الشاعر سيد عبد الرازق يكتب: حول جائزة الشارقة للإبداع
تمثل جائزة الشارقة للإبداع العربي حالة فريدة في المشهد الثقافي العربي، فها هي تقام تحت رعاية شاملة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الرجل الذي يؤمن بالمثقف العربي ويدعمه عبر كل الوسائل، بل ويصل بمشاريعه الأدبية إلى كل بقعة من بقاع الوطن العربي الكبير، وها هي بيوت الشعر خير دليل على ذلك.
إضافة إلى أن الجائزة متعددة المجالات ومفتوحة الأفق، فهي لا تلقي في روع الكاتب ما تريد بل تترك له حرية المساحة الإبداعية ليناقش ما شاء من قضايا ويطرح ما يريد من رؤى وفلسفات دون حجر على تلك المساحة الكبيرة من الحرية.
كما تفتح مجالها أما فئة عمرية من المشاركين هي الأجدى والأجدر بالرعاية في رمية مسددة تماما لرؤية الجائزة لمستقبل الكتابة العربية فتلك الفئة العمرية ما بين الثامنة عشرة والأربعين هي فترة التوهج والزخم الإنتاجي للكثير من المبدعين، وحيث إن الجائزة للإصدار الأول للمؤلف في مجال التسابق فهذه هي بحق الفئة المستهدفة التي يمكن أن تحقق فلسفة الجائزة.
تعدد مراكز الجائزة يوسع من دائرة الصاعدين إلى بؤرة الضوء من خلال فوزهم بجائزة الشارقة للإبداع العربي ويحقق مساحة أكبر للتواصل بين المبدعين، ويفتح نوافذ جديدة لالتقائهم بالمتلقي العربي في كل بلدان العالم ويوجه بأهمية دراستهم كنماذج للمبدع العربي المعاصر الذي يحقق إنجازا أدبيا ملموسا على أرض الواقع.
وبعد أربع وعشرين دورة مكللة بالنجاح حجزت جائزة الشارقة لنفسها مقعدا مضيئا في أحلام المثقفين والمبدعين العرب سواء على مستوى التأليف والتباري أو حتى على مستوى متابعة الأعمال الصادرة عن الجائزة التي تعكس مدى تطور المبدع العربي ومحاولته للتجديد واحتفاظه بالهوية العربية بعيدا عن دعاوى الانسلاخ والتغريب لإبراز ما في العربية من جمال عبر كل العصور وكونها معينا لا ينضب ورافدا لتشكيل الوعي بصورة حقيقية وفاعلة.
مسرحيتي العابر هي الفائزة بالجائزة الثانية فرع النص المسرحي، وهي بذلك تضيف نقطة انطلاق جديدة لمستقبلي في الكتابة المسرحية، وتعد حافزا بالغ الأهمية للدفع بمسيرة الكتابة في المسرح إلى موقعها الرئيس في دائرة ما أكتب، ولقد جاءت هذه الجائزة استجابة ربانية لحلم كبير في الوقوف على منصة التتويج في الشارقة وعلى أرض إمارات الخير.
كل الشكر لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ولدائرة الثقافة بحكومة الشارقة، وللقائمين على الجائزة، والله نسأل دوام الرقي والريادة.