ماذا تعرف عن فتنة "الزط" المهددة للخلافة العباسية؟
منذ اللحظة الأولى للخلافة العباسية ولم تتوقف الحركات المناوئة لها، ومحاولة إسقاطها، حيث نظرت هذه الحركات للخلافة العباسية على أنها قائمة على الدم والقتل والتنكيل، ومن هذه الحركات حركة تسمى "الزط" أثناء خلافة الأمين والمأمون ومن بعدهما المعتصم.
وباختصار فإن هذه الحركة شكلها الهنود المعروفون بـ"الزط" وكانوا قد سكنوا المناطق الجنوبية من العراق والبصرة منذ الفتوحات الإسلامية الأولى على خلافة أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب، وقد بدأت ثورتهم على الدولة العباسية في فترة النزاع ما بين الأمين وأخيه المأمون الذي أرسل لهم جيشا بعد الآخر لمحاربتهم، ولكن ثورتهم لم تخمد وظلت تشكل خطرا على الدولة العباسية وعلى مواردها الاقتصادية خاصة بعدما استولوا على الطريق المؤدي إلى البصرة، وفرضوا الإتاوات والمكوث علی "سفن التجارة"، ثم حالوا دون وصول المؤن والأقوات إلى بغداد نفسها.
وعندما تولى المعتصم وجه جيشًا لمحاربتهم على رأسه عجيف بن عنبسة في جمادى الآخرة سنة ۲۱۹هـ فنزل بالقرب من "واسط" وأخذ يسد عليهم المسالك البرية والنهرية، وحاصرهم من كل جانب، وقاتلهم قرابة تسعة شهور، وبلغ عدد حوالي سبعة وعشرين ألفا بين رجال ونساء وأطفال، وقتل منهم في أحد المعارك ۳۰۰ مقاتل وأسر ما يقرب من 500 من مقاتليهم الذين بلغ عددهم اثني عشر ألفًا.
وأمر المعتصم بضرب أعناق كل الأسرى، فنزلوا على رأية وطلبوا منه الأمان، وقد حملهم عجيف في السفن إلى بغداد سنة ۲۲۰ هـ فأمر المعتصم بنفيهم إلى عين زرية في اسيا الصغرى، فظلوا بها حتى وقعوا أسرى في أيدي البيزنطيين سنة241 في خلافة المتوكل على الله العباسي، فنقلهم البيزنطيون إلى القسطنطينية ومنها وجدوا طريقا إلى أوروبا ونزل بعضهم إلى إسبانيا.
أشهرها جعران مجنح.. استفتاء على 3 قطع أثرية لاختيار "قطعة فبراير" في متحف التحنيط بالأقصر (صور)