محمد عرب صالح الصاعد لـ"أمير الشعراء": الشعر روحي وهو موجود في الورقة الملقاة على الأرض تدوسها الأقدام
* لم تتواصل معنا أي جهات حكومية.. ولا تعليق على موقف الإعلام المصري من صعودنا
* المشهد الثقافي في مصر مبشر جدًّا.. والجيل القادم يمثل مرحلة مختلفة في الأدب العربي
* قصيدتي تقوم على تداخل الأنواع.. و"المعنى في قلب الشاعر" قول مقبول "لكن بشرط"
يشهد برنامج أمير الشعراء المقام حاليًا في الإمارات العربية المتحدة في موسمه التاسع منافسة قوية بين ثلاثة شعراء مصريين هم: محمد عرب صالح، أحمد حافظ، السيد خلف أبو ديوان، على الجائزة بعد إعلان صعودهم منذ أيام.
وعلى الرغم من أهمية الجائزة وقيمتها الكبيرة فلا نبالغ إذا قلنا إن الإعلام المصري، وخاصة الفضائيات بدا "متغيبا" تمامًا عن الأمر، وكذلك لم يلفت الأمر نظر الجهات الرسمية وعلى رأسها وزارة الثقافة المسؤول الأول عن هذا الأمر، وهو أمر ترك في نفوس الشعراء الثلاثة غُصَّة وأسفًا.
"القاهرة 24" في محاولة منه لتعويض هذا القصور والتقصير في حق الفرسان الثلاثة كان أول من انفرد بسلسة حوارات خاصة وحصرية مع كل واحد منهم على حدة، بدأت بخلف أبو ديوان ثم أحمد حافظ، وهنا جاء دور الشاعر محمد عرب صالح تحدثوا خلالها عن الصعود ومشاريعهم الإبداعية والمشهد الثقافي عموما، والعقبات التي واجهتهم وغيرها من الأمور.
والآن إلى نص حوار الشاعر محمد عرب صالح الذي أبهر الجميع بمن فيهم لجنة التحكيم.
قال لك الدكتور عبد الملك مرتاض عن إحدى قصائدك "أشعر أنها أكبر من عمرك" لفرط جمال القصيدة.. كيف تشكلت كل هذه الموهبة ومن الذي نماها؟!
تشكلت هذه الموهبة بالقراءة وبالتفكير في الكتابة وهو تفكير طويل، وطبعا القراءة هي التي تنمي كل تجربة شعرية، وكذلك السينما فأنا تربيت على التليفزيون والأفلام، وهذا كان له تأثير كبير في كتابتي وتوجهها.
أيضًا نضجت الموهبة من فكرة أن النص أكبر مني، لأني طول الوقت أفكر أن يكون النص التالي أكبر وأفضل ومتجاوز عن النص الذي يسبقه.
- ماذا يمثل لك الشعر؟
الشعر يمثل لي روحي، قولًا واحدًا، أنا لا أستطيع الحياة بدون الشعر، لا أستطيع التنفس أو ممارسة الحياة بشكل عام دون الشعر والكتابة، هذا مستحيل.
هناك تقصير ملحوظ من الإعلام المصري في متابعة صعودكم بالشكل اللائق.. كيف تعلق على هذا الأمر؟
أنا لا أعلق على متابعة الإعلام المصري، فهذا متروك لوزارة الثقافة ومتروك لآخرين يعلقون عليه، مسابقة عالمية يشارك فيها ناس من أمريكا ومن نيجيريا ومن السنغال ومن كل الدول العربية والإعلام المصري لا يهتم، فلا تعليق على هذا الأمر.
ألم تتواصل معكم جهات رسمية حكومية كوزارة الثقافة لدعمكم؟
للأسف، لم يتواصل معنا أحد من جهات رسمية أو حكومية، لكن تواصلت معنا شخصيات مبدعة كبيرة، مثلا تواصل معنا الشاعر الكبير حسن القباحي، مدير بيت الشعر، والشاعر الأستاذ أشرف أبو جليل، والدكتورة شيرين العدوي، ولا تحضرني كل الأسماء فهي كثيرة، وهو دعم شخصي من شخصيات كثيرة فلهم مني كل الشكر وهو أمر محمود جدًا.
