توصلت دراسة حديثة إلى آلية جزيئية تمنع العدوى الفيروسية أثناء حمل الأم من إيذاء طفلها الجنين، حيث عندما يصبح الشخص مصاب بالعدوى عن طريق فيروس ونظام المناعة لديهم يرسل إشارة كيميائية تسمى بـ "الإنترفيرون"، والذي يصل إلى الخلايا لزيادة نشاط الفيروسات وصنع المزيد من الالتهابات.

وتساعد هذه الاستجابة على منع الفيروس من نسخ نفسه وتمنح الجهاز المناعي التكيفي مزيدًا من الوقت للتعرف على الدخيل الجديد والبدء في مطاردته، ولكن إذا صادفت العدوى الفيروسية المرأة الحامل قد تشكل خطر كبير على حياتها وحياة الجنين، حيث تخترق الفيروسات الجهاز المناعي للأم، وينجم عن ذلك حدوث التهابات قادرة على عبور المشيمة والوصول إلى الجنين، وقد تؤدي إلى تشوهات النمو خطيرة وفاة الجنين.

لكن هذا لا يحدث عمومًا، باستثناء فيروس "زيكا" وقليل من الفيروسات الأخرى المعروفة بالتكاثر داخل الجنين وإلحاق الضرر به، وعلى الرغم من ما يقرب من 100 مليون حالة تم الإبلاغ عنها مصابة بفيروس كورونا حتى الآن في جميع أنحاء العالم، لا يوجد دليل قوي على أن الفيروس الذي يسبب المرض "SARS-CoV-2"  يشكل خطر على حياة  الأجنة، وذلك وفق ما نشر بموقع "Medical Xpress".

ووجد فريق البحث آلية تحمي الجنين من الضرر الذي قد تسببه استجابة الأم المناعية للفيروس، وحددوا العامل الرئيسي في هذا المسار على أنه مستقبل هرمون الاستروجين الموجود بشكل خاص في أنسجة المشيمة والجنين.

وقال "نيكولاس هيتون" الأستاذ المساعد في علم الوراثة الجزيئية وعلم الأحياء الدقيقة في كلية ديوك للطب والباحث الرئيسي للدراسة، يفسر هذا على الأرجح سبب عدم إصابة الجنين بالعدوى أثناء الحمل، ويعد الاستروجين مرشح محتمل لهذا التأثير، كما وجد الباحثون أن مستقبلات GPER1 تتركز في المشيمة حيث يمرر إمداد دم الأم الأكسجين والمواد المغذية إلى الجنين، وتكون مستويات هرمون الاستروجين أعلى بكثير أثناء الحمل، مما يجعل مستقبلات GPER1 أكثر قدرة على كبت إشارات الإنترفيرون في المشيمة وتطور الجنين.

وحاول الباحثون منع مستقبل هرمون الاستروجين هذا في الفئران الحوامل عينة الدراسة بمركب يسمى G15، ووجدوا تغييرات في المشيمة أثناء عدوى فيروس الأنفلونزا، مما أدى إلى وفاة الفئران الصغيرة.

وقال "هيتون"، تكمن أهمية هذا النظام حول الطفل، حيث أنه يحمي الجنين من الالتهاب، بينما يترك باقي أنسجة الأم أكثر قدرة على استخدام الإنترفيرون لمحاربة الفيروس.

نصائح حول نمط الحياة الصحي للسيطرة على سكر الحمل