بعد العمل والعودة من إيطاليا.. حلم الثراء في ميت سهيل قاد شباب الشرقية إلى التنقيب عن الآثار
"ميت سهيل" قرية تابعة لمركز منيا القمح محافظة الشرقية، عرفت منذ عشرين عاما بكثرة الهجرة إلى إيطاليا، حيث كان يتجه شبابها إلى السفر بحثا عن الثراء، لكن شبابها اليوم بدأ يغير طريقه نحو الثراء من السفر إلى التنقيب عن الآثار.
كأس عالم 1990 في إيطاليا كان بداية حلم الثراء بسفر شباب القرية إلى إيطاليا بدلا من العمل بسوق روض الفرج بالقاهرة أو مصانع العاشر من رمضان أو بالأرض الزراعية، ثم أصبح الطريق الوحيد للسفر ينحصر في الهجرة غير الشرعية عن طريق "مراكب الموت"، مما أدى إلى غرق العشرات منهم في البحر الأبيض المتوسط.
حلم الثراء، وما سمعه شباب القرية عن حياة أقرانهم في إيطاليا دفعهم إلى دفع آلاف الجنيهات لسماسرة الهجرة الشرعية، باقتراض الأموال من هنا وهناك أو بيع أراضيهم الزراعية وبيوتهم، واتسعت أبواب إيطاليا لهم وجمعوا أموالا طائلة واشتهروا بـ"بلد ميلانو".
وعاما بعد عام أخذوا يتوارثون حلم الثراء جيلا بعد جيل إلى أن ازداد سعر فيزا السفر لإيطاليا أضعافا مضاعفة تعدى المائة ألف جنيه، وعادوا متجهين إلى الهجرة غير شرعية مرة أخرى ولكن كان الطريق أصعب بكثير من المرة الأولى، فمنهم من وقع بيد شرطة السواحل ومنهم من وقع أسيرا في سجون ليبيا إلى أن تم ترحيله إلى مصر.
ولم يكن من الأمر بد أن يجربوا حلم الثراء بطريقة أخرى، إلى أن ظهرت عصابات التنقيب عن الآثار في القرية والقرى المجاورة لها، وأخذوا يحدثون الأهالي مرة تلو الأخرى عن وجود آثار تحت منازلهم، مما دفع بعض الأهالي إلى تصديقهم والسعي وراء الثراء الفاحش عن طريق اقتراض الأموال لشراء المعدات وتأجير الشباب للتنقيب عن الآثار تحت منازلهم.
صفحة بوابة منيا القمح بموقع "فيس بوك"، نقلت خبر القبض على عصابة التنقيب عن الآثار في القرية التي يرجع تاريخها للعصر الإسلامي ولم يثبت أن لها جذورا فرعونية، إلا أن حلم الثراء وطمع البعض وخداع بعض الدجالين دفع بعض الأهالي للوقوع في هذه الشراك.
وفي يوم 6 يناير الجاري وفي إطار هذه الأحداث، تم القبض على عصابة قامت بالتنقيب عن الآثار في منطقة الظلاطين –أقدم مناطق القرية- وبحوزتهم معدات حفر ومواتير شفط للمياه مع وجود حفرة عمقها طولها 15 مترا.
شاهد عيان "س. ص" قال لـ"القاهرة 24" إن أهل المنطقة منذ أسبوعين وفي كل ليلة كانوا يسمعون صوت المعدات وأدوات الحفر تعمل، ولم يخطر بمخيلتهم أن هذه عصابة للتنقيب عن الآثار، إلى أن صدموا بما حدث، مؤكدين أنهم لو كانوا على دراية بهذا من السابق ما تركوهم.
وأكد شاهد عيان آخر"أ. ب" لـ"القاهرة 24"، أن هذه العصابات اتخذت من مطامع بعض أهالي القرية طريقا للعب في أذهانهم وصولاً إلى ما حدث.
وقال شاهد عيان ثالث إن المثير في القصة هو أن "المتورطين في البحث عن الآثار في ميت سهيل هم من الشباب الذين سافروا إلى إيطاليا قبل 20 عاما وكونوا ثروات من السفر، ورغم أنهم عادوا واستوطنوا القرية ببيوت كالقصور إلا أن حلم الثراء الفاحش بلا جهد بالبحث عن الآثار أوقعهم في شر أعمالهم".
وقال إن دجالا خدع بعض الأهالي في كفر المراغة المجاور لميت سهيل بوجود آثار تحت منازلهم وحصل منهم على مبلغ 300 ألف جنيه وتركهم يحفرون.