سُجن 27 عامًا ظلمًا.. قصة مواطن نجا من حبل المشنقة بعد اتهامه في جريمة قتل بالقليوبية (فيديو)
مكث في السجن بضع سنين يردد عبارة "أنا مظلوم" رافضا الاعتراف بارتكاب الجريمة، دون أن يصدقه أحد، لكنه ظل يدعو الله من داخل محبسه بأن يخلصه من محنته، دون قنوط من رحمته، متيقنا من الإجابة، لينصره الله من فوق سبع سماوات.
عبدالفتاح على إبراهيم العجمي، مواطن من قرية اسنيد مركز كفرشكر بمحافظة القليوبية، اتهم في قضية قتل وسرقة سيدة تم سجنه ظلما 27 عاما قضى منها 5 سنوات بملابس الإعدام، مضيفا أنه لم يكن يعلم بالجريمة.
دخل السجن عام 1991 وكان عمره في ذلك الوقت 22 عاما، ليخرج فى الخمسين من عمره، وجه له اتهام في قضية سرقة وقتل سيدة مسنة بسبب شهادة شخصين بأنه الجاني، حكم عليهما في نفس القضية بالأشغال الشقة المؤبدة ليجد إحالته إلى المفتي، مؤكدا أنه برىء من هذه القضية براءة الذئب من دم ابن يعقوب.
وأضاف أنه عقب صدور حكم الإعدام تم ترحيله من سجن بنها إلى سجن طنطا، ليظل فيه لمدة 3 سنوات مرتديا بدلة الإعدام راضيا بقضاء الله أملا في عدالة السماء، إلى أن قامت محكمة النقض بإلغاء حكم الإعدام، وعقب ذلك تمت محاكمته من جديد لتصدر المحكمة قرارها مرة أخرى بإحالة أوراقه إلى فضيلة المفتي ليكون حكم إعدام للمرة الثانية، ويتم ترحيله بعد ذلك إلى سجن شبين لمدة سنتين في زنزانة بدون دورة مياه.
وأشار إلى أنه خلال انتظار تنفيذ حكم الإعدام النهائي كان يتلو القرآن أناء الليل وأطراف النهار، داعيا ربه أن يرفع عنه الظلم وكشف الظلمات، ليفاجأ بصدور حكم من محكمة النقض بقبول استئنافه وصدور حكم بالأشغال الشقة المؤبدة وجرى ترحيله إلى سجن طرة لمدة 6 شهور ثم ترحيله إلى سجن شبين.
وكشف أنه في عام 2003 وبعد قضاء 13 عاما في السجن فوجئ بأحد الاشخاص من مسقط رأسه متهم في أحد قضايا الأموال العامة معه في نفس السجن، وبعد حفاوة استقباله وجد هذا الشخص يبكى بشدة أمام المساجين وقام بالاعتراف بارتكابه قتل السيدة المتهم فيها العجمي.
على الفور قامت إدارة السجن بتحرير محضر وإخطار النائب العام، وتم فتح تحقيق في الواقعة واستجواب المتهم الحقيقي، وتم خروجه عقب تقديم التماس قدمة في عام 2018، وهو في السجن إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي، كتب فيه "أنا محبوس من كأس عالم 90 ونفسى أروح روسيا أشوف كاس العالم ، ونفسى ازور قبر أمي وأنا صاحي"، وقام الرئيس خلال 15 يوما بالاستجابة وأصدر قرار بالعفو الرئاسي عنه.
وطالب المواطن عبدالفتاح علي ابراهيم العجمي، أن يعيش كإنسان، خاصة أنه عاش لمدة خمس سنوات داخل زنزانة مغلقة ليس بها دورة مياه، فكل ما يتمناه غرفة بحمام يعيش فيها مع زوجته، ووظيفة يأكل منها بالحلال.