سباقات الاستحواذات.. ماذا يحدث في القطاع الصحي والأدوية بمصر؟
فتحت صفقة الاستحواذ المحتملة لشركة "جلاكسو ليمتد" المصرية، البابَ للنقاشِ حول ما يواجهه القطاع الصحي في مصر، مع زيادة الإعلان عن صفقات اندماج أو استحواذ سواء في مجال تصنيع الأدوية والمستحضرات الطبية أو المستشفيات.
وتتنافس 3 شركات مصرية للاستحواذ المحتمل على حصة المساهم الرئيسي في شركة جلاكسو سميثكلاين، والمتنافسين الثلاث هم شركة العاشر من رمضان للصناعات الدوائية (راميدا) وشركة أدوية الحكمة البريطانية والشركة العربية للصناعات الدوائية والمستلزمات الطبية (أكديما مصر).
وجلاكسو سميثكلاين هي شركة عامة مدرجة في البورصة المصرية منذ أكتوبر 1985. تعمل في قطاع المستحضرات الصيدلانية والتكنولوجيا الحيوية وعلوم الحياة مع التركيز على المستحضرات الصيدلانية، وتم تأسيسها في يناير 1981.
وقالت راميدا في إفصاح للبورصة المصرية أمس (بي دي إف)، إنها تقدمت بخطاب نوايا غير ملزم إلى "جلاسكو سميثكلاين مصر"، وستمضي قدمًا في إجراءات الفحص النافي للجهالة في حال موافقة عملاق الأدوية البريطاني.
وسابقًا أعلنت جلاكسو سميثكلاين ليمتد عن توقيعها مذكرة شروط أساسية غير ملزمة مع "أدوية الحكمة" بشأن عملية بيع محتمل لحصتها في جلاكسو سميثكلاين مصر. وعقب ذلك، أعلنت شركة أكديما يوم الإثنين الماضي أنها تقدمت بخطاب تبدي فيه رغبتها في الاستحواذ على "جلاسكو مصر".
كما تسعى شركة مسنتشفى كليوباترا إلى الاستحواذ على مجموعة ألاميدا، والتي تجعلها مالكة لمستشفيات السلام الدولي، ودار الفؤاد، مستشفى كليوباترا، والنيل بدراوي، والشروق، وكوينز، والكاتب، وحصة حاكمة في مستشفى بداية للخدمات الطبية للإنجاب والإخصاب، كما تدير المجموعة منشأتي عيادات مستقلة شاملة تقع في أحياء استراتيجية بشرق وغرب القاهرة.
ويدرس جهاز حماية المنافسة ومنع الاحتكار – الذي أعلن رفضه مبدئيًّا لصفقة الاستحواذ – موقفَه النهائي من الصفقة خلال الفترة المقبلة، حسب تصريح لرئيس الجهاز محمود ممتاز اليوم.
وفي أكتوبر الماضي، نقلت وكالة بلومبرج أن شركة "أيه دي كيو" الإماراتية تخطط للاستحواذ على "أمون فارما" مقابل 700 مليون دولار التابعة لشركة باوش هيلث العالمية، بقيمة 700 مليون دولار.
وقالت الوكالة نقلًا عن مصادر لم تسمها، إن "آمون" تتفاوض مع مستحوذين محتملين آخرين، في ظل عدم الاتفاق على التفاصيل مع "أيه دي كيو" بعد. وكانت باوش (فاليانت سابقا) قد استحوذت على آمون في عام 2015، مقابل 800 مليون دولار إضافة إلى "مبلغ آخر مؤجل مرهون سداده بأوضاع السوق وأداء شركة آمون".
وقال هشام حمدي محلل قطاع المستشفيات ببنك استثمار نعيم، إن النشاط الملحوظ في طرح صفقات الاستحواذ والاندماجات في القطاع الرعاية الصحية، سببه بشكل أساسي حاجة الشركات العاملة في القطاع ليكون لديها ملاءة مالية لتتمكن من ضخ استثمارات خاصة مع بدء تصنيع اللقاحات المعالجة لكورونا.
وأوضح حمدي، في تصريحات لـ "القاهرة 24" أن الشركات حاليًا تفضل الاندماج او الاستحواذ على شركات قائمة بالفعل بدلا من ضخ استثمارات في إنشاء وتاسيس كيانات جديدة، مشيرا إلى أن ذلك يجعل الشركة المستحوذة تستفيد من الحصة السوقية والمنتجات التي تنتجها الشركة محل الصفقة.
وأشار إلى أن أزمة كورونا، خلقت فرصا عظيمة للاستثمار في قطاع الرعاية الصحية سواء تصنيع الادوية او المستشفيات، ليس في مصر فقط، بالإضافة إلى ذلك فالسوق المصري يسعد سوقا واعدا لهذا القطاع، وهذا يعد وقت الاستحواذات.