مليار درهم حجم التبادل التجاري بين دبي وإسرائيل منذ التطبيع
قال المكتب الإعلامي لحكومة دبي، اليوم السبت، إن حجم التبادل التجاري بين دبي وإسرائيل بلغ مليار درهم إماراتي (272 مليون دولار) خلال الأشهر الخمس الأخيرة.
واتفقت إسرائيل والإمارات في أغسطس الماضي على تطبيع العلاقات الدبلوماسية بينهما، وقال المكتب في بيان، إن قيمة التجارة "وزعت بنحو 325 مليون درهم واردات.. و607 ملايين درهم صادرات"، ويتم التعاون بين البلدين في مجالات، النفط، السياحة، التكنولوجيا والشركات الناشئة.
وقالت إلين آر والد الباحثة في مركز الطاقة العالمي التابع لمعهد "المجلس الأطلسي" في تصريحات سابقة، إن احتياطيات النفط الهائلة للدولة الخليجية تمثل نقطة جذب كبيرة لإسرائيل، وستستفيد إسرائيل كثيرا إذا تمكنت من شراء النفط الإماراتي، وستستفيد الإمارات إذ سيصبح بإمكانها البيع لزبون متعطش، ولطالما رفضت دول الخليج العربية بيع النفط لإسرائيل، وحتى الآن لم تتبع أي حكومة أخرى في المنطقة الخطوة الإماراتية لإقامة علاقات.
وفي قطاع السياح يعدّ التعاون بينهما تعزيز قطاع السياحة محورا رئيسيا للشق الاقتصادي في اتفاق تطبيع العلاقات، ونظرا لأن العديد من الوجهات السياحية في المنطقة محظورة حاليا على الإسرائيليين، فإن الملايين الذين يسافرون إلى الخارج كل عام يتجهون عادة إلى أوروبا أو الولايات المتحدة.
وتريد إسرائيل أيضا جذب الأعمال لقطاع السياحة الخاص بها لا سيما في تل أبيب الواقعة على البحر الأبيض المتوسط، كما يشكل قطاع التكنولوجيا المتقدمة في إسرائيل أكثر من 40% من صادراتها، بحسب وزارة الاقتصاد، لذلك تطلق على نفسها اسم "أمة الشركات الناشئة".
وفي الإمارات، تعتبر دبي خصوصا أحد أبرز المدن العربية والعالمية استقطابا لهذه الشركات بفضل البيئة الحاضنة والدعم الحكومي لها. وتشير تقارير إلى أن أكثر من 35 بالمئة من الشركات الناشئة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تتمركز في الإمارات وحدها، كما تسعى الإمارات لأن تكون قوة في مجال التكنولوجيا عبر دعمها للعديد من المشاريع والاستثمار في هذا القطاع الرئيسي بالنسبة للاقتصاد الإسرائيلي.
وصدرت إسرائيل في عام 2016 ما قيمته 9,1 مليار دولار من منتجات التكنولوجيا الزراعية، بحسب أرقام صادرة عن وزارة الزراعة الإسرائيلية، وفي الإمارات، هناك توجه للتركيز على أسلوب الزراعة الذكية لتجاوز التحديات التي تواجه الزراعة في البلاد، ومنها الحرارة الشديدة وقلة الأراضي الزراعية بالإضافة إلى شح المياه، وبدأت في السنوات الأخيرة تنتشر في دبي مزارع الفواكه والخضار وغيرها على نطاق واسع.
في تقرير عام 2016 صادر عن منظمة "برايفيسي انترناشونال" البريطانية غير الحكومية، هناك 27 شركة اسرائيلية متخصصة في هذا المجال، وهذا الرقم يضع اسرائيل البالغ عدد سكانها ثمانية ملايين نسمة، في طليعة التصنيف العالمي للشركات في هذا المجال مع 3,3 شركة لكل مليون شخص، مقابل 0,4 في الولايات المتحدة و1,6 في بريطانيا.
وبين مستخدمي هذه البرمجيات حكومات في أمريكا اللاتينية وآسيا الوسطى وإفريقيا. وصممت شركة "إن أس أو" الاسرائيلية المعروفة برنامج "بيغاسوس" الشهير للاختراق.
وفي الإمارات تقدم شركات عديدة خدمات في مجال الأمن والمراقبة وتحليل المعلومات، بينما تنتشر في البلاد التي لم تتعرّض قط لأي عمل "إرهابي" ملايين الكاميرات التي تراقب الشوارع والمراكز التجارية ضمن نظام يُعرف باسم "عين الصقر"، ومن النادر مشاهدة رجال الشرطة الإماراتيون في الأماكن العامة.