فتاة واقعة التحرش بشرق الإسكندرية تروي لـ"القاهرة 24": تخاذل شهود العيان صدمني.. وانتفاضة "السوشيال ميديا" روت غليلي
كانت عقارب الساعة تشير للسابعة من مساء يوم الاثنين، عندما كانت تتجه من مقر عملها إلي منزلها بأحد شوارع منطقة الساعة شرق الإسكندرية، بعد أن ناقشت مديريها بعدم استكمال العمل مؤقتا معهم حتي تستطيع التفرغ لامتحانات الجامعة التي ستبدأ الخميس المقبل، إلا أنها صادفت شابا عشرينيا تعرض لها بالتعدي الجسدي وتحرش بها أمام المارة.
صاحبة هذه الواقعة هي "أية محمد عبيد" الفتاة التي تبلغ من العمر 20 عاماً، ولكنها أصبحت صاحبة قضية ورأي بعدما نشرت ما تعرضت له بشكل جرئ غير صفحتها الشخصية علي "الفيسبوك" لتصبح حديث مواقع التواصل الاجتماعي، ويتضامن معها عشرات الآلاف من المواطنين وغيرهم من المؤسسات الحقوقية والنسوية.
"القاهرة 24" حاور "آية" التي لم تبدو للحظة خلال الحوار معها أنها منكسرة، لكنها بدت عليها مشاعر التماسك والتمسك بالرغبة في الوصول لحقها فيما تعرضت له من تحرش جسدي لن تستطيع نسيانه وتخطيه بحسب وصفها، حيث تخطت إحساسها السلبي بالضرر، بالإصرار علي أن تجعل مُرتكب هذا الفعل معها عبرة لغيره.
"آية" طالبة بقسم الشريعة بكلية الدراسات الإسلامية جامعة الأزهر الشريف، ووالدها واحد من المحامين الذين يُعرف اسمهم في أروقة المحاكم ويُشهد له بالكفاءة، وكذلك فهي حفيدة لمستشار وتنتسب لعائلة تعرف للقانون أبوابه، ولعل هذا هو ما جعلها تُصر علي أن تأخذ بالقانون حقها الذي انتهك مع الفعل الطائش الذي صدر من الشاب تجاهها.
وتروي "أية" الواقعة قائلة، أنها أثناء عودتها بصحبة صديقتها مساء يوم الاثنين من عملها بعد الحصول علي إجازة للاستعداد للمذاكرة لامتحانات الكلية التي من المقرر أن تبدأ الخميس المقبل، فوجئت بشاب يدفع أمامه عربة بضائع، يقترب منها ووضع يده علي أجزاء حساسة من جسدها.
الصدمة التي تعرضت لها "آية" لم تمنعها من أن تتخذ رد فعل بإهانة الشاب وتوبيخه، ولكنه رد عليها بأن شبعها ضربًا بالحذاء والركلات، فحاولت الدفاع عن نفسها بالصراخ ونهره عنها، ولكنه استمر ومن معه بعربة البضائع في ضربها.
وعلي الفور أبلغت صديقة "آية" والدتها بمكالمة هاتفية، وفي الوقت ذاته كان شهود العيان بالمكان قد بدأوا فى التدخل بتهدئة الأمر ومحاولة السيطرة علي الفتاة التي ظلت مُمسكة فيه حتي تأتي أسرتها وتصطحبه إلي قسم الشرطة لتحرير محضر تعدي وتحرش.
وقالت آية: "احنا في غابة بقى، بعض الناس في الشارع أخفوا الشاب المتحرش مني، ومن الناس اللي أنا كنت شغالة معاهم، وكمان شوية لقيت أخويا وصحابه وبابا مسكه فدخلوا عمارة علشان يضربوه لقى ناس بتدافع عنه، وبيقولوا له خلاص ده ابننا، وخلاص مفيش حاجة وخلاص لموا الدور". وبحسب كلامها، توجهت لقسم الشرطة لعمل محضر تعدي بالضرب والتحرش، وذهبت لمستشفي لعمل تقرير طبي لإرفاقه بالمحضر، ولكنها فوجئت في النهاية بتحرير محضر بالتعدي بالضرب فقط ولم يُتم ذكر واقعة التحرش.
وتابعت ""سلبية الناس خذلتني" وأضافت الفتاة أن كلمات العتاب واللوم التي كانت توجه لها ولأسرتها أثناء تحريرها للمحضر جعلتها تشعر وكأنها هي من ظلمته، فجميع شهود العيان الذين تخاذلوا عن الدفاع عنها وقت الواقعة ظلوا يطالبونها بالتنازل وعدم تحرير محضر تحرش، وحتي أسرة الشاب الذين تحايلوا علي الموقف بقول: "أنت زي بنتنا مفيش داعي للمحضر".
وما شفي غليلها كما قالت: من هذا الموقف السلبي هو ما رأته "آية" من دعم كبير علي مواقع التواصل الاجتماعي من المواطنين، وتواصل العديد من المنظمات الحقوقية والإعلامية معها لمساندتها في موقفها.
وتنتظر "آية" الآن استدعاء النيابة لها لسماع أقولها، مؤكدة أنها سوف تؤكد في تحقيقات النيابة بأن ما تعرضت له واقعة تحرش وليس فقط تعدي بالضرب، لافته إلي أن الأمر لا يجب أن يقف عند حدود الضرب وكأن لمسة لجسدها يجب أن يمر مرور الكرام.
واختتمت الفتاة قائلة: "أنا مش طالبة غير حقي، واللي عايز يساعدني يجيب لي حقي، أنا عندي امتحانات مش عارفة هدخلها ازاي، ومش عارفة أزاي أجيب حقي من محضر الضرب اللي بكتيره هيأخد فيه 14 يوم، ويروح بيته ينام معزز مكرم بعد ما سحلني في الشارع واتحرش بيا هو وأصحابه".
غلق 4 منشآت وتحرير 15 محضرًا في حملة على المنشآت بوسط الإسكندرية (صور) ضبط 8 أشخاص بتهمة الحفر والتنقيب عن الآثار بالإسكندرية