كيف ترى المشهد الثقافي في مصر؟
المشهد الثقافي في مصر مبشر جدًّا على مستوى الأدب العربي، فهناك تجارب إبداعية مختلفة في القصة والشعر والرواية، ونظرة مختلفة للفن، والجيل القادم سيمثل مرحلة مختلفة تمامًا عن كل المراحل السابقة في الأدب العربي.
ما المشروع الإبداعي الذي يعمل محمد عرب صالح على تحقيقه؟
المشروع الإبداعي الخاص بي يعتمد على أن أصل إلى القصيدة التي لا تبتعد كثيرًا عن الجمهور من حيث التلقي، وتقترب أكثر من النقاد ومن النخبة، وهي مرحلة وسط "بين بين يعني"، أما على مستويات النص تحديدًا وتقنيات النص، فقصيدتي تقوم على تداخل الأنواع الأدبية أو تقنيات الأنواع الأدبية الأخرى داخل الشعر باعتباره فنًا محتلفًا، مثلا دخول السرد في القصيدة الشعرية من وجهة نظري هو المطور للقالب الشعري أيا كان الشكل المكتوب به، سواء موزون أو تفعيلة أو حتى قصيدة النثر، فدخول تقنيات أخرى من فنون أخرى داخل الشعر أظن هو مرحلة الحداثة أو بعد الحداثة في الأدب العربي، ومن هنا يأتي التجديد فأنا أعمل في النص الشعري أن يكون به سينما، وحوار، ومسرح، ومشاهد ممتدة، وصورة ممتدة، فكل التقنيات الأخرى مثل السينما والشعر والمسرح الخارج الشعر أدخلها في النص الشعري.
إلى أي مدى تتفق مع مقولة "المعنى في بطن الشاعر" التي يرددها شعراء يكتبون ما لا يفهمه غيرهم؟!
أنا أراها هكذا "المعنى في قلب الشاعر" وليس في "بطن الشاعر"، والمقولة لا مشكلة فيها لكن مع وجود معنى آخر مطروح وله منطقيته عند المتلقي، "بمعنى إذا قلت أنا بيتًا من الشعر وفهمه المتلقي بمعنى معين، فالشاعر له معنى يخصه هو الذي أخرج البيت منه وأنتج هذا البيت، وعندما خرج البيت للمتلقي فهمه بمعنى آخر، في وجود هذين المعنيين، المعنى الخاص بالشاعر والمعنى الخاص بالمتلقي ومنطقية كل معنى من الاثنين إذن نقبل مقولة المعنى في قلب الشاعر، أما أن أقول كلاما غير مفهوم ولا يفهمه أحد غيري فهذه مشكلة وانعزال تام عن المتلقي".
- هل هناك ما تود إضافته ولم نسأل عنه؟!
أنا أرى الشعر يوجد في الورقة الملقاة على الأرض تدوسها الأقدام ثم ينزل عليها المطر يغسلها، فهذا شعر، يعني أن الشعر في الأشياء الصامتة غير المتحركة غير المتفاعلة مع أي شيء، فما بالك بنص مكتوب فيه فكرة، ويقدمه إنسان مبدع وواع!
الشعر في "كل شيء.. كل شي" حتى في فنجان قهوة فارغ، أرى الشعر في كل الأشياء حولنا في الحياة، أنظر لكل الأشياء على أنها بطل قصيدة.
الشاعر أحمد حافظ: التليفزيون المصري ووزارة الثقافة لم ينتبها لمشاركتنا في "أمير الشعراء" (حوار)
خلف أبو ديوان المشارك بـ"أمير الشعراء": وزارة الثقافة لم تدعمني وموقف جامعة القاهرة مخزٍ