أم لـ9 أبناء ومحامية ناجحة.. مفيدة عبد الرحمن أول امرأة تمتهن المحاماة في مصر
استطاعت أن تكتب اسمها بحروف من ذهب وسط من تركوا بصمات واضحة في التاريخ، فهي أول امرأة تدرس الحقوق، إنها مفيدة عبد الرحمن التي ولدت في مثل هذا اليوم من عام 1914، بالدرب الأحمر بالقاهرة، وكان والدها يعمل خطاطًا للقرآن الكريم.
حلم فريدة لم يكن الحقوق في بداية الأمر، بل كانت تحلم بأن تصبح طبيبة، ولكن في النهاية التحقت بكلية الحقوق، وذلك عام 1935، حيث كان زوجها محمد عبد اللطيف، الكاتب الإسلامي، الداعم الأول لها، فشجعها على الالتحاق بكلية الحقوق جامعة فؤاد الأول - القاهرة الآن -، لتحصل على بكالوريوس الحقوق في عام 1939، عندما كانت أما لـ 5 أبناء في ذلك الحين.
في ذكرى ميلاده.. 4 زيجات في حياة صلاح ذو الفقار
كونها أما لـ5 أطفال وزوجة، كان سببًا في رفض عميد الكلية انضمامها قبل أن يلتقي زوجها ويحصل منه على توقيع وهذا ما حدث بالفعل، لتصبح بذلك أول امرأة تدرس الحقوق وتمتهن المحاماة في مصر، كما أنها أول أم تلتحق بالجامعة.
"قتل غير متعمد".. أول قضية أسندت إلى "مفيدة" في حياتها المهنية، ومن خلالها أثبتت اجتهادها بعد أن حصل المتهم على البراءة، ومن هنا بدأت حكايتها تنتشر في الأنحاء، فكان الناس يطلبونها بالاسم، حتى كانت تذهب للمحكمة في بعض الأوقات وهي حامل.
أعطت "مفيدة" درسًا كبيرًا في الاجتهاد لكل نساء مصر، فرغم أنها أمًا لـ 9 أبناء، إلا أنها وضعت مكانة المرأة في وضعية أخرى، فاستمرت في النضال، حتى تواجدت كعضوة في مجلس الأمة لمدة 17 عامًا متواصلة، لتحصل بذلك على لقب "الأم العاملة المثالية"، حيث ساهمت في تعديل بعض القوانين الخاصة بالمرأة خاصة فيما يتعلق بقضيتي الزواج والطلاق.
أصبحت "مفيدة" أول امرأة تشارك في لجنة تعديل قوانين الوضع للمسلمين.
كما أنها التحقت بالبرلمان خلال عام 1959، عن دائرة الغورية والأزبكية، واستمرت لمدة 17 عامًا على التوالي في نشاطها البرلماني.
دخلت عضوية نقابة المحامين، واستمرت في عملها حتى سن الـ80 عامًا، ثم قررت التقاعد، وفي 3 سبتمبر عام 2002، ودعت "مفيدة" عالمنا عن عمر يناهز 88 عامًا.