حتى وفاته وحادث السيارة

وبعد رحيل أم كلثوم ووفاة عبد الحليم حافظ وغياب فريد الأطرش من قبله، تردد عمر خورشيد في العمل ضمن الفرقة الموسيقية التي تصاحب مطرب أو مطربة أخرى، فاتخذ قرارًا بالعمل وحده من خلال فرقة موسيقية كونها من مجموعة عازفين اختارهم بنفسه.

وكان آخر انتصار حققه الفنان الراحل عمر خورشيد في عالم الموسيقى عندما جاء ترتيبه الأول في علوم النظريات الموسيقية بعد أن أدى امتحانًا في القاهرة بالمعهد الثقافي البريطاني.

وترك "خورشيد" بين أوراقه الخاصة أصول اول كتاب كان يستعد لإصداره عن تاريخ وتطور آلة الجيتار وعلاقتها بآلات موسيقية مشابهة ظهرت في الماضي وكيف أنه استطاع تطوير آلة الجيتار لتعزف النغمة الشرقية الخالصة تمامًا ولكن القدر كان أسرع من كل شيء، من آماله وطموحه، لتجيء كلمة النهاية في حياته قبل أن يكمل الأربعين من عمره.

وعزف خورشيد اما السادات وكارتر حيث كان الفنان الوحيد الذي وقف يعزف على جيتاره أمام الرئيس السادات وكارتر وألف وخمسمائة مدعو في حديقة البيت الابيض، بعد توقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل وكان تشريفا للفن المصري أن يمسك الرئيس السابق كارتر بالميكروفون ويقدم عمر خورشيد على المنصة الرئيسية وعزف عمر يومها مقطوعة "طلعت ياما أحلى نورها" لسيد درويش بوصفها من التراث الشرقي المقطوعة الثانية ليلة حب من مؤلفات محمد عبد الوهاب ومنحه الرئيس السادات وسام الجمهورية وتسلم رسالة من الرئيس الأمريكي السابق يبدي فيها سعادته بمشاركة عمر خورشيد في الحفل.

كيف مات؟.. أول حوار مع مفتش مباحث حادث الموسيقار عمر خورشيد (فيديو)

مطاردة بعد الفجر وسر السيارة الخضراء.. ننشر أقوال الشاهد الوحيد في حادث عمر خورشيد