"عُمره 300 عام وعثر عليه الأجداد".. قصة أقدم دولاب لتشكيل الأواني الفخارية بالفيوم (فيديو وصور)
مُنذ 300 عامًا، عُثر الأجداد، على دولاب مُصنع من الخشب، من الأسرة الخامسة، في قرية النّزلة التابعة لمركز يوسف الصديق بالفيوم، ويستخدم في صناعة وتشكيل الأواني الفخارية، منها "الزير والبربخ"، وهو الدولاب الأقدم بالقرية، وتعد حرفة الفخار من أقدم الحرف اليدوية على مستوى العالم، والتي عرفها الإنسان أيضًا مُنذ أزلً بعيد، التي تشتهر وتنفرد بها قرية النّزلة، والتي تعد من أقدم قرى محافظة الفيوم.
ومن الأسرة الخامسة للجيل السابع لأصحاب الحرف الفخارية، مازال يحتفظ أصحاب تلك المهنة، بهذا الدولاب في قرية النّزلة رغم ظهورالأكثر حداثة منه، ولكن يمثل ذلك رمزًا أساسيًا لحرفة الفخارلهم.
وتوارث جيل يلو الآخر بالنّزلة، حرفة صناعة الفخار، الذين احتفظوا بسر هذه المهنة مُنذ أيام الفراعنة، حتى اكتسبوها جيدًا وأصبحت القرية تسجل أجيالًا عديدة حتى وصلت للجيل السابع، الذي نشهده اليوم، من أصحاب الحرف الفخارية، حتى أصبحت القرية الأشهر بصناعة الفخارعلى مستوى العالم، ويتوافدون إليها الأجانب من جميع دول العالم، وقد شهدت تصوير العديد من الأعمال الفنية القديمة منها والحديثة.
القاهرة 24.. التقى أحد أشهرأحفاد أصحاب حرفة الفخار بقرية النّزلة بمحافظة الفيوم:
يقول حُسني أحمد ربيع، أحد أحفاد الجيل السابع من حرفة الفخار بقرية النّزلة، وصاحب أشهر ورشة فخار بالفيوم توارثهًا أبًا عن جد، إن الدولاب الخشبي الموجود بقرية النّزلة، يعد أقدم دولاب بالقرية، لتشكيل الأواني الفخارية، حيث عُثر عليه الأجداد، وعمره بالقرية 300 سنة، وهو من الأسرة الخامسة.
الحُفرة اكتشاف ماقبل الدولاب لتشكيل الأواني الفخارية
وأضاف حُسني، لـ"القاهرة 24"، أنه كان قبل ظهور الدولاب، كانت تستخدم الحُفرة، في تشكيل الأواني الفُخارية، ويعود تاريخها للأسرة الرابعة مُنذ أيام الفراعنة، وتعد هي الأقدم من الدولاب، ولفت إلى وجود اكتشاف لهذه الحفرة في محافظة أسوان، بجوار متحف التماثيل، يدُل على أن هذه الحُفرة التي يعمل بها في قرية النّزلة، لتشكيل الأواني الفخارية داخلها، تاريخها يعود لتاريخ بناء الأهرامات في مصر، وتعد الحُفرة أقدم طريقة في "ورش الفخار"، في العالم لتشكيل الأواني الفخارية.
يتابع، أمّا الدولاب يستخدم بعد التشكيل في الحُفرة، حيث يتم تشكيل الأواني الفخارية على الدولاب، "ترقيب الأواني"، سواء "الزير أوالبربخ أو الزلع"، وجميع الأواني الأخرى، كما أنّ البربخ يستخدم في صرف المياه للأراضي الزراعية، وتوجيه وتحديد المسارات في الفراغات المفتوحة.
ويكمل حُسني: توارثت هذا الدولاب، أبًا عن جد، كما أننا الجيل السابع حاليًا في قرية النزلة من حرفة الفخار، فوالدي وجدي كان يعملان في هذه الحرفة، وتوارثنا المِهن عن أجدادنا، وتم العثور على هذا الدولاب في قرية النّزلة، فأجدادنا عثروا عليه في نفس المكان بالقرية.
ولفت حُسني إلى، أن "الدواليب" الأخرى الموجودة حاليا بالقرية تختلف عن هذا الدولاب، فهذا دولاب خشبي بقلب خشب، أمّا الحالي حديث ويُسهل الحركة في العمل الفخاري، بشكل أيسر وأسرع، والدولاب الحالي يدوي أيضًا ولم يدخله أية تكنولوجيا حديثة، ولكن به "رمان بلي من الأعلى والأسفل"، يعمل ذلك على تيسيرو تسهيل الحركة، أثناء العمل في تصنيع الأواني الفخارية، أما الدولاب الخشبي القديم، به قلب خشب، وكان يدور من أسفل على قطعة من الحديد.
وفي ختام حديثه، طالب حُسني أحمد ربيع، وزيرة الثقافة، الدكتورة إيناس عبد الدايم، بضم حرفة الفخار بقرية النّزلة بالفيوم، كتراث الحضاري، معبرًا "هذه الحرفة تستحق ذلك، تستحق أن تدخل كحرفة تراثية، وهذا طلب من أبناء قرية النّزلة".