"نسيم".. قصة لاجئ سوري يتحول إلى مخترع في ألمانيا
عندما خرج الشاب السوري نسيم خليل من موطنه لم يكن يرى أمامه إلا الضباب والضياع بعد الإحساس بفقد الوطن والخواء الروحي، لكن نسيم حول هذه المحنة إلى منحة واستطاع تحقيق حلمه وحصل على برءاة اختراع عن مرتبة ذكية تعتمد على التنافر المغناطيسي العام الماضي ثم حصل على براءة اختراع عن حقيبة ظهر هذا العام.
قصة خليل التي تناقلتها وسائل إعلام ألمانية وعالمية أنه قدم إلى ألمانيا من دمشق، بعد أن درس في جامعة حلب طب البيطرة، وعمل بها لبعض الوقت في سوريا، وأنه استطاع تحقيق جزء من أحلامه العلمية في ألمانيا وتمكن من الحصول على براءة اختراع ألمانية لمرتبة ذكية العام الماضي اعتمد فيها على خاصية التنافر المغناطيسي من أجل إتاحة وضع أفضل للجسم، خاصة للأرداف والكتف وعلاج مرضى آلام الظهر وحالات ارتجاع المريء، اقترب حلمه الثاني من الظهور، حيث يقوم حاليا بوضع اللمسات الأخيرة على ابتكار جديد سيظهر إلى النور قريبا.
يقول خليل: "حاليا أنا في المراحل النهائية لابتكار جديد، آمل بأن يخرج إلى الأسواق قريبا، حيث يتمثل هذا الابتكار بتصميم ذكي وفريد لحقيبة ظهر تقوم على خوارزمية خاصة لحماية حاملها، فهي مهيأة لتقديم الحماية لمرتديها، ومقاومة الحوادث المتوقعة أثناء التنقل لا سيما في المدن الكبيرة".
تعتمد فكرة الحقيبة المبتكرة على وجود حساسات خاصة وكاميرات بالغة الصغر موصولة بجهاز كومبيوتر لوحي دقيق.
وبطريقة الخوارزميات تم تلقيم الجهاز بأكثر من 265 حالة اعتداء بوسائل مختلفة وذلك استنادا إلى بيانات أمنية دقيقة، حيث تتمكن الحقيبة من معرفة أوجه أو أجسام متحركة للمحيطين بها، وإحباط أي محاولة رصد أو اقتراب من حامل الحقيبة، حيث تنبه حاملها بدرجات إنذار مختلفة بعضها صامت يعتمد على خاصية الإرتجاج وبعضها يطلق صفير الإنذار للتنبيه وكشف محاولة التحرش.
كما أن الحقيبة مزودة بجهاز مانع للسرقة وموصولة بنظام تعقب عبر GPS من أجل تحديد موقعها.
كان على خليل تجاوز عقبات بيروقراطية كثيرة، من أجل الحصول على برءاة الاختراع وساعده على ذلك نجاحه السابق في الحصول على براءة اختراع سابقةحيث منحه خبرة واسعة كبيرة في التعامل مع المؤسسات الألمانية المختلفة، وكان على خليل تقديم طلبه إلكترونيا وتعبئة نموذج خاص من أجل الموافقة على هذه الفكرة والسماح بفحصها من قبل لجنة مختصة.
وهو ما استغرقه أسابيع طويلة في تقديم الأوراق اللازمة، وإقناع اللجان المختصة بفكرته. في النهاية تمكن خليل من الحصول على براءة اختراع لحقيبة الظهر وعلى تمويل من وزراة الاقتصاد والعمل في ولاية بادن فورتمبرغ.
ويأتي هذا التمويل ضمن برنامج خاص لدعم الابتكارات، إذ حصل اللاجئ السوري على تمويل بقيمة تبلغ نحو 24000 يورو.
ورغم حصول الفكرة على تقييم إيجابي إلا أن الاختراع اصطدم بعقبات بيروقراطية كثيرة وتشكيكات من قبل بعض الدوائر في البداية، خاصة أنها نابعة من مخترع أجنبي، حسبما يروي خليل، إلا أن مصادقتها من قبل اللجان المختصة والحصول على تمويل حكومي بدد هذه الشكوك، وفتح أمامه الأبواب للمساعدة وهو ما ساهم في تحقيق المشروع.
خليل أكد أن وجوده في ألمانيا والدعم الذي يحصل عليه لتحقيق هذه الابتكارات هو من بين أهم سبب نجاحه، فالبلد يدعم المتفوق ويقدم له المساعدة في إنجاز فكرته، كما أن ألمانيا لديها مؤسسات بحثية عريقة، وهو ما يساعد في حدوث أي إشكالية للحصول على أفكار جديدة.
ويروي خليل كيف أنه عرض فكرته على شركة بوش، من أجل التمكن من معرفة السند القانوني الذي تتبعه الشركة التي يسمح لها بتركيب حساسات وكاميرات على السيارة من أجل التغلب على مشكلة انتهاك الخصوصية، حيث وفرت له الشركة كل ما يريد.