الإثنين 23 ديسمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

"ليلة بكى فيها الرجال".. "القاهرة 24" يرصد أوجاع 6 آباء ودعوا زوجاتهم وأولادهم في حادث غرق الإسكندرية (صور)

القاهرة 24
محافظات
الخميس 25/فبراير/2021 - 01:30 م

مع غروب شمس يوم أمس، كان أهالي قرية الهوارية بمنطقة برج العرب، تسلموا جثمانًا، آخر ضحايا حادث الغرق الذي تعرض له 20 شخصًا كانوا على متن مركب في رحلة ترفيهية، وفي الساعة السابعة من مساء أمس، شيعوا جثامين آخر 5 أطفال كانوا قد انتشل الغواصون أجسادهم خلال يوم أمس.

مشهد الجنازة كان يُدمي القلب، فدموع الرجال سبقت خطواتهم، الحادث الذي راح فيه 9 أطفال أصغرهم يبلغ من العمر 6 أشهر، ومعهم 5 زوجات، كان أول مشهد لجنازة جماعية تشهدها القرية.

 وبعد ثلاثة أيام قاسية، لم تنم فيها أعين الرجال الذين ظلوا متماسكين أمام البحيرة كُلا منها ينتظر خروج جثمان زوجته أو أحد من أبنائه، انهاروا جميعًا في اللحظات الأخيرة لتشييع الجثامين مساء أمس.

 حموده.. فقد زوجة و4 أبناء

حموده جابر حميدة هو أحد هؤلاء الرجال، الذي ودع خلال اليوم الأول من الحادث زوجته، وثلاثة من أبنائه وهم: "مروان 9 أعوام، بسملة 8 أشهر- نصر 5 سنوات"، ومساء أمس استلم جثمان يوسف الذي يبلغ من العمر 3 سنوات.

الحاج رمضان حميدة هذا الزوج والأب المكلوم، يقول إنه منذ وقوع الحادث ظل أمام البحيرة في حالة صمت مريب، حتى إن جميعهم ظلوا يتوسلون إليه بأن ينطق بكلمة، أو أن يصرخ للتعبير عمّا يكنه من غضب، إلا أنه لم يفصح عن غضبه إلا لحظة خروج جثمان "بسملة-8 أشهر" أصغر أبنائه التي احتضنها وظل يبكي في مشهد أبكى الحضور جميعًا عليه.  

الحاج نعومي.. ودع زوجته وبناته وأحفاده

الرجل الثاني وهو الحاج منعم حميدة والمُلقب بالحاج "نعومي"، وهو جد مكلوم فقد في الحادث زوجته التي يناهز عمرها خمسين عامًا، واثنان من بناته "شيماء وأسماء"، وثلاثة من أحفاده لبناته.  

الحاج نعومي ظل في الساعات الأولى من الحادث في حالة تماسك؛ كان يتابع مع رجال الإنقاذ النهري والشرطة ما يتم من إجراءات لخروج الغرقي من البحيرة، أملًا في أن يتم إنقاذ ذويه، ومع خروج أول ضحية له في فجر اليوم، تعالت صرخاته قائلًا: "الصبر من عندك يا رب".  

أيضًا محمد الجابري وهو زوج لإحدى بنات الحاج نعومي، الذي فقد في الحادث زوجته وابنته الوحيدة "رانسي- عام ونصف"، فقد ودع ونشر منشورًا عبر صفحته على "فيس بوك" مرفق به صورتها  قائلًا: "ابنتي وزوجتي في ذمة الله"، لتنهال على منشوره بعدها آلاف الدعوات لهما بالرحمة وله بالصبر، حتى أطلق عليها نشطاء لقب "عصفور الجنة".  

وكذلك فقد ودع "محمد ناجي" زوج الابنة الثانية للحاج "نعومي" زوجته واثنان من أبنائه، أصغرهم سنًا وهو "ناجي" البالغ من العمر عام وستة أشهر، وهذا الشخص هو أكثر من أبكى الحضور فجر يوم الحادث، حيث ظل يبكي أمام البحيرة قائلًا: "سبتوني لمين.. يا رتني كنت جيت معاكم".

أما الأخير فهو محمد عطية-25 عامًا، قائد القارب، الذي سبب له الحادث صدمة نفسية جعلته غير مدرك للوضع حتى إن المحيطين به يظنون أنه يعاني من اضطراب نفسي.

"القاهرة 24" حاول خلال نقاش غير طويل أمس التحدث مع "محمد"، الذي فقد في الحادث زوجته وابنته -6 أشهر، وأنقذت العناية الإلهية ابنه "ريان-3 سنوات"، وكذلك شقيقه "محمود- 22 عاما"، وأخلت نيابة الإسكندرية سبيله أمس حتى يستطيع تشييع جثمان ذويه على أن يعاود المثول للتحقيقات عند استدعائه حتى تنتهي القضية.  

محمد عطية لم يرفض التحدث معنا عن الواقعة التي كان شاهد عيان عليها بالكامل، ولكنه لم يستطع التعبير عن الأمر، وكأن الأحداث أمسكت عليه لسانه من قسوتها، فجعلته يضحك تارة بشكل يدل على الاضطراب والوجع النفسي ويبكي بعدها بثوانٍ معدودة بصوت عالٍ كأنه لم يصدق ما جرى.  

أما جويدة حميدة؛ فهو أب فقد ابنته "حنين" وأنقذت العناية الإلهية الثانية "منى"، وعلى الرغم من خروج بناته من البحيرة في الساعات الأولى لوقوع الحادث، ووجوده بالساعات أمام مستشفى العامرية العام حتى استلام جثمان إحداهن من أمام، إلا أنه عاود الوقوف طوال يوم أمس مع أشقائه حتى خروج جثامين أبنائهم وأحفادهم.

ومع انتهاء مراسم الدفن في الساعة الثامنة من مساء أمس، ودع هؤلاء الرجال نساءهم وأطفالهم، وبردت قلوبهم على استلام جميع الجثامين، ولكنها لم تبرد من هول الحادث وفجعته، فكما وصفوا مشاعرهم معنا أمس هم ما زالوا في ذروة الموقف وأحداثه وتداعياته، وبمجرد رجوع كُل منهم لمنزله ليجده نفسه إما وحيد أو مع أحد أبنائه دون زوجته، ليرسموا لأنفسهم من تلك اللحظة خطة جديدة للحياة فرضتها عليهم قسوة الحادث، الذي كان مجرد "فسحة".

حكايات من حادث غرق مركب بحيرة مريوط بالإسكندرية.. انتشال جثة أم تحتضن طفلين وتوأم متشابكي الأيدي

تابع مواقعنا