كيف توفي الملك سقنن رع تاعا الثاني؟.. الأشعة المقطعية تكشف الملابسات
نشرت اليوم مجلة Frontiers in Medicine بحثا علميا لعالم الآثار ووزير الآثار الأسبق الدكتور زاهي حواس والدكتورة سحر سليم أستاذة الأشعة بكلية الطب بجامعة القاهرة. قدم الباحثان المصريان زاهي حواس وسحر سليم تفسيرًا جديدًا للأحداث قبل وبعد وفاة الملك سقنن رع استنادًا إلى صور الأشعة المقطعية ثنائية و ثلاثية الأبعاد والتي تم تركيبها بواسطة تقنيات الكمبيوتر المتطورة . فيظهر تشوه الذراعين أنه يبدو أنه قد تم بالفعل أسر سقنن رع-تاعا الثاني في ساحة المعركة ، وقيدت يداه خلف ظهره، مما منعه من صد الهجوم الشرس عن وجهه. وقالت الدكتورة سحر سليم، أستاذة الأشعة في جامعة القاهرة والمتخصصة في علم الأشعة القديمة: "هذا يشير إلى أن سقنن رع كان حقاً على خط المواجهة مع جنوده يخاطر بحياته مع جنوده لتحرير مصر". ولقد كشف التصوير المقطعي لمومياء سقنن رع تاعا الثاني عن تفاصيل دقيقة لإصابات الرأس، بما في ذلك جروح لم يتم اكتشافها في الفحوصات السابقة حيث أخفاها المحنطون بمهارة. واشتمل البحث دراسة أسلحة مختلفة للهكسوس محفوظة بالمتحف المصري بالقاهرة وشملت فأسا وحربه وعدة خناجر. وأكدا سحر سليم و زاهي حواس تطابق هذه الأسلحة مع جروح سقنن رع تاعا الثاني. فتشير النتائج أنه قتل من قبل مهاجمين متعددين من الهكسوس أجهزوا عليه من زوايا مختلفة و بأسلحة مختلفة فكان قتل سقنن رع على الأحرى إعدام احتفالي. كما حددت دراسة التصوير المقطعي أن سقنن رع تاعا الثاني كان يبلغ من العمر قرابة الأربعين عامًا عند وفاته ، بناءً على شكل العظام (مثل مفصل ارتفاق العانه) والذي تم الكشف عنه في الصور ، مما يوفر التقدير الأكثر دقة حتى الآن.
د. زاهي حواس ، عالم الآثار ووزير الآثار الأسبق وسحر سليم استاذة الأشعة، يعدان رائدين في استخدام الأشعة المقطعية لدراسة العديد من المومياوات الملكية ومحاربي المملكة الحديثة مثل تحتمس الثالث و رمسيس الثاني ورمسيس الثالث ، ومع ذلك ، يبدو أن سقنن رع تاعا الثاني هو الوحيد من بين هذه المجموعة اللامعة الذي كان على خط المواجهة في ساحة المعركة. بالإضافة إلى ذلك ، كشفت دراسة التصوير المقطعي المحوسب عن تفاصيل مهمة حول تحنيط جسد سقنن رع تاعا الثاني. على سبيل المثال ، استخدم المحنطون طريقة متطورة لإخفاء جروح رأس الملك تحت طبقة من مادة التحنيط التي تعمل بشكل مشابه للحشوات المستخدمة في الجراحة التجميلية الحديثة. وهذا يعني أن التحنيط تم في ورشة تحنيط بالفعل وليس في مكان غير معد ، كما تم تفسيره سابقًا. و توفر هذه الدراسة تفاصيل جديدة مهمة حول نقطة محورية في تاريخ مصر الطويل. فوفاة سقنن رع تاع الثاني حفزت خلفاءه على مواصلة الكفاح لتوحيد مصر وبدء المملكة الجديدة فواصل أبناء سقنن رع تاع الثاني القتال المقدس ضد الهكسوس.
وكشف البحث أن الفرعون سقنن رع تاعا الثاني الملقب بالشجاع، حكم جنوب مصر خلال احتلال البلاد من قبل الهكسوس، الذين استولوا على الدلتا في شمال مصر لمدة قرن من الزمان (1650-1550 قبل الميلاد)، وتم اكتشاف مومياء سقنن رع تاعا الثاني في خبيئة الدير البحري عام١٨٨١ وتم فحصها لأول مرة حينها وكذلك تم دراسة المومياء بالأشعة السينية في ستينيات القرن الماضي.
وفي لوحة معروفة باسم لوحة كارنافارون، وجدت في معبد طيبة بالكرنك، سجلت المعارك التي خاضها كاموس، نجل سقنن رع تاعا الثاني، ضد الهكسوس. سقط كاموس شهيدًا أثناء الحرب ضد الهكسوس وكان أحمس، الابن الثاني لسقنن رع تاع الثاني، هو الذي أكمل طرد الهكسوس، فحاربهم وانتصر عليهم وطاردهم حتى شروهن (غزة حاليًا في فلسطين) ووحد مصر.
وتقنية الأشعة المقطعية هي إحدى تقنيات التصوير الطبي تستخدم لدراسة البقايا الأثرية بما في ذلك المومياوات بشكل آمن و دون تدخل مما يساعد على المحافظة عليها. و ساعدت الأشعة المقطعية في دراسة العديد من المومياوات الملكية المصرية و تحديد العمر عند الوفاة والجنس وكذلك كيفية الوفاة.