تدعو للختان وكشف العذرية.. فتيات يتقدمن ببلاغات ضد "يوتيوبر" شهيرة
تداول مستخدمو موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" مقاطع فيديوهات ليوتيوبر تدعى هنادي خطاب، تدعو من خلالها الفتيات لإجراء اختبار كشف العذرية للتأكد بأنها ما زالت "بنتًا"، وفيديوهات أخرى تطلب من الأمهات الذهاب للطبيب بفتياتهن لمعرفة ما إذا كن يحتجن إلى إجراء عملية الختان أم لا.
تفاعل العديد من مستخدمي "فيس بوك"، للتعبير عن استيائهم من المحتوى الذي تقدمه "خطاب" والذي يعتبر من رأيهم جريمة في حق الفتيات ومن يحرض عليها يعتبر شريكًا فيها، وهذا ما دفع بعض الفتيات لتقديم بلاغات ضدها في المجلس القومي لحقوق المرأة ومن خلال صفحة النيابة العامة، آملين أن يتم اتخاذ إجراء صارم ضد كل من يقدم ذات المحتوى.
تقول فرح عبد الحميد التي أقدمت للإبلاغ عن "خطاب" في المجلس القومي للمرأة لـ"القاهرة 24"، إنها ليست ضد مثل تلك النوعية من الفيديوهات التي انتشرت مؤخرًا بشكل كبير على "اليوتيوب"، ولكن يجب أن تكون من طبيب مختص أو بناء على خلفية علمية، مضيفة أنه في الفترة الحالية أي فيديو حتى إذا كان "تافهًا" على حد وصفها، يؤثر بشكل كبير على العامة، خاصة إذا كان هذا الكلام من شخص مشهور.
توضح فرح إنها عند تواصلها مع محامي من المجلس القومي للمرأة وجدت ترحيبًا كبيرًا من قبلهم لفحص المحتوى المقدم، حيث أخبروها أن هناك عدة فتيات قمن بتقديم بلاغات ضدها بالفعل، مشيرة إلى أنه في حال لم يتم اتخاذ إجراء حازم ضد هذه اليوتيوبر بشكل سريع من قبل المجلس القومي لحقوق المرأة، ستلجأ إلى تقديم بلاغ رسمي في النيابة العامة، معللة ذلك بأن محتواها ككل وليس فقط الفيديوهات المتعلقة بالختان يشكل خطرًا على الفتيات والمتابعات ويجب توقيفها.
أما هاجر مصطفى والتي دفعها تعرضها للختان في صغرها لتقديم بلاغ فورًا عند رؤيتها لمحتوى الفيديو، فتشير في حديثها لـ"القاهرة 24" إلى أن المشكلة تكمن في أنها تحدثت عن قضية الختان بشكل محايد حيث دعت الأمهاتِ، عند بلوغ بناتهن، للذهاب بهن للطبيب للتأكد مما إذا كن يحتجن إلى "ختان" أم لا، وهذا ما يمكن أن يدفع العديد من الأمهات بالاعتقاد بأن هذا الأمر طبيعي وغير مؤذٍ للفتيات، على أساس أنه أصبح مختلفًا على ما كان يحدث قديمًا حيث بات مثل العمليات الجراحية الأخرى.
واستنكرت هاجر أن يكون مثل هذا المحتوى مقدمًا من فتاة تقريبًا في الثلاثينيات من عمرها، ومع ذلك تتبع طريقة تفكير الأمهات قديمًا، هذا بالإضافة إلى أنها لديها قناة ومؤثرة وعلى معرفة إلى حد ما باستخدام التكنولوجيا، فمن المفترض أن يكون لديها أساسيات البحث على الإنترنت لمعرفة إذا كان المحتوى الذي تقدمه مفيدًا أم من الممكن أن يضر بالفتيات.
لم تستطع أماني أسامة الوصول إلى المجلس القومي لحقوق المرأة لتقديم بلاغ أو الذهاب إلى النيابة العامة لتقديم بلاغ رسمي، ولكن دفعها استياؤها من المحتوى الذي شاهدته في الفيديو إلى إرساله للنيابة العامة من خلال صفحتها على "فيس بوك"، على أمل أن تلك الخطوة تجدي نفعًا.
تضيف أماني لـ"القاهرة 24"، أنه يجب على الفتيات عند مشاهدة محتوى يشبه ما كان في الفيديو التوجه فورًا لتقديم بلاغات، مشيرة إلى أنه من الممكن أن تكون مجرد رسالة غير مجدية بشكل كبير مثل البلاغات الرسمية ولكن من الممكن أن يكون لها تأثير إيجابي، حيث إنه مؤخرًا دفعت تلك الخطوات النيابة العامة لاتخاذ إجراءات حازمة.
ودعت الفتيات لتقديم البلاغات ضد كل من يقدم محتوى متشابه، حيث إنه من الممكن أن كثرة الشكاوى ضدهم يحثهم على البحث والدراسة قبل عرض محتواهم، أو تغيير طريقة تفكيرهم وقناعتهم اتجاه تلك القضايا والتي ترسخت لديهم منذ الصغر بدون محاولتهم للتقصي ومعرفة أبعاد الأفكار التي يروجون لها.
من جانبها قالت جهاد حمدي إحدى الناشطات في مجال حقوق المرأة مؤسسة حملة سبيك أب والتي تهدف إلى توصيل صوت المرأة، إنها قامت بتقديم بلاغ ضد "هنادي خطاب" في المجلس القومي للأمومة والطفولة، لأنها تعرض معلومات طبية خاطئة فيما يخص عذرية الفتيات وغشاء البكارة، هذا بالإضافة إلى تحريضها الواضح على الختان.
وأضافت جهاد خلال حديثها مع موقع "القاهرة 24"، كان واجبًا عليها تقديم بلاغ عند مشاهدتها للفيديو نظرًا لما تمتلكه من تأثير كبير على الفتيات والماتبعات، مشيرة إلى أن انتشار فكرة الختان ترجع إلى "تطبيب" القضية، أي أن هناك بعض الأطباء الذين يسمحون بالكشف على الفتيات لتحديد ما إذا كن يحتجن إلى الختان أم لا.
ولفتت إلى أن مثل هذه الإجراءات لها تأثير إيجابي لمحاربة الأفكار الخاطئة التي تتعلق بالفتيات ومن يروج لها، حيث أنها تساعد على من يقوم بمثل تلك الأفعال يدرك تبعات ذلك وهذا ما قد يحثه على التوقف للترويج لتلك الأفكار، موضحة أن الجهات المعنية كالمجلس القومي للمرأة والمجلس القومي للأمومة والطفولة يخطوا خطوات إيجابية إتجاه تلك البلاغات التي تقدم من الفتيات أو قضايا الرأي العام خلال الفترة الأخيرة.
وتابعت الناشطة في حقوق المرأة، أن تلك الأفكار ليست ظاهرة جديدة، وأن الأشخاص الذين يروجون لها موجودن داخل المجتمع منذ سنوات وكان لديهم مصداقية كبيرة عند عامة الناس، ولكن اختلف الوضع في الوقت الحالي حيث أن مؤخراً ظهرت العديد من المنصات التي تهدف إلى تصحيح المفاهيم الخاطئة بشأن قضايا المرأة وتوعية الناس بها.