صناعة السفن.. رحلة تشهد على تاريخ دمياط (صور)

فى صباح كل يوم وتحديدًا فى الثامنة صباحًا تسمع أصواتهم يذهبون إلى مقرات عملهم، يبدأون فى التحضير لاستقبال فعاليات يومهم يأتى رئيس العمال ليوزع المهام على الجميع لحظات وتبدأ جولاتهم اليومية فى محاكاة الأخشاب، قربهم من البحر ساعدهم كثيراً على الإبداع وبمرور السنوات وجدوا أنفسهم يمتلكون ثلثى إسطول الصيد فى العالم.

مهارات مختلفة يمتلكها هؤلاء، جميعها أهلتهم لكى يحتلون مكانة كبيرة بين دول الغرب، وقتما يبدأ العمل لن تسمع لهم سوى أصوات الماكينات فقط الكل منتبه لما يقوم به تاركًا أحلامه البسيطة قليلاً حتى يعود إليها مرة أخرى وقد حصل على يوميته بعد ما انتهى من عمله. 

يذهب ليعود فى اليوم التالى مستكملاً عمله مرة أخرى.

جولتنا كانت بمدينة عزبة البرج بمحافظة دمياط ، واحدة من أهم المدن التى تقع على البحر الأبيض المتوسط، وأحد المدن الكبرى فى مجال الصيد اقتربنا أكثر من حياة صناع السفن لنتعرف على أسرارها فحدثنا أهلها عن تفاصيل ارتباطهم بها بينما انتظرتنا تلك الصناعة لتخبرنا هى الأخرى بما تشهده من تاريخ لأبناء دمياط عبر ازمنة مختلفة.

"إحنا ارتبينا على المهنة دى ودى جزء من حياتنا" بتلك العبارة وصف لنا أحمد سمير أحد صناع السفن بدمياط حالتهم مع المهنة، مشيراً إلى ان مهنة صناعة السفن لم تكن مجرد مهنة لكسب الرزق فحسب، بل هى تعد جزء من حياتهم ساهمت فى تشكيل ثقافتهم ومن الصعب الاستغناء عنها، بدأ صانع السفن حديثه لنا ليخبرنا عن إنجازات تلك الصناعة وكيف يقدرها العالم قائلاً " دول الغرب تقدرنا وتعرف قيمة صناع السفن بدمياط جيداً، ولا يجوز لأحد أن يصنع يختاً إلى من خلالناوالسبب شهرتنا فى المجال" مشيراً إلى ان جودة المنتجات ودقة التصنيع أثبتت كفائتها بين دول العالم فذاع صيت أبناء دمياط .

استكملنا جولتنا بين تلك الورش حتى استوقفنا أحدهم "عم سرحان" أحد شيوخ المهنة، ليبدأ هو الآخر فى سرد قصته مع صناعة السفن قائلاً لـ"القاهرة 24" : "نحن نكتب أسمائنا على منتجاتنا لتصبح علامة تجارية، والأن ينظر إلينا العالم على أننا ملوك المهنة"، وأعرب شيخ المهنة عن سعادته حينما يجد صناعته تسري فى البحار

وعلق قائلاً : "نعرف جيداً أننا نتعرض لأسوأ ظروف فى حياتنا وغلاء الأسعار تسبب فى كثير من الصعوبات التى واجهت المهنة وأبنائها، ولكننا لن نتركها حتى نموت فهى إرث صعب التفريط به".

نرفانا قصة سفينة غزت العالم

قادنا هذا الشيخ في جولة بين جنبات ورشته الصغيرة ليسرد لنا قصة أشهر سفينة صنعها "نرفانا" تلك السفينة التى صُنعت لرجل أعمال يونانى، بدأ "عم سرحان" فى روايته قائلاً : صنعت نرفانا مطلع التسعينات، مشيراً إلى ان وقتها كانت واحدة من التحف المعمارية التى صممها أبناء دمياط، تسببت تلك السفينة فى تسويق ورش تصنيع السفن بدمياط بين دول الغرب.

واستكمل شيخ المهنة حديثه قائلاً : "ارتبطت بتلك السفينة لأنها أول أعمالى، وسميت حفيدتى نرفانا من شدة ارتباطى بهذا العمل".

صناعة السفن تشهد على بطولات الدمايطة

لم يتوقف الأمر عند صناعة السفن العملاقة أو حتى شهرتهم فى هذا المجال، ولكن كان لصناعة السفن وأبنائها دوراً وطنياً هاماً، فشارك صناع السفن فى نقل المعلومات والعتاد إلى الجيش المصري عبر سفنهم إبان حرب 63، وكذلك شارك بعضم فى المجهود الحربى أثناء حروب الإستنزاف ومن قبلها حرب 56.

 توقف الجميع عن العمل، أيضا بدأت الشمس فى الغروب لتخبرنا بأن جولتنا اقتربت على الانتهاء، بدأ العمال فى إسكان معداتهم فى أماكنها المخصصة، بينما انصرف البعض لمقر تواجد ريس العمال للحصول على "اليومية"، صمتت أصوات الماكينات ولكن صناعة السفن ظلت تنتظر أبنائها لتلتقى بهم فى صباح اليوم التالى.

خاص.. قصة أسترالى خدع الأمن بـ”فوتو سيشن” لـ”موديل” عارية فى معبد الكرنك بدعوى تشجيع السياحة (صور ومستند)

شاهد.. القصة الكاملة لكارثة حريق سوق التوفيقية

تعرف على قصة تحرش طبيب الأسنان بعدد من الفنانيين حتى القبض عليه

القصة الكاملة لاتهام زوجة لزوجها بتقديمها قرباناً لفتح مقبرة آثرية بالبحيرة (تفاصيل)