زارته الملكة صوفيا وعشقه فؤاد المهندس.. وفاة صاحب أشهر مطعم فول بالإسكندرية (صور)

"تحية للمحل الجميل وصاحبه الكريم وتحية للعشاء الذي ستبقى متعته معنا طويلا".. تلك العبارة التي دونها الأديب الراحل نجيب محفوظ عند زيارته لمطعم "محمد أحمد" وهو أقدم وأشهر مطعم للفول بالإسكندرية، ويحتفظ بها المطعم حتى الآن ببرواز على أحد جدرانه وبجوارها تدوينات أخرى لعدد كبير من المشاهير الفنانين والأدباء والسياسيين.

منذ صباح اليوم تعليقات كثيرة شهدتها مواقع التواصل الاجتماعي، نعيًا لوفاة الحاج محمد أحمد السماك، صاحب هذا المطعم الذي يعتبر علامة من علامات الإسكندرية المميزة، حيث يعتبر قبلة لأي سائح ضمن برنامج زيارته، ولا يقل أهمية عن أكبر الساحات الأثرية والشواطئ التي يأتون خصيصا إليها.

ويكشف " القاهرة 24" النقاب عن قصة "محمد أحمد" صاحب أشهر المطاعم فى عروس المتوسط واسمه الحقيقى محمد أحمد السماك ولُقب بأسطورة الفول في الإسكندرية وبدأ حياته بالعمل بأحد المطاعم المتخصصة فى بيع الفول والطعمية قبل أن يعرض الخواجة بنيامين – يهودي الجنسية – مطعمه للبيع فحصل عليه شاب طموح رغم صغر مساحته حيث تميز الموقع بأنه مُطل على المدرسة الإسرائيلية وبالطبع سيكون له زائروه.

وجاءت الانطلاقة لأن يذيع صيت المطعم فى عام 1957 واشتهر بتقديم الفول الإسكندراني والفلافل والفول بالثوم، وغيرها من الأكلات الشعبية لدرجة جعلت كل من يزور محطة الرمل يتوجه للمطعم بسبب الروائح المتميزة للطعام بسبب النكهات التي يضيفها وهو ما أكده محمد أحمد، مؤكدًا أن الجودة في تقديم الطعام كانت سببًا لشهرته عى المستوى العالمي.

زوار المطعم المشاهير كانوا من كل صوب وحدب، من كبار المشاهير وتتقدمهم الملكة صوفيا ملكة اسبانيا التى زارت الطعم عام 1989 والتي وقعت على قائمة الطعام بعد تناول الفول والطعمية كما زار المطعم لتناول الفول والطعمية المطرب العالمي ديميس روسوس.

ومن أهم الشخصيات التى تناوبت على زيارته أيضًا وكان عاشقًا للوجبات الشعبية الفنان الراحل فؤاد المهندس ووقع على دفتر الزيارة مستوحيًا من فكرة برنامجه الإذاعي الشهير " كلمتين وبس" حيث كتب "كلمتين وبس.. الفول يجنن" فطبعها محمد أحمد على قائمة الطعام بجوارها رسوم كاريكاتورية للفنان مصطفى حسين وتعليق موقّع من الروائي الكبير نجيب محفوظ والذي أشاد بالمطعم وجودة الطعام وصاحب المطعم آنذاك وكتب "شكرًا للمحل الجميل وصاحبه الكريم".

كما حرص على زيارته المهنس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء الأسبق وقت أن كان رئيسًا لوزراء مصر وزاره عاطف حنفي وزير التموين الأسبق وعائشة عبد الهادي وزير التضامن الأسبق وحرصت الفنانة رجاء الجداوي على زيارته قبل وفاتها.

تاريخ المطعم

هذا المطعم الذي افتتح عام 1957 في محل صغير بشارع شكور بمنطقة محطة الرمل، والذي كان حينها يتميز بحالة من الهدوء ووجود أثنان من أقدم سينمات الحي وهما "ماجستيك، وسينما بارك"، وبرغم تغير ملامح الشارع بالكامل بمرور الزمن حيث أغلقت السينمات وتحول لأكبر وأزحم تجمع لباعة الهواتف، إلا أن ما ظل باقي من الزمن الجميل هو هذا المطعم والذي لم يغير واجهته وظل يحتفل بموقعه وأكتفي بإتساع مساحته.

أشهر رواده

ويتميز مطعم "محمد أحمد" بتقديمه "الفول" بشكل وطعم مُختلف، وكان يزوره المشاهير بشكل خاص ويحتفظ المكان حتي اليوم بصورهم مع صاحبه الحاج محمد أحمد، ومن بين هؤلاء الكاتب الروائي نجيب محفوظ، والملكية صوفيا ملكة أسبانيا، والفنان فؤاد المهندس والفنانة الراحلة رجاء الجداوي، والمطرب العالمي روسوس.. وغيرهم.

وعلي الرغم أنه لا يقدم سوى الأكلات الشعبية، فإنه ليس أمرا غريبا أن تجلس على طاولة فيه فتجد بحوارك شخصيات شهيرة ووزراء، وهو ما حدث بالفعل مع رواد المطعم في عام 2015 عندما فوجئوا بجلوس المهندس إبراهيم محلب؛ رئيس الوزراء السابق بجوارهم.

أول مطعم يديره مصري بالمنطقة

وعن قصة إنشاء هذا المكان، كان صاحبه الحاج محمد أحمد قد ذكرها في أكثر من منصة صحفية وإعلامية، أخرها عندما استضافة الإعلامي عمرو أديب في برنامجه "الحكاية" عام 2017، فقال أن أشتري هذا المحل عام 1957 من الخواجة "بنيامين"، ولأن هذه المنطقة كانت تحتوي علي عدد كبير من الإنجليز واليهود وكان هذا المحل الصغير يشهد تجمعهم، فقد أثارت تلك الصفقة غضبهم خاصة وأني أول مصري يدير محل في تلك الفترة بهذا المكان.

وأضاف الحاج محمد أحمد، أن الخواجة بنيامين بعد حالة الغضب والثورة التي تعرض لها بعد بيع المحل له، طلب منه استعادته، إلا أنه رفض وقال له إن البيع تم بشكل قانونه وأنه يتمسك به ولن يعيده.

وذكر الحاج أحمد أن هذا المحل الصغير حينها كان قليل الإمكانيات، ولكنه بالعمل والاجتهاد والمثابرة صار أشهر مطعم فول بمصر، ويرجع الفضل في ذلك للخلطة السرية للفول التي ورثها عن والده الذي كان يمتلك مطعم صغير للفول، فضلا عن إبداعه بإدخال أفكار جديدة لخلطته ومنها "الثوم والصلصة والسجق والزيت الحار".

مقتنيات تذكارية

ومن أهم المقتنيات التذكارية التي يحتفظ بها المحل حتي الآن، كاريكاتير خاص بالفنان الراحل مصطفى حسين بهيئته الشهيرة بجوار اسم المطعم ويكتب بجوارها "أول مرة أدخل عتبة محل الخواجة محمد أحمد.. قعدت حشيت فول لوز وطعمه فزدق ومليت بطني آخر حلاوة ورجلي جت وكل مشوار في إسكندرية هيبقى للخواجة محمد أحمد ويجعله عامر".

"كلمتين وبس.. الفول يجنن".. عبارة دونها الفنان فؤاد المهندس، وكذلك كلمات المخرج صلاح أبو سيف: "إلى الاخ العزيز محمد أحمد أسعدنى كل السعادة أن تتاج لى الفرصة وأتناول غدائى فى مطعمكم اللطيف واتمنى أن أحضر دائما إلى المحل أثناء وجودى بالإسكندرية".

منها العدس والفول.. الحجر الزراعي تكشف تفاصيل تجديد قرار حظر تصدير البقوليات

قرار بوقف تصدير الفول بكافة أنواعه لـ3 أشهر إضافية