في ذكرى ميلاده.. أبزر المعلومات عن "أبو هيف سباح القرن" منذ نشأته بالإسكندرية حتى وفاته (صور)

عبد اللطيف أبو هيف؛ هو صاحب ألقاب "سباح القرن العشرين"و "سباح النيل"، وهو واحد ممن يُخلد أسمهم في التراث السكندري، حيث رفع اسم مصر في المحافل الدولية، وأطلق عليه الاتحاد الدولي لمحترفي السباحة الطويلة لقب "أعظم سباح في التاريخ".

وفي ذكري ميلاده اليوم الموافق 30 يناير يعرض "القاهرة 24" أبرز المعلومات عن السباح العالمي عبد اللطيف أبو هيف، حيث كانت حياته عامرة بالإنجازات التي جعلت منه رمزًا رياضيًا ليس فقط في مصر لكن في العالم بأثره.

نشأته بالإسكندرية

ولد بحي بحري بالإسكندرية في30 يناير 1929، و تخرج من كلية سانت هيرست العسكرية في لندن عام 1953، وتعلم السباحة فيها، وعاش حياته خارجها، إلا أنه دُفن فيها بمقابر عائلته.

عشق أبو هيف السباحة منذ الصغر وبدأ ممارستها وهو عمره 10 سنوات، وتمكن من الحصول على بطولة الإسكندرية وهو ما زال صغيرًا ثم توالت نجاحاته وبطولاته ليتوج بطل محلي لمدة عشر سنوات، وبطل عالمي لمدة خمسة وعشرين عامًا.  

أشهر جوائزه  

فاز "عبد اللطيف أبو هيف" ببطولة العالم في السباحة 5 مرات متتالية، وحصل على وسام الرياضة من رئاسة الجمهورية، حيث نجح في عبور المانش 3 مرات، محققًا رقمًا قياسيًا عالميًا عام 1953، واختير ضمن أفضل 3 سباحين في العالم، حصل على المركز الأول في سباق نهر السين بفرنسا عام 1952م.

في عام 1955م تمكن أبو هيف من تحقيق المركز الأول في السباق الدولي للمانش متفوقاٌ على أشهر وأسرع السباحين العالميين، وأحتل المركز الأول أيضًا في أطول سباق للسباحة الطويلة حول العالم في عام 1963م، هذا السباق الذي أستمر لمدة 36ساعة في بحيرة ميتشجان بالولايات المتحدة الأمريكية وكانت المسافة المقرر قطعها 135 كيلومتر.

كما حصد المركز الأول في العديد من السباقات التي نظمت في الأرجنتين والتي وصل إحداها إلى مسافة 250 كيلومتر قطع فيها أبو هيف مقدار 60 ساعة سباحة من روساريو إلي بوينوس آيرس، وكان أبو هيف في المركز الأول حيث كان صاحب أطول مسافة تم قطعها في هذا السباق.

وفي سباق مونتريال الدولي بكنداعام 1965م وهو أحدي سباقات التتابع بمعنى أن يتناوب سبّاحيْن السباحة كل ساعة، أصر أبو هيف على الاستمرار بالسباحة بمفرده وذلك بعد أن مرض رفيقه الإيطالي بسبب البرودة الشديدة وأضطر لمغادرة السباق مبكرًا حيث استمر أبو هيف بالسباحة لمدة 29 ساعة ونصف وحصل على المركز الأول، وكان هذا السباق هو أحد الأسباب التي دفعت الاتحاد الدولي لإعلانه أعظم سباح في التاريخ في المسافات الطويلة كما كان له دور في فوزه بلقب "سباح القرن" في مايو 2001.

عائلة عريقة

عائلة "أبوهيف" من أعرق العائلات المصرية التي ساعد أبنائها علي رفع علم مصر فى المحافل الدولية،  ووفقا لوثائق سبق وأن عرضتها الإعلامية ماجدة أبو هيف، في منصات صحفية، فإن العائلة تنتمي إلى "آل البيت"، حيث جاءوا إلى مصر من المغرب العربى عن طريق "الجمالى يوسف أبوهيف" الذى أسس العائلة فى الإسكندرية.

زواجه من بطلة الفروسية

أما زوجته فهي السيدة منار محمد محفوظ، أول سيدة فى الوطن العربى والشرق الأوسط تحصل على رخصة محترف فى سباقات الفروسية، وكانت خبيرة بسباقات نط السدود، وقد عاشوا حياتهم لحي الزمالك في القاهرة، وأنجبا ابنهما الوحيد رجل الأعمال "ناصر"، وكان واحدًا من أبطال سباقات السيارات فى مصر.

ميدان "أبو هيف" بكندا

 يُلقب "أبو هيف" حتي اليوم أسمه على أبرز ميادين مدينة "لاتوك" بكندا"، حيث وضعوا تمثالًا له هناك، وذلك بعد أن رفض الجنسية الكندية التى عرضت عليه، معتزًا ومتفاخرًا بمصريته، وقد نعته الصحف الكندية بعد وفاته.

 شاطئ أبو هيف

وتحتفظ الإسكندرية بأسم  "أبوهيف"، فى العديد من المناطق، فهناك وقفٌ باسم العائلة فى شوارع مثل شارع فرنسا وميدان المنشية وسوق الطباخين، كما توجد شوارع بأسم السباح العالمي، ومنها شارع عبداللطيف أبوهيف فى محطة ترام السرايا، وكذلك شاطئ  "أبو هيف" بكورنيش سيدى بشر بالإسكندرية، وهو الشاطئ الذى كان يتدرب فيه السباح العالمي، ويستعد لبطولاته من خلاله.

كرمه جميع الرؤساء

كان عبداللطيف أبوهيف مقربًا من جميع الزعماء الذين تعاقبوا على حكم مصر، فقد كرمه الملك فاروق، وجعله يلتحق بكلية سانت هيرست العسكرية، عندما أراد تكريمه بعد نجاحه في عبور المانش في عام 1951، وبعدها تكرم من الرئيس محمد نجيب.

وأعفى الرئيس الراحل جمال عبدالناصر سيارته ماركة "فورد" التى فاز بها فى إحدى المسابقات العالمية من الجمارك، وسارت على كورنيش الإسكندرية فى احتفال شعبى به.

أما الرئيس الراحل أنور السادات، فقد أنهى له مشكلة أرضه التى كان يمتلكها بحى المقطم بالقاهرة، وكان حولها نزاع مع الدولة.

أما مع مبارك، فقد كانت تربطهم علاقة إنسانية قوية، وكان  مبارك يتابع حالته الصحية تليفونيا عندما أشتد عليه المرض أخر أيامه.

وفاته

مر أبوهيف بعدد من الأزمات الصحية، وخضع للعديد من الجراحات، ورفض السفر إلي الخارج للعلاج علي نفقة الدولة، ونقلت عدد من الصحف حينها تصريحه بشكر للمسئولين بالحكومة المصرية علي اهتمامهم بصحته قائلًا: "علاجي متوفر في مصر والأطباء المصريون علي درجة عالية من الكفاءة وإذا قدر لي الموت فإنني أفضل أن أموت علي فراشي"، وتوفى أبو هيف يوم الاثنين 21 أبريل 2008 عمر يناهز الـ 79 عامًا بعد صراع  مع المرض.

"آثار الإسكندرية": المومياوات الجديدة مكانها المخزن المتحفي.. ولجنة أثرية تحدد وجهتها