المصريون القدماء أول من صنعوه.. كبير الأثريين يطالب بإنشاء متحف للخبز
قال مجدي شاكر، كبير الأثريين بوزارة السياحة والأثار، إن الخبز يعد من أهم السلع الغذائية التي عرفها الإنسان، حيث ارتبط بشكل وثيق بالجنس البشري، منذ بداياته على وجه الأرض، ومن أجله قامت حضارات وزالت أخرى وهو محرك الثورات، حيث ظهر الخبز كغذاء للجنس البشري منذ عام 8000 ق.م، وبعد إدخال الحبوب في النظام الغذائي للبشر، بعد بداية استقرار الإنسان البدائي وزراعة القمح الأول مرة.
وأوضح شاكر، أن أول من زرع وطحن الحبوب القمح والشعير ليكون خبزًا كما هو متعارف عليه هم المصريون القدماء، حيث كانت الظروف مهيئة لزراعة الحبوب حول حوض النيل، فكانت زراعة القمح في توقيت شهر يوليو من كل عام في وقت الفيضان حتى أصبحت مصر في عهد الإمبراطورية الرومانية سلة غلال العالم القديم، حيث كانت مصر هي الأكثر إنتاجًا للحبوب وخاصة القمح ويعتبر الخبز، هو أحد وأهم الأطعمة التي عرفها البشر منذ فجر التاريخ، على الرغم من اختلافه من بلد إلى أخرى، فإنه يعد واحدًا من أهم الأطعمة في التراث الإنساني، ما جعل دول مثل ألمانيا والبرتغال والنمسا والبرازيل تقيم له متاحف والخبز الذي نطلق عليه في مصر "عيش "له قداسة خاصة لدرجة أننا نقسم به فنقول "والعيش والملح دا ما حصلش" نحن نعتبره قسمًا واجب التصديق ووجود الخبز في المنزل هو أمان وموروثنا الشعبي والثقافي.
احتفالا بعيد الشرطة.. رأس الملك سنوسرت الثالث قطعة شهر يناير بالمتحف المصري
وطالب شاكر، بإنشاء متحف للخبز لأن رغيف الخـبز الذي نعرفه اليوم يعود إلى مصر القديمة وعرف منذ زمن طويل بـ"العـيش" في مصر عكس بلاد العالم يسمى الخبز، فقد كان الرغـيف المصنوع من حبوب الغلال آنذاك هو الطعام الأساسي لدى المصريين، تقول بعض الوثائق إن المصريين كانوا أول من اكتشف الخمـيرة في الألف الرابع قبل الميلاد وطحنوا القمح في الألف الرابع ق .م، ومنذ ذلك العصر دخل الخــبز في صميم الطعام المصرى القديم وقسّم الناس إلى فئات، أغنياء يأكلون خبز دقيق القمح ، ومتوسطي الحال يأكلون خبز الشعير، وفقراء يتناولون خبزاً أحمر يصنع من دقيق حبوب برية.
باحث أثري يستعرض تقسيمات الشرطة ومهامها في عهد المصريين القدماء
وتابع: "نحن أقدم أمة صنعت الخبز وأقامت أقدم مطاحن للحبوب إلى أكثر من خمسة الاف سنة من خلال آله حجرية بدائية "الرحاية" وليس مستغربا أن نحصى ما يقرب من خمسة عشرة نوعًا من الخبز خلال الدولة القديمة، ولكن بمرور الزمن ووصولا إلى الدولة الحديثة تزداد تلك الأنواع حتى تصل إلى ما يقرب من أربعين نوعًا من الخبز والمخبوزات المتنوعة التي اختلفت أشكالها ما بين المستدير والبيضاوي والملفوف والمخروطي الشكل، كذلك اختلفت أنواع الدقيق المستخدم في تلك الصناعة مابين القمح والشعير والذرة ، وأيضا المواد الأخرى الداخلة في صناعة الخبز مثل الزبد واللبن والعسل والبيض ، ولذا اختلفت أشكال الخبز والفطائر بعضها عن بعض، وبالتأكيد كما اختلفت في مظهرها اختلفت أيضا في مذاقها من ذلك المنطلق ومازال الريف المصري له طريقة خاصة فى صناعة العيش فهناك "البتاو" و"الرحالى الشمسي" كلا له شكله ولونه وطعمه".
وأردف: " يجب أن نطلق مبادرة لإنشاء متحف مصرى أو تخصص قاعة فى المتحف المصرى أو الحضارة خاص بالعيش لأن مصر كان فيها الفلاح الأول وأول من صنعت الخبز فى العالم يوثق ويحكي رحلة عمل الخبز من مرحلة زراعة حبوب القمح، حتى الطحن، وأنواع الخبز وشرح كل نوع ومن يدخل في المراسم الدينية ويملك كثير من المناظر والماكتتات لذلك وبعض العيش الذى عثر عليه وأهم النصوص السياسية والأدبية والدينية التى ورد فيه الخبز عمل مخبز يقدم أنواع العيش المختلفة ويمكن أن يباع للزوار".