هشام عبد الدايم لناشئي الباحثين: احذروا الخطايا السبع للنشر العلمي
أكد الدكتور هشام عبد الدايم عميد معهد الكبد بكلية الطب جامعة المنوفية، أن كتابة البحث العلمي تتطلب توافر مجموعة من المكونات الأساسية مثل: العنوان، واسم المؤلف ووظيفته، وملخص البحث، وهيكل المقال الذي ينقسم إلى: المقدمة وطرق البحث والنتائح ومناقشتها، كما يجب أن يختتم البحث بالخلاصة والخاتمة والتوصيات، والتعريف بالمساهمين في البحث، ومصادر الاستشهادات العلمية.
وأضاف خلال محاضرة بعنوان (النشر العلمي للناشئين)؛ بالمجلس الأعلى للثقافة، أن الملخص يعد من أهم العناصر فى المقال العلمي؛ كونه أول ما يقوم بقراءته المحررون والمحكمون، خلال تقييمهم المبدئي للبحث المقدم، فضلًا عن أن العديد من مواقع البحث العلمي على الشبكة العنكبوتية تتيح للمهتمين قراءة ملخص المقال؛ فإذا حازت فكرته إعجابهم يصبح من اليسير عليهم الحصول على المقال بأكمله، وتابع مؤكدًا أن ما يجعل ملخص المقال على درجة عالية من الجودة يتمحور حول: توضيح أهمية البحث والهدف منه، والوصف المختصر الواضح لتجارب البحث، وعرض النتائج بصورة مختصرة واضحة، وتلخيص الاستنتاجات من نتائج البحث.
كما أكد ضرورة التعريف بالمساهمين فى البحث؛ فتتم الإشارة أن هؤلاء هم من قدموا مساهمات بالبحث، ولكن ليس إلى درجة المشاركة الفعلية فى كتابته، فيفضل أن تتم الإشارة إلى مجهودهم فى البحث، ويشمل التعريف بالمساهمين فى البحث الأفراد أو الجهات التى قدمت أفكارًا فى إطار موضوع البحث، أو ساعدت فى عملية كتابة البحث أو الرسوم التوضيحية المتضمنة فيه، وكذلك المساهمة بالدعم المالى واللوجستى، وتوفير بعض الأجهزة أو العينات أو الأنسجة والنصائح التقنية، بجانب المساهمة فى عملية التحرير والنشر، وتابع مشددًا على أهمية توافر عنصر مصداقية النشر؛ حيث تشمل المصداقية فى نشر الأبحاث والأمانة فى توثيق البحث، والدقة فى تحديد مشاركات الباحثين وتوضيح المساهمات التى تشمل الاتصال وتبادل المعلومات، بجانب الشفافية فى عرض تباين المصالح وحتى احتمالية حدوث ذلك، وحماية البشر خلال مراحل البحث، ورعاية حقوق الحيوان خلال إجراء البحث، والتزام المسؤولية التبادلية للملكية الفكرية بين الباحثين وفرقهم البحثية.
كما حذر الدكتور هشام عبد الدايم من ثلاثة أنواع من الأخطاء التى يمكن أن يقع فيها الباحث خلال نشره للبحث، وهى تتمثل فى: الخطأ غير المقصود، والإهمال، وسوء السلوك وعدم الأمانة، كما وضح الفرق الكبير بين سوء السلوك وكل من الخطأ الغير مقصود أو الإهمال فى وجود النية المبيتة للخداع؛ فبطبيعة الحال تعد الأخطاء التى تنطوى على الخداع تمثل الفئة الأكثر خطورة، ومن نماذج سوء السلوك فى النشر: التلفيق: بمعنى اختلاق البيانات أو النتائج، والتزوير: بمعنى التلاعب بيانات البحث، أو تجاربه أو حذف أو إضافة بعض النتائج، بغرض تقديم صورة غير صادقة عن البحث الانتحال: يعنى الاستيلاء على أفكار، أو عبارات، أو أساليب إجراء بحث، أو نتائج الآخرين مع إغفال الإشارة إلى المصدر المأخوذ منه.
وتابع محذرًا من خطورة سوء السلوك فى النشر العلمى، التى تكمن فى تأثيره السلبى المباشر على مصداقية البحث العلمى والممارسة الإكلنيكية، كما أنه قد يبث معلومات مغلوطة، وقد يضر بالأفراد المعتمدين على تلك المعلومات المغلوطة، فضلًا عن ضرره لمصداقية و تطور العلماء الآخرين، بجانب كونه يضع المرضى فى دائرة الخطر؛ حيث أنه قد يتم الاستمرار فى الاستشهاد به بما يتضمنه من أخطاء، وهو ما يسبب تضييع الموارد البشرية والمالية وتدمير ثقة العامة فى البحث العلمى.
وواصل حديثه محذرًا من الوقوع فى خطايا النشر العلمى السبع والتى تتمثل فى: اللا مبالاة، والنشر المكرر، ومشاكل إدراج أسماء المشاركين فى التأليف سواء بالإغفال أو عدم الأحقية، وانتهاك حقوق الإنسان أو الحيوان، وإغفال إعلان تضارب المصالح، والانتحال، بجانب أنواع أخرى من الاحتيال مثل التلفيق أو التزوير فى البيانات والنتائج أو الصور، الانتحال يقصد به السرقة أو الاختلاس أو التعدى على حقوق الملكية الفكرية و ذلك بنقل جزء أو أجزاء أو أفكار أو صور أو بينات أو نتائج أو استنتاجات من عمل أو مؤلف بحثى آخر دون الإشارة لصاحبه الأصلى الملكية الفكرية فى حق قانونى للحفاظ على حقوق الباحثين والمؤلفين والناشرين، من خلال حقوق الطبع والنسخ وبراءات الاختراع، وكذلك إجراءات حماية حقوق التأليف والنشر، بما لها من أليات قانونية تهدف إلى تحقيق التوازن بين المكاسب الخاصة والمنافع العامة، كما قال أن أبرز الأخطاء الشائعة فى الأبحاث العلمية تتمثل فى: القص واللصق من مصادر إلكترونية، دون استخدام علامات الاقتباس أو تدوين مصدر الاقتباس بوضوح، وتحميل المواد الصوتية والمرئية دون الحصول على الإذن المناسب (قضايا حق المؤلف).
وفى ختام حديثه أوضح أن ثقافة المجتمع المحلى عادة ما تدعم أمور سلبية، مثل توجيه التلاميذ إلى حفظ ونقل كتابات الكتاب الكبار، وهو ما يتم تعريفه على أنه انتحال وفقا للمعايير الأمريكية والأوربية، لكن للأسف لا يتم توصيفه على هذا النحو من قبل العديد من المعايير الأسيوية والأفريقية، كما أشار إلى أهمية اختيار مكان النشر، ووجه نصيحته للنشء من الباحثين بضرورة تذكر اللاءات الثلات: لا تكذب (التلفيق) ، لا تغش (التزوير) ، لا تسرق (الانتحال)، وكان الختام بالبيت الشعرى الشهير للشاعر محمد یونس القاضى، من النشيد الوطني الذي اقترن في وجدان كل مصري بألحان فنان الشعب سيد درويش الخالدة: مصر أنـتِ أغــلى دُرَّة ... فــوق جبين الـدهر غُرَّة يــا بـلادى عيشى حُرَّة ... واسلمي رغم الأعادي بلادي بلادي بلادي ... لكِ حُبي وفؤادي.