"رُب صدفة خير من ألف بحث".. حكاية العائد إلى أسرته بعد 21 سنة غياب (صور وفيديو)
21 سنة تغيبها "أيمن" عن منزله، عاش خلالها في منزل آخر، وأسرة أخرى احتضنته وعملت على تربيته وتعليمه، حتى صار رجلاً، ولم تيأس أو تسأم منه، ولم ييأس هو من البحث عن أهليته وأسرته الحقيقية، فلطالما راوده حلم العودة إلى أحضان والده ووالدته، فما زالت صورتهم تداعب مخيلته، ولا زالا يجوبان الأرض بحثا عن أسرة.
فى مشهد نادر اختلطت فيه الزغاريد بالدموع، عاد أيمن إلى أسرته بقرية اللشت التابعة لمركز العياط جنوبي الجيزة، بعد غياب عنهم دام لـ21 عامًا، واصطفت القرية بالكامل على مدخلها لاستقبال الشاب وسط فرحة كبيرة من الأهالي.
حاول "عبده" بكافة السبل العودة إلى منزله طيلة 21 عاما فمنذ أن أمسك بإحدى السيارات بقريته، وهو يلهو ويلعب ولا يعلم أنها ستأخذه بعيدا، طيلة هذه السنوات، ونزل في مركز الواسطى بمحافظة بني سويف وعثر عليه صاحب الورشة ويدعى "حسن" وعاش معه 21 سنة.
"عبده" أو "أيمن".. أسمان لشخص واحد وُلد لأسرة في قرية بالعياط لكنه تربى بين يدي أخرى في بني سويف، حتى لعب القدر لعبته وابتسم أخيرًا له، وأعاده إلى أحضانها بعد أكثر من عقدين من الزمان.
يقول أيمن إنه كان على يقين من العودة إلى أهله، حتى بعد مرور 20 عاما، فمنذ أن كان طفلا تائها لا يدري إلى أين المسير أو كيفية العودة، فوجد يدا تمتد إليه وتحضنه، وهو "حسن" الذي قام بتربيته، واستخرج له شهادة ميلاد جديدة باسم "أيمن" نسبه فيها إليه ليصبح أسمه "أيمن حسن أحمد البريقي" لكنه لم ييأس فحاول معه العثور عن أهله، حتى أنه ظهر بالتلفزيون وعرض قصته ولكن بلا جدوى.
يضيف "أيمن" أنه عمل في عدة مهن من بينها عامل نقل في إحدى الشركات، ومنذ أيام حضر إليه الذي رباه "حسن"، واستفهم منه عن شعوره حالما وجد أسرته الحقيقية، فأجابه أنها ستكون أسعد لحظات حياته، فقام باصطحابه إلى مجموعة من الأشخاص في منزله، وأخبره أنهم أهله الحقيقيون، فانفطر قلبه فرحا، وعمت الزغاريد والصيحات أرجاء قرية الميمون في بني سويف.
رغم عشرات محاضر التغيب التي تم تحريرها، وآلاف الرحلات في البحث عن "عبده"، لكن الصدفة وحدها هي التي لعبت دورها في عودة الشاب إلى حضن الأهل، إذ استطاعوا الوصول إليه عن طريق إحدى السيدات التي كانت تتنقل بين العياط وبني سويف لبيع الدواجن وسمعت عن قصة الطفل الذي تم العثور عليه وهو في عمر الثالثة، فأخبرت أسرته التي ذهبت من فورها إلى المنطقة، وقامت بإجراء تحاليل الـ"دي إن أيه" والعينات التي أثبتت نسبه إليهم.
وقالت والدته، إنه في يوم تغيبه كان معها في أحد الأسواق، وابتعد عنها فجأة فبحثت عنه ولم تجده، وظنت أنه اختطف، ولكنها لم تيأس ولم تتوقف محاولاتها طيلة هذه الأعوام للبحث عنه.
العناية الإلهية وصدفة عجيبة تعيدان شابًا لأهله بعد 21 عامًا من الغياب