من الصعيد للهاوية.. مأساة طفلة اغتصبها شقيقان وجهزتها بائعة هوى بالمساحيق في الشرقية
سجلات الجنايات دائمًا ما تحفل بالمئات من القصص والحكايات والمآسي، لكن أن تجد في قصة واحدة شواهد وخيوط تجمع ما بين سوء التربية، وسوء الاختيار والصداقة، وهتك العرض، ونهش الشرف باسم الحب، قبل الختام بالاغتصاب بالقوة والرضا، فإنك بالتأكيد أمام قصة ومأساة حقيقية تستحق أن تُخلدها الكلمات لئلا تتكرر في صعيد مصر قبل حضرها وريفها.
وسط طبيعة لا تقل قسوة عن الشمس التي تكاد لا تفارق سماء البلدة من حدة وهجها، وبين ساحات قرية كالآلاف من قرى عروس الصعيد، نشأت الفتاة التي لم تنل لنفسها حظًا من اسمها، طفلة اعتادت أن تتهادى، وتلعب بعيدًا عن أعين أهلها، فالأم لاهية بالتلفاز وما يبثه من إعلانات تقطعها أجزاء متقطعة من أفلام تحفظها عن ظهر قلب، والأب هو الرعب بكل ما تحمله الكلمة للبنت؛ عامل بالمعمار ترتعد فرائسها لمجرد سماع صوته، أو رؤية نظرات الغضب تعلو قسمات وجهه، مهما كانت الأسباب تافهة، وبين هذا وذاك كلمات معسولة بدأت تعرف طريقها لأذن الصغيرة التي بالكاد أتمت ربيعها الرابع عشر، وصاحب الكلمات شاب يكبرها بالطبع، لكنه يرى فيها ما يسهل حصاده بعسل الكلام.
تعددت اللقاءات بين الصغيرة ومحبوبها، والذي اعتاد استعمالها كما يعاشر الزوج زوجته، وكلما زاد جرعة الحنان كلما زاد لهيب لقاءاتهما المحرمة، حتى فرغ منها ذات مرة وأخبرها أنه لم يعد يريدها، وأن على كليهما اعتياد طريق لا يشاركه الآخر فيها، فما كان من الطفلة التي ذاقت ما ذاقته، إلا أن لطمت وجهها وهي تتحسر على ما سلبها إياه، تستحلفه بكلماته المعسولة ووعوده لها بأن تكون أميرته، لكنه يخبرها دون أن ينطق بأن الأميرة لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تكون هي، وبالطبع لا يمكن لفارس أن يكون خسيسًا وشهوانيًا مثله، وأن العلاقة كانت لأجل ما أخذه وقد شبعَّ وانتهى وانتهت.
عادت "رحمة" إلى المنزل الذي آواها وكل ما ترجوه أن تنشق الأرض وتبتلعها، وبالطبع لا تخشى شيئًا من أحد سوى والدها بعدما باءت قصتها ونظرتها للحب بالفشل، وباتت لا تحمل من الطفولة سوى سنها، لتُغادر البيت سريعًا لأقرب عربة أوصلتها إلى محطة السكة الحديد، ومن هناك استقلت قطار القاهرة، قبل أن تُعدل وجهتها إلى مدينة الزقازيق، حيث المكان البعيد الذي يصعب على والدها أن يبحث عنها فيه، عسى أن تجد ضالتها في حياة جديدة غير التي انتهت قبل سويعات.
على رصيف المحطة هبطت الفتاة وافترشت أحد المقاعد الخرسانية تُخبر هيئتها من يراها بأن الطفلة المتكومة امرأة هزمتها الدنيا قبل أن يعرف أيٍ منهما الآخر، لكن بين أعين المتابعين كانت عيون بائع متجول وربة منزل تتفحصان الصغيرة، وبنظرة متبادلة فيما بينهما اقتربا منها يُطمئنانها وتخبرها "أمنية" أن "محمد" شهم وأنها لن تجد أفضل منهما لترتاح في منزلهما القريب من المحطة، وأن الغد سيحمل الحل لمشكلتها، في حديث لم يجد صعوبة ليبدو صادقًا ومقنعًا للفتاة.
استقل الثلاثة إحدى السيارات قاصدين مسكن البائع، وهناك سقطت الأقنعة سريعًا؛ إذ راح صاحب المسكن يراودها عن نفسها ويعيس في جسدها يمسك كل ما يروي ظمأ الذئب الشهواني في داخله، لكن الضحية رفضت الاستجابة فما كان منه إلا أن أحضر عصا خيزران انهال بها عليها ضربًا حتى أذعنت لما يريده، وهنا تدخلت "أمنية" بقميص نوم أحضرته وألبستها إياه، قبل أن تُجهزها بمساحيق تجميل لترضخ أخيرًا للبائع، والذي عاشرها مراتٍ عدة طوال مكوثها بالمنزل لعدة أيام، قبل أن يفرغ منها ذات مرة فور سماع صوت مزلاج المنزل يُعلن عن قدوم شقيقه "مرسي".
سويعات قليلة فصلت بين حضور مرسي وعلاقة أخرى جمعت بينه وبين الصغيرة، والتي عاشرته برضاها حتى فرغ منها في مسكن آخر اصطحبها إليه، قبل أن يُعيدها إلى مسكن شقيقه، وهناك ظلت صرخاتها تعلو حتى وصلت إلى مسامع أحد أهل البلدة، والذي أبلغ بدوره شرطة النجدة، لينكشف الأمر ويتم ضبط الثلاثة والمجني عليها، وفي قسم شرطة ثانٍ الزقازيق، تحول الاتهام إلى قضية جنائية التي حملت رقم 14226 جنايات القسم بتاريخ الخميس 10 سبتمبر الماضي.
وجهت النيابة العامة للمتهمين: "محمد.ع.م.أ.ع" 21 سنة، بائع متجول، و"أمنية.م.م.أ" 28 سنة، ربة منزل، مُقيمان بكفر "الزقازيق البحري"، تهم خطف المجني عليها بالتحايل والإكراه بعدما أوهماها برعايتها وإيوائها، قبل أن يهتكا عرضها بالقوة والتهديد وتناوب الأول الاعتداء عليها بإيلاج عضوه الذكري بقبلها وأمنى بها على النحو المبين، فيما اتهمت النيابة شقيق الأول "مرسي" 17 سنة، بائع خردة، بهتك عرض المجني عليها بغير قوة أو تهديد، بأن اصطحبها لمسكن آخر وكرر ما فعله شقيقه معها.
وخلال التحقيقات أقر المتهم الثالث "مرسي" بارتكاب الواقعة، فيما أقرت الثانية بأن الأول "محمد" عاشر المجني عليها أكثر من مرة، لكن الأخير أفاد بأنها كانت مرةً واحدةً وبإرادتها.
وباستدعاء والد المجني عليها وسؤاله، أقر بأن ابنته متغيبة عن المنزل منذ شهر، فيما رفضت المجني عليها العودة لمنزل أهلها لأنها سوف تقتل، بحسب تخوفها، لتأمر النيابة العامة بإيداعها بإحدى دور الرعاية.
وجاء تقرير مصلحة الطب الشرعي بالزقازيق، ليثبت أن غشاء بكارة المجني عليها به تمزق قديم سابق على تاريخ الواقعة، وحالتها تلك تسمح بحدوث إيلاج بقبلها بتاريخ يعاصر تاريخ الواقعة، دون أن يترك ذلك أثرًا إصابيًا يشير إليه، وفور إحالة القضية إلى محكمة جنايات الزقازيق، بمحافظة الشرقية، برئاسة المستشار سامي عبدالحليم غنيم، رئيس المحكمة، وعضوية المستشارين وليد المهدي وعلاء سمير، وسكرتارية خالد إسماعيل، قررت هيئة المحكمة تأجيل محاكمة المتهمين لجلسة دور الانعقاد الثاني من شهر أبريل المُقبل؛ لمناقشة شاهدة الإثبات في القضية.
بدء تطعيم الأطقم الطبية بمستشفى حجر كفر الدوار بلقاح فيروس كورونا (صور)
شقيق شهيد الشهامة بالمنوفية: ضبطنا قاتل أخي قبل الحادث مع فتاة داخل مُصلى في وضع مخل