ننشر المحاضر السرية لحرب أكتوبر.. ماذا حدث في اجتماعات قادة الجيش الإسرائيلي أثناء الحرب؟
رفعت إسرائيل السرية عن بعض المحاضر المتعلقة بحرب أكتوبر 1973، والتي تتضمن أربع جلسات تشاور عقدتها رئيسة الوزراء الإسرائيلية جولدا مائير خلال أيام الحرب وظلت قيد السرية بعد أن تم عرضها أمام أعضاء لجنة أجرانات، وهي لجنة تحقيق حكومية تأسست في إسرائيل للتحقيق في الظروف المحيطة باندلاع حرب السادس من أكتوبر.
وتضمنت المحاضر أن نائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي في ذلك الوقت، الميجر جنرال يسرائيل تال، حذر من العواقب الوخيمة إذا لم تخرج إسرائيل منتصرة في الحرب، وقال في أحد الاجتماعات "مصداقيتنا ستنتهي إذا لم نغير الأمور، سيصل أصدقاؤنا وأعداؤنا إلى استنتاج أن دولة إسرائيل ضعيفة. في اللحظة التي يتم فيها التوصل إلى مثل هذا الاستنتاج، لا شك في أن العرب سيأخذون كل شيء ولن يكتفوا بالقليل".
وفي صباح اليوم الثاني للحرب 7 أكتوبر 1973، عقدت رئيسة الوزراء جولدا مائير اجتماعًا في مركز القيادة تحت الأرض في مقر وزارة الدفاع في تل أبيب، وأعطت تقارير وصفتها المحاضر بأنها قاتمة.
وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي دافيد العازار خلال الجلسة واصفًا ليلة السابع من أكتوبر: "لقد كانت ليلة سيئة ففي مرتفعات الجولان، اخترقوا في وقت واحد أعدادًا كبيرة من الدبابات مع81 قتيلًا حتى الآن".
وفي اجتماع صباح يوم 10 أكتوبر، حذر وزير الدفاع موشيه ديان من خطورة الوضع لسلاح الجو قائلا: "ليس لدينا فقط مشكلة تتعلق بالمعدات، ولكن مشكلة مع الطيارين، وجلسنا اليوم لفحص قوتنا الجوية، لقد فقدنا 56 طائرة هناك الكثير يخرج من الخدمة".
وقال ديان، إن الأخبار من الجبهة الجنوبية مع مصر لم تكن مشجعة هي الأخرى، وحذر نائب رئيس الأركان من أن "هناك خطر مباشر من منظور عسكري بحت على الجبهة المصرية. نحن بحاجة إلى التعامل مع الجبهة المصرية والتأكد من عدم حدوث أي شيء سيئ لنا هناك".
واقترح دايان تعزيز الجيش الإسرائيلي بمتطوعين من الخارج في إشار إلى يهود أمريكا الذين يريدون القتال هنا، قائلا: "هناك إسرائيليون في الخارج. نحن بحاجة إلى دفعهم بالمئات".
كما دار نقاش حول قصف العاصمة السورية دمشق، وهي الخطوة التي اقترحها في اليوم الثاني من الحرب نائب رئيس الوزراء إيجال ألون ورد رئيس الأركان إليعازر قائلا "من الناحية الفنية ، ليس من الصعب القصف. لكن من منظور عملي ، فهم لا يهاجمون المدن أيضًا، لذا لا أريد أن أبدأ بهذا".
وكانت الفكرة لا تزال موضع نقاش في 10 أكتوبر. وفي الاجتماع قال دايان إن سلاح الجو سيقصف أولاً المطار الدولي في دمشق - والذي كان يخدم أيضًا القوات الجوية السورية ويستخدم لنقل الإمدادات العسكرية الروسية جوًّا إلى سوريا.
وتابع "هذه الحجة ستدعم بأثر رجعي قضية القصف: لماذا تستخدم المطار الدولي لأغراض عسكرية؟.
ووافقت مائير على القصف قائلة: "نحن نحتاجه لأغراض المساومة إذا تمكنا من توجيه ضربة تجعل الروس يطالبون بوقف إطلاق النار وأجبروا السوريين على القيام بذلك، فسيكون ذلك هائلًا بالنسبة لي" إلا إنها أوضحت أنها تعارض قصف دمشق نفسها.
وفي 13 أكتوبر قصفت طائرات سلاح الجو الإسرائيلي المطار ضمن واحدة من سلسلة غارات جوية على أهداف في سوريا بدأت في اليوم الرابع من الحرب.