آثار الإسكندرية تُشكل لجنة لبحث الكشف الآثري الجديد وبحث امكانية نقل أجزاء منه للمتحف اليوناني
وصف مسؤولو الآثار فى الإسكندرية الكشف الأثري الجديد، الذي نجحت البعثة المصرية الدومينيكانية في اكتشافه، بحدث عالمي وكبير.
وتسعى الوزارة لاستغلاله والترويج له على نطاق واسع وكبير يسهم في تنشيط السياحة الأثرية، وينضم إلى أسطول الاكتشافات الأثرية خلال القرن الحالي، وأنه سيتم بحث سبل الاستفادة من هذا الكشف سواء نقل أجزاء منه للمتحف اليوناني أو الابقاء عليه وتحويله إلى مقر دائم للزيارة.
وأوضح مصدر بوزارة الآثار فى الإسكندرية أنه جارٍ التجهيز لوضع خطة شاملة لعلاج المومياوات والاكتشافات من خلال تشكيل فريق آثري على أعلى مستوى بالتعاون مع البعثة بعد أن ظهرت بعض الموميات في حالة سيئة، لافتاً إلى أن تهالك بعضها سيصعب عملية الاقتراب منها حتى لا تفقد قيمتها الأثرية.
وكان مجلس الوزارء أعلن نجاح البعثة المصرية الدومينيكانية التابعة لجامعة سانتو دومنيجو، برئاسة الدكتورة كاثلين مارتينيز، والعاملة بمعبد تابوزيريس ماجنا بغرب الإسكندرية، في الكشف عن ١٦ دفنة في مقابر منحوتة في الصخر من طراز لوكلي "فتحات الدفن الحائطية"، والتي شاع استخدامها في العصرين اليوناني والروماني، وكشفت البعثة بداخل هذه الفتحات عن عدد من المومياوات في حالة سيئة من الحفظ.
وقالت الدكتورة كاثلين مارتينيز إن الكشف الأثري الجديد، يبرز سمات التحنيط في العصرين اليوناني والروماني، والتى عُثر عليها بقايا من الكارتوناج المذهب، بالإضافة إلى تمائم من رقاقات ذهبية على شكل لسان كانت توضع في فم المتوفي في طقس خاص لضمان قدرته على النطق في العالم الآخر أمام المحكمة الأوزيرية.
وأضافت أن من أهم هذه المومياوات مومياوتين احتفظتا ببقايا اللفائف، وأجزاء من طبقة الكارتوناج، الأولى عليها بقايا تذهيب وتحمل زخارف مذهبة تظهر المعبود أوزوريس إله العالم الآخر، بينما ترتدي المومياء الأخرى على رأسها تاج الآتف والمزين بقرون وحية الكوبرا عند الجبين، أما عند صدر المومياء تظهر زخرفة مذهبة تمثل القلادة العريضة يتدلى منها رأس الصقر رمز المعبود حورس.
وقال الدكتور خالد أبو الحمد، مدير عام آثار الإسكندرية، إنه لدينا العديد من البعثات الأثرية التي تعمل منذ سنوات في مجال البحث عن أي اكتشافات، وأن هذا المجهود أسفر عن العثور على عدد من اللقى الأثرية، خلال هذا الموسم أهمها قناع جنائزي لسيدة وثمانية، رقائق ذهبية تمثل وريقات إكليل ذهبي، وثمانية أقنعة من الرخام، ترجع إلى العصرين اليوناني والروماني، وتظهر هذه الأقنعة دقة عالية في النحت وتصوير ملامح أصحابها.
وأضاف أنه تم العثور على مجموعة هامة من القطع الأثرية، التي غيرت تصورنا عن معبد تابوزيريس ماجنا، خلال السنوات العشرة الأخيرة، حيث تم العثور داخل جدران المعبد على عدد من العملات التي تحمل اسم وصورة الملكة كليوباترا السابعة، بالإضافة إلى العديد من أجزاء التماثيل التي يعتقد أنها كانت تزين ساحات المعبد فيما مضى، بالإضافة إلى الكشف عن لوحات تأسيس المعبد والتي أثبتت أنه تم بناءه على يد الملك بطلميوس الرابع.
من جانبه أكد اللواء محمد الشريف، محافظ الإسكندرية، أن الكشف الأثري الجديد يدل على مكانة الإسكندرية التاريخية والتراثية، موجها الشكر إلى البعثة المصرية الدومينيكانية برئاسة الدكتورة كاثلين مارتينيز بعد الجهد الذي بذلوه في ذلك الكشف الأثري الهام الذي سيتحدث عنه العالم أجمع.