محمود الضبع يكتب: كلية الدفاع الوطني بأكاديمية ناصر العسكرية مصنع الوعي 

30 يومًا كاملة قضيتها في كلية الدفاع الوطني بين زملاء صحفيين وإعلاميين يمثلون تكوين الدفعة 37 في دورة هي الأهم بما احتوته من موضوعات وقضايا الفصل فيها ركنه الأساسي الوعي بما يدور حولنا محليًّا وإقليميًّا وقاريًّا وعالميًّا.

وفي محاضرات تمنيت أن يكون معنا 104 ملايين مصري وفي محاضرات أخرى تمنيت أن يكون معنا 370 مليون عربي ومحاضرات أخرى كنت أتمنى أن يكون معنا مليار و300 مليون إفريقي .. لم أفكر كثيرًا لماذا وصلني هذا الشعور؟ غير أن حديث المحاضرين دائمًا ما يحمل المخاطر التي تواجهنا كمصريين أو كعرب أو كأفارقة.. في وقت ينقصنا فيه الوحدة التي يسعى الرئيس عبد الفتاح السيسي بتحقيقها اجتماعيًّا واقتصاديًّا وإنسانيًّا لدرء كل خطر يحاك لنا جميعًا.

شعرت بسعادة عارمة عقب انتهاء الدورة وأنا أتذكر المحاضرين الذين اعتبرتهم ثروة لا تقدر بمال تمتلكها مصر فكل ما يظهر أمامك هو العلم وحرفية توصيل المعلومة وتفنيد أبعادها والبرهان للاقتناع بها.. التقيت الخبراء الاستراتيجيين على حق وليس من تكتظ بهم بعض وسائل الإعلام لتلويث العقول بما لا ينفع.. درسنا في كلية الدفاع 40 موضوعًا خلال 120 ساعة مرت جميعها بالاستمتاع بما ننهله من علم وفكر وفك طلاسم لقضايا عديدة نواجهها.. الدعم التوجيهي والتحفيزي من قبل اللواء هشام السماحي مشرف الدفعة، والمتابعة الدائمة من قبل اللواء تامر شوشة مدير كلية الدفاع الوطني، واللواء طارق هلال رئيس أكاديمية ناصر العسكرية، كان وقود زيادة الحماس لنا على الالتزام وإدراك قيمة الرسالة والأمانة التي سنحملها بعد الانتهاء من هذه الدورة.

عادت بى كلية الدفاع إلى ذكريات الجامعة التي التحقت بها عام 1997 لأبني مستقبلي لكني عندما سعيت للالتحاق بكلية الدفاع كان الهدف هو المشاركة في بناء الوطن وحمل رسالة وسلاح للمشاركة في معركة الوعي التي هي أصل مهنتنا ورسالتنا في الصحافة.. حلم مصرى عربي إفريقي أن رسالة كلية الدفاع تصل للجميع من خلال منصة إلكترونية من خلال أفرع بأقاليم مصر السبعة بدول عربية وإفريقية شقيقة، فدائمًا مصر هي الأم وهي المنارة وهي القائد وحاملة رسالة السلام للمنطقة والعالم.