السبت 23 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

"سيدة الأنابيب".. قصة كفاح امرأة 30 عامًا تبيع أسطوانات الغاز بالإسكندرية (صور)

القاهرة 24
محافظات
الأربعاء 20/يناير/2021 - 04:54 م

بعض المهن لا نعرفها إلا بالرجال، إلا إن قاعدة الاستثناءات موجودة، فبعضهن اخترقن قواعد المهن ودخلن فيها ليصنعن حكايات خاصة ما بين قسوة الظروف التي ساقتهن إليها، وعزيمة الإرادة التي جعلتهن يستمررن فيها.

48 عامًا هي حصيلة حياة مهنية مليئة بالمشقة والتعب في حياة السيدة البالغة من العمر 53 عامًا، حيث بدأت في العمل قبل أن يناهز عمرها 6 سنوات، بالعمل على عربية "كارو" لجمع نشارة الخشب وتحويلها للمخابز، واستمرت فيها حتى سن 12 عامًا.

"سيدة الأنابيب" هو اللقب الذي تعرف به هذه السيدة في نطاق منطقة سيدي بشر بالإسكندرية، ولأنها مهنة غير متعارف على النساء الظهور فيها بالإسكندرية، فقد تميزت بها وأصبح لها لقب خاص و زبائن يتعاملون ويلجئون إليها وحدها.

وتروي سيدة الأنابيب قصتها في حوار مع "القاهرة 24"، قائلة: "بدأت العمل منذ كان عمري 6 سنوات، على عربية "كارو"، وذلك حتى سن 12 عاما، وبعدها عملت في مصنع لصناعة حلويات وكنت أتقن صنع حلاوة المولد، وبعدها تنقلت من مهنة لأخرى حتى عملت في مجال الأنابيب منذ 30 عامًا.

"ميكانيكا وسباكة ونجارة".. مهن تنقلت بينها "أم كريم"، حتي بدأت في بيع أسطوانات الغاز، قائلة: "أول ما اشتغلت كنت بجمع أنابيب من الجيران و أبدلها من المخزن، ولما جمعت مبلغ جبت عجلة، وبعدها صاحب المخزن لما عرف أني معايا أطفال ساعدني وترك لي أنابيب للعمل عليها حتي أستطيع تجميع مبلغ شرائها".

وعن دوافع دخول تلك المهنة تقول سيدة الأنابيب: "بعد 18 سنة من العمل من مهنة لأخرى، تزوجت وكنت علي أمل أن أستريح من متاعب الأعمال، إلا إنني أنجبت 6 أطفال و زوجي كان مريضًا بالسكر ودخله لا يكفي لاحتياجات أبنائنا، فقررت العمل والصدفة جعلتني أعمل بالأنابيب".

وتابعت: "ولادي كان عندهم الرغبة والشجاعة أنهم يتعلموا، لكن مكنش فيه فلوس عشان يكملوا في المدارس، اشتغلت وتعبت، كنت بعمل أكل لأولادي وأنا لأ، وأجيبلهم لبس وأنا لأ".

وتستكمل سيدة الأنابيب: "يوم ما جوزي مات مكنش في البيت مليم، والدنيا خبطت معايا أكتر، أهلي من القاهرة، وأهل جوزي عايشين، لكن محدش شال معايا مسئولية بيتي وأولادي، والمعاناة كانت صعبة أوي".

وعن مشاق المهنة تروي سيدة الأنابيب "كنت بطلع أنابيب لحد الدور 15 علوي، دراعي تعب من الشغل، بس هعمل إيه أربي أولادي إزاي؟.. كان بيتسرق مني أنابيب كتير وكان اللي شغالين في المهنة داخلين مواجهة معايا لأني كنت نشيطة وبشتغل كتير والناس بتكلمني مخصوص".

وتستكمل "الشغل في الشتا كان بيعرضني أكون مريضة دايما لأن المياه بتغرقني، لكن كملت شغل عشان أولادي، كنت أتمنى ولادي يكملوا ويتعلموا، مكنتش عايزة أكون مقصرة معاهم، ومع الوقت أصابع رجلي باظت وعملت 4 عمليات عشان أعرف أكمل شغل".

وتضيف "لما ولادي كبروا أنا اللي جوزتهم، شقيت أكتر عشان بعد ما أعلمهم أجوزهم وأكون أديت رسالتي بما يرضي الله"، وحتى الآن تتحمل مصاريف أسرتها وأيضا منزل ابنتها التي طلقها زوجها وتركها بثلاثة أطفال دون نفقة.

وعن الجوانب الإيجابية التي دفعتها لاستكمال العمل في تلك المهنة تقول سيدة الأنابيب "الفصل يرجع لتشجيع الناس اللي  خلاني استمريت في المهنة، بقيت باخد العجلة، هما اللي وقفوا جنبي وساعدوني،   علي سبيل المثال أنا معايا بطاقة تموين رغم أني محتاجه لها، الشغل ده خلي الناس تساعدني وأسرة عطتني بطاقة العيش بتاعتهم".

وعن التحديات التي تواجهها في ممهنتها الآن تقول سيدة الأنابيب "لما الغاز الطبيعي دخل البيوت الشغل اتأثر بشكل كبير، وبقى قليل".

ووجهت سيدة الأنابيب رسالة للرئيس السيسي عن رغبتها في رؤيته، وكذلك وجهت في نهاية حوارها رسالة للمرأة قائلة "اشتغلوا.. الشغل مش عيب ولا حرام".

تابع مواقعنا