أهالي تيجراي: الضباع أكلت الجثث.. والجيش الإريتري هاجم كنيسة الأرثوذكس في الإقليم
أجرت وكالة الأنباء الأمريكية أسوشيتيد برس لقاءً مع سكان إقليم تيجراي الإثيوبي، للتعرف على تفاصيل الأحداث التي شهدها الإقليم خلال الصراع بين جيش الحكومة الفيدرالية، وقوات تحرير إقليم تيجراي خلال شهر نوفمبر الماضي.
وروى شماس كنيسة أكسوم المقدسة من قبل طائفة الأرثوذوكس، وشهود آخرين تفاصيل الأحداث الدموية التي شهدها الإقليم.
وأضاف أنه يعتقد أن حوالي 800 شخص قتلوا في نهاية الحرب في الكنيسة وحولها، وأن آلافًا من الإثيوبيين في مدينة أكسوم لقوا حتفهم جراء الصراع، مضيفًا أنه يوجد بعض عمليات القتل لأهالي المدينة خلال الأيام الماضية، وأنه دفن ثلاثة أشخاص، خلال الأسبوع الماضي.
واستكمل: "إذا ذهبنا إلى المناطق الريفية، فالوضع أسوأ بكثير"، وأنه ساعد في حصر الجثث، قائلًا: "ساعدت في عد باقي الجثث أو ما تبقى من إطعام الضباع"، وجمع بطاقات هوية الضحايا وساعد في الدفن في مقابر جماعية.
وذكر أن الجنود اقتحموا الكنيسة، وانعطفوا وسحبوا المصلين وأطلقوا النار على من تمكنوا من الفرار من الكنيسة، مضيفًا: "لقد هربت بالصدفة مع كاهن، وعندما دخلنا الشارع، سمعنا إطلاق نار في كل مكان، استمرينا في الركض، وتعثرنا بين القتلى والجرحى مع آخرين في محاولة للعثور على أماكن للاختباء".
وأكد شماس كنيسة أكسوم أن المهاجمين للكنيسة من قوات الجيش الإريتري، مشيرًا إلى أن السكان يعتقدون بأن الجنود الإريتريين كانوا ينتقمون من الحرب الحدودية التي استمرت عقدين بين إثيوبيا وإريتريا التي اندلعت في مكان قريب من الإقليم.
وأردف أن الجنود الإريتريين في مطاردتهم لمقاتلي التيجراي، قتلوا آلاف الأشخاص في قرى خارج أكسوم، قائلًا: "كانوا ينتقمون من المزارعين ويقتلون كل من يجدونهم، هذا ما رأيناه في الأشهر الثلاثة الماضية".
وقال غيتو مالك، محاضر جامعي زائر، متواجد بإقليم تيجراي، خلال الحرب، لوكالة أنباء لوكالة أسوشييتد برس: "لقد بدأوا في قتل الأشخاص الذين كانوا ينتقلون من الكنيسة إلى منزل، أو من منزل إلى منزل، لمجرد أنهم كانوا في الشارع".
وأضاف: "شاهدت القتال من غرفة بالفندق، وغامر بالخروج عندما خفت حدة الحرب، في كل زاوية تقريبًا، كانت هناك جثة، كان الناس يبكون في كل بيت".
واستكمل: "رأيت عربة تجرها الخيول تحمل نحو 20 جثة إلى الكنيسة، لكن الجنود الإريتريين أوقفوهم وطلبوا من الناس رميها في الشارع".
وقال شاهد آخر، رفض ذكر اسمه، إن الجنود قتلوا كل من يجدونه أمامهم بالقرب من كنيسة أكسوم، وفي الليل انحدرت الضباع من التلال القريبة، وبدأت تفوح من المدينة رائحة الموت.
وأضاف أنه عندما غادر الجنود المدينة لملاحقة مقاتلين آخرين، حشد السكان لدفن الجثث، ولم نتمكن من القيام بدفن رسمي، تم دفنهم بشكل جماعي، في قبور بالقرب من كنيسة أكسوم.
اقرأ أيضا..
الصليب الأحمر الإثيوبي: لم نستطع إيصال المساعدات الإنسانية إلى 80% من إقليم تيجراي