رفضوا الإيواء في مدرسة.. سكان العقار المائل بالإسكندرية يروون كواليس ما قبل الإخلاء (صور)
كانت الساعة تدق الواحدة ظهراً، عندما أبلغ سكان العقار رقم 36 الكائن بشارع أبو الحسن بمنطقة كوم الشقافة التابعة لحي غرب، عن وجود كسر في ماسورة مياه، مع زيادة ميل في العقار الذي كان بدأ الميل بالفعل منذ قرابة شهرين وتزايد بشكل تدريجي حتي اليوم.
انقلبت الأمور رأساً علي عقب خلال دقائق معدودة، بعد أن حضرت الجهات التنفيذية المتمثلة في لجنة هندسية من حي غرب ولجنة من شركة مياه الشرب، فلم يتوقع سكان العقار المائل الذين خرجوا من منازلهم يرتدون ملابس بسيطة علي أمل العودة خلال ساعات علي الأكثر، أن يكون خروجهم دون رجعة ليصدر قرار مفاجئ بالإخلاء الجبري لسكان العقار لما يمثله من خطورة بالغة وتوقع سقوطه في أي لحظة.
جمال إبراهيم طه؛ أحد سكان العقار المائل، يقول إن العقار كان بحالة جيدة ولا يعاني السكان من أي مشاكل في بنيته، إلا أنه تعرض لميل مفاجئ، منذ قرابة شهرين، وبدأ هذا الميل في التزايد علي فترات متتالية، وخلال تلك الفترة تقدم السكان بأكثر من بلاغ للحي، وبالفعل كانت تأتي لجنة هندسية للمعاينة، ولكن لم يُصدر أي قرار بشأنه.
ويروي "طه" تفاصيل الإخلاء المفاجئ اليوم، قائلا إن السكان خرجوا دون حمل أي مقتنيات أو أشياء من منازلهم، علي أمل أن يتم المعاينة ومن ثم التجهيز لنقلهم، إلا أن رئيس الحي أمرت علي الفور بعدم رجوع السكان نظراً لما يمثله من خطورة عليهم، ومنذ هذا الوقت وجميع سكان العقار وعددهم 9 أسر يتواجدون في الشارع.
"عايزينا نروح مدرسة نقعد فيها بديل عن بيوتنا.. مين يرضي في الجو ده يقعد في عز البرد في مدرسة بأولاده وأهله كبار السن".. أضاف طه، معترضا علي قرار محافظ الإسكندرية بالاكتفاء بتجهيز مدرسة لإيوائهم، مطالبا بسرعة تجهيز مساكن بديلة للأهالي بسطاء الحال الذين لم يستطيعوا تحمل شراء سكن بديل.
محمد جمال؛ أحد جيران العقار المائل، يقول أن خروج السكان كبار السن لم يكن أمر هين، فقد حاول شباب المنطقة إخراج أكثر من عجوز بحملهم برفق من أدوار عليا وحتي الخروج بهم سالمين، مشيرا إلي أنه تم إخلاء 5 عقارات مجاورة تحسبا لسقوط العقار المائل في أي جهة، وبالتالي بلغ إجمالي الأسر التي تحتاج إيواء 47 أسرة، بينهم 38 بشكل مؤقت.
"عرضوا علينا 1000 جنيه لكل أسرة ورفضنا ناخدها، وقالوا مجهزين أكل وبطاطين وسراير في المدرسة.. يرضي مين نسيب بيوتنا عشان نقعد في مدرسة لمدة شهر".. بتلك الكلمات أعربت الحاجة أم محمود؛ إحدي سكان العقار عن تضررها من الوضع الحالي، موجهة رسالة للرئيس عبد الفتاح السيسي بالتدخل بنقلهم لمساكن آدمية تتناسب مع أوضاعهم بوجود فتيات وأطفال ومسنين.
وأضافت الحاجة "أم محمود"، أن سكان العقار وقت شراؤه عام 2009 كانوا علي علم بأنه مخالف ولا يوجد له رخصة بناء، ولكن وضع العقارات المخالفة كان أمر طبيعي بالمنطقة وجميع أنحاء الإسكندرية حينها، وبالتالي لم يكن أمر غير طبيعي أو استثنائي، مشيرة إلي أنهم مع قرار عمل تصالح تقدموا بطلب تصالح للحصول علي تقنين.
وأشارت "أم محمود" أم العقار تعرض لميل منذ شهرين، رغم سلامة بنيانه، وبعدها أرسلوا أكثر من شكوي للمحافظة لإنقاذهم، ونقلهم مساكن بديلة حتي إصلاحه أو معاينته، ولكن دون جدوي.
وكان العقار رقم 36 بشارع أبو الحسن بمنطقة كوم الشقافة كرموز، تعرض لميل هي أثره تم إخلاؤه بالإضافة لخمسة عقارات مجاورة.
وعلى الفور، انتقل اللواء محمد الشريف، محافظ الإسكندرية، وعدد من قيادات حي غرب المحافظة، والقيادات الأمنية والتنفيذية، لمتابعة والتعامل مع ميل العقارين بمنطقة كرموز.
وقال اللواء محمد الشريف، محافظ الإسكندرية، أن قرار جاء لحين التأكد من السلامة الإنشائية لتلك العقارات المجاورة من قبل اللجنة المشكلة من كلية الهندسة حفاظا على سلامة المواطنين، مشيراً إلى أن العقار مخالف وتم بناءه بدون رخصة منذ 2009 وصادر له قرار إزالة حتى سطح الأرض.
وقال المحافظ إنه جرى تجهيز المدرسة بـ40 سرير وفرش وبطاطين وتقديم الوجبات لهم، وذلك بشكل مؤقت لحين انتهاء اللجنة الهندسية من كافة الأعمال.