الخرف وضعف الإدراك.. تعرف على تأثير السمنة على العقل والجسم

ترتبط السمنة ارتباطًا وثيقًا بالصحة العقلية للفرد، ويمكن أن يكون التأثير النفسي للسمنة كبيرًا، تُعد السمنة بالتأكيد مصدر قلق عميق للصحة العامة، ومن المثير للاهتمام أن السمنة لها علاقة وثيقة بالصحة العقلية للفرد، مع وفاة حوالي 2.8 مليون شخص كل عام بسبب زيادة الوزن أو السمنة وفقًا لتقديرات منظمة الصحة العالمية "WHO".

ويمكن أن يكون التأثير النفسي للسمنة كبيرً، حيث يواجه الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة الكثير من التمييز الذي يؤثر على صحتهم العقلية بشكل كبير إلى جانب الصحة البدنية. 

ويمكن أن يتراوح هذا من الاكتئاب وتدني احترام الذات وقلة الحماس إلى ضعف الذاكرة و الإدراك و خرف ألزهايمر أو الخرف الوعائي في وقت لاحق من الحياة.

ويتعرض الأشخاص الذين يعانون من السمنة ومشاكل الصحة العقلية إلى التحيز والوصم، ويخسرون العديد من الفرص في الحياة، بحسب ما ذكر موقع "timenownews".

والسمنة تولد الاكتئاب والاكتئاب يولد السمنة، و تدني احترام الذات، ويؤدي إلى اضطرابات الأكل التي تسبب السمنة والتي بدورها تؤدي إلى تفاقم الاكتئاب.

وأظهر مسح الدماغ للبدناء انخفاض ملحوظ في المادة الرمادية في مناطق الدماغ التي تعتبر محورية الذاكرة والإدراك والتعلم.

السمنة

وهناك درجة عالية من الارتباط بين السمنة في منتصف العمر وتطور الخرف في سن متأخرة، وللسمنة تأثير سلبي على الصحة النفسية وتؤثر سلبًا على طول العمر ونوعية الحياة، ويمكن أن تغير السمنة الدماغ والعقل بعدة طرق.

وتؤدي السمنة إلى إدمان الطعام، الذي يؤدي اكتساب الوزن الزائد إلى إزالة حساسية الدماغ للمتعة التي يحصل عليها من تناول الأطعمة السكرية والدهنية ، مما يدفع إلى تناول المزيد من الطعام.

وتزيد السمنة من خطر الإصابة بالخرف حيث  تشير الدراسات إلى أن زيادة الدهون في البطن تقلل من الحجم الكلي للدماغ بين أولئك الذين هم في منتصف العمر. 

ويقول الباحثون أن الدهون الزائدة تسبب الالتهابات تزيد من إجهاد الجسم الذي يؤثر على الدماغ، وهذا يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالخرف وضعف الصحة الإدراكية، وقد يؤدي اتباع نظام غذائي صارم أيضًا إلى الضغط على الدماغ.

كما تضعف السمنة الذاكرة، حيث تلعب السمنة دورًا رئيسيًا في إضعاف الذاكرة، خاصة عند النساء بعد انقطاع الطمث، ووجد الباحثون أن الهرمونات التي تفرزها الدهون تضعف الذاكرة وتسبب الالتهاب وتؤثر على الإدراك.

وأسلوب الحياة الذي يعطي السمنة فرصة للدهون، و العقل السليم يمكن أن يقيم فقط في الجسم السليم، والجسم السليم يتكون من أسلوب حياة صحي،  فيجب أن يكون الحد من استهلاك الأطعمة المكررة والمعالجة الخطوة الأولى نحو هذا الهدف. 

ويجب أن يحتوي النظام الغذائي على مجموعة متنوعة من الخضار واللحوم، و التمارين المنتظمة والمعتدلة، سواء التمارين الهوائية وتمارين رفع الأثقال ، تعزز عملية الأيض الأهم من ذلك يجب الاستمرار في هذه الممارسات مدى الحياة.

والتحكم في السمنة لا يعزز الصحة العقلية على المدى الطويل فحسب، بل يساعد أيضًا في الوقاية من الحالات المرتبطة بالسمنة مثل متلازمة التمثيل الغذائي، ومرض السكري من النوع 2، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع نسبة الدهون الثلاثية وانخفاض الكوليسترول "الجيد"، وأمراض القلب، والسكتة الدماