كُتّاب ومفكرون يناقشون "دعاة عصر السادات" لوائل لطفي (فيديو)
* جيهان الغرباوي: وائل لطفي طبق مقولة الصحافة بروفة التاريخ
* محمد بدوي: الكتاب بانوراما واسعة للتحول من الظاهرة القومية إلى الظاهرة الإسلامية
* نبيل عبد الفتاح: وائل لطفي قدم سردية رائعة تتسم بالرشاقة الأسلوبية
* محمد عفيفي: "دعاة عصر السادات" يفتح الباب لمعارف كثيرة
* هيثم شرابي: الكتاب يطرح فكرة الخلايا النائمة
ناقش عدد من الكتاب والمفكرين والصحفيين والأكاديميين كتاب دعاة عصر السادات للباحث والكاتب الصحفي بالأهرام وائل لطفي.
من جانبها قالت جيهان الغرباوي، نائب رئيس تحرير الأهرام، التي أدارت للندوة، إن الكاتب وائل لطفي له إنجاز عظيم في ملف الدعاة "الدعاة الجدد ودعاة السوبر ماركت ودعاة عصرالسادات" كما وصفهم في عناوين كتبه.
وأوضحت أن الفكرة الأساسية التي يدور حولها الكتاب أن دعاة عصرالسادات مثل الغزالي الشيخ كشكك المحلاوي والشعراوي، وغيرهم ممن اشتهروا واغتنوا في مصر أسسوا بخطابهم للتشدد الديني والفكر الإخواني في مصر، موضحة أن وائل لطفي طبق في هذا الكتاب مقولة "الصحافة بروفة التاريخ".
من جانبه أشاد الدكتورمحمد بدوي، أستاذ الأدب العربي، بجهد الكاتب وائل لطفي في تتبع الظاهرة الإسلامية من خلال أعلامها، ومن خلال التأمل في علاقة هذه الظاهرة بالوضع السياسي والثقافي المصري منذ كتابه الأول ظاهرة الدعاة الجدد.
وأضاف "بدوي": بالنسبة لي كان مبهجا أن ينشغل وائل لطفي بمثل هذه الظواهر وهو أمر يعد ريادة واكتشافا، وأرجوأن يكون الكتاب مناسبة لمناقشة ظاهرة الإسلام السياسي بوجهها العام في سير أعلامها وكيف نشأت الظاهرة وعلاقتها بالسياسة ومواقف الدولة المصرية في مرحلة من المراحل تجاه هذه الظاهرة، والبعد الإقليمي للظاهرة من خلال تدعيمها ونشرها في دول الخليج، وخاصة السعودية في فترة الخلاف مع الحكم الناصري، وكيف استطاعت هذه الظاهرة أن تتغلغل في حياة المصريين.
وأوضح أن هذه الظاهرة ليست خاصة بعمل ثقافي أوأكاديمي بل هي عمل سياسي تواقت مع التقدم التكنولوجي والتقني بدءا من الكاسيت حتى أصبح ظاهرة مؤكدا أن الكاسيت مسؤول عن انتشار ظواهر كثيرة جدا سياسيا، مثل ظاهرة انتشار الخميني وظاهرة انتشار الشعراوي والوهاببين والإخوان وصولا للدعاة الجدد أمثال عمرو خالد.
وشدد بدوي على أن الكتاب يقدم الكتاب بانوراما واسعة للتحول من ثقافة بعينها بعينها سادت الخمسينات والستينات وهي ثقافة التحديث السلطوي في عهد عبد الناصر إلى ظاهرة أخرى نقيضة هي ظاهرة الدعاة الإسلاميين حيث ورثت الظاهرة الإسلامية الظاهرة القومية.
وعن لغة الكتاب أكد بدوي أن "وائل لطفي" قدم مجموعة كبيرة جدًّا من المعلومات بلغة رشيقة تبتعد عن التعقيد الأكاديمي وفي نفس الوقت بعيدة عن الإسفاف والصحافة الصفراء.
فيما قال الكاتب الباحث والكاتب الصحفي بالأهرام نبيل عبد الفتاح: أعتقد أن هذا الكتاب لا بد أن يُقرأ في سياقاته وليس السياقات السياسية فقط، بل سياقات الكتب الأخرى للمؤلف وكان ينبغي أن يبدأ كتبه بهذا الكتاب عصر السادات ثم ينتهي بالتسلسل التاريخي لهذه الظاهرة المركبة وليست بسيطة.
وأكد اعبد الفتاح أن الباحث كرس جهده الصحفي المرموق من خلال جهود الاستقصائية في تتبع هذه الظاهرة وهو جهد أن نجد له نظير، كما أن الكتاب يشكل سردية ممتعة من حيث السرد المشوق وراء الواقع والسياسة والدين ويتسم بالرشاقة الأسلوبية.
وأوضح أن اللافت في الكتاب أنه رصد ظواهر عديدة لكنه ابتعد عن النظرة السجالية القدحية أو نزعة المديح المفرط لمؤيدي اتجاه معين مضيفا من الظاهر التي انتشرت في مصر ظاهرة ظهور العذراء ليلا في كنيسة الزيتون، وهذه الظاهرة تم توظيفها توظيفا إعلاميا مكثفا من الأجهزة الأيديولوجية في مصر وأستطيع القول إن الكنيسة الأرثوذكسية تماهت مع هذا الاستخدام ووظفتها أيضا في تدعيم الوضع الإكليروسي في الوسط الاجتماعي بين الأقباط المصريين.، وكذلك مسأله الدعم ومع الأفكار الوهابية الذي انتقل من الخليج إلى مصر، فتح الإعارات أمام البعثات المصرية والعمالة المصرية في الخليح وعودة من خرجوا من مصر إلى الخليج حاملين الفكر الوهابي.
فيما أكد الدكتور محمد عفيفي أستاذ التاريخ بكلية الآداب جامعة القاهرة أن وائل لطفي نموذج فريد نموذج فريد في كتاباته ويبحث عن الأفضل، ويبحث عن الاختلاف وهذه طريقة تفكيره، موضحا أن تخصص لطفي ملف مثل ظاهرة الدعاة ظاهرة نادرة ترجعنا لعصر الصحفيين الكبار.
وشدد على أن الكتاب يفتح الباب لمعارف كثيرة منها على سبيل المثال علاقة الشيخ الشعراوي بالسادات على عكس ما يتصور الناس أن الشعراوي يحب السادات، لكن على العكس الشعراوي كان يبغضه وبعد أن مات السادات اتضح كره الشعراوي له.
وأضاف: وكذلك يتوقف الكتاب عند الشعراوي وموقفه من الإخوان المسلمين فقد أخذ عليهم أن الإخوان سعوا للحكم ولو لم يسعوا للحكم لكان أوصلهم الناس للحكم.
وأوضح أن الكتاب توقف أيضا عند ظاهرة الشيخ كشك وانتشاره بشكل كبير، مؤكدا أن "كشك" ظاهرة خطيرة وكان ينقد المجتمع، من خلال نقده للفنانين مثل أم كلثوم وحليم، لكنه لم ينقد للسادات مباشرة، وهو ما يطرح سؤالا مهما "لماذا؟" حول هذا الأمر؟
كما ألقى الكتاب الضوء على شخصية السيد السابق صاحب كتاب فقه السنة الذي كان يدرس من قبل النظام الخاص وهو شخصية غامضة وصعب فهمه جدا بداية من فتوى اغتيال النقراشي، ثم يصبح رجل كل العصور.
فيما كشف هيثم شرابي، من قيادات حزب التجمع، أن الكتاب يثير فكرة الخلايا النائمة، مؤكدا أن تنظيم الإخوان طوال الوقت منذ تأسيسه يعتمد فكرة الخلايا النائمة، من خلال تجنيد أشخاص من خارج التنظيم دون أن يعلم عنهم أحد شيئا وهو ما فعله حسن البنا مع الهضيبي المرشد التالي له، فالعمدة في هذا الكتاب فكرة الخلايا النائمة.
وأكد شرابي أن الشعراوي هو أحد الخلايا النائمة وإبراهيم عزت وكشك والمحلاوي كانوا من الخلايا النائمة ممن يخدمون عل التنظيم ولكنهم ليسوا أعضاء داخل التنظيم.
فيما قال مؤلف الكتاب الباحث وائل لطفي: يشغلني في الكتاب ومنذ فترة طويلة تحليل الخطاب الثقافي وأثر الاجتماعي للدعاة فأنا أرى أن الدعاة لعبوا دورا في تديين المجتمع أكثر من الدور الذي لعبته التنظيمات السياسية أو المسلحة الراديكالية.
وأضاف: نجح الإصلاحيون الذين عبر عنهم الدعاة والإخوان في مرحلة عمر اللتمساني من خلال التسلل الناعم والأسلمة الخلفية أن يكسبوا المباراة ويصلوا للحكم في النهاية.
وشدد على "أننا لا نستطيع القول إن المجتمع تحرر من تأثيرالأفكار السلفية والإخوان تماما، لكن أصبح لدينا رغبة حقيقة من ناحية السلطة للتخلص من هذه الأفكار، على عكس ما كان قبل ذلك مستشهدا بقول أشرف السعد في حوار له أن حسني مبارك قال له في لقاء به إنه لا يعارضهم وقال له "عايزكم تشتغلوا" أما السادات فكان صاحب الصفقة مع الإخوان.
وأوضح لطفي أن تأسيس الجماعات الإسلامية في الجامعة نقطة مهمة من النقاط التي تعرض لها الكتاب وأنه تعرض لوائل عثمان أحد أهم موسسيها، مضيفا: لم تمنعني الرؤية النقدية من الرؤية الموضوعية في الكتاب في تحليل خطاب الدعاة أمثال الشعراوي وكشك الذين ركزت عليهم في الكتاب إلى جانب دعاة آخرين أمثال أحمد المحلاوي هذا اللغز الغامض، الذي استفز السادات وقال عنه "مرمي زي ا
وائل لطفي يواصل كشف الأسرار في الحلقة الثانية من "لغز الشيخ الشعراوي"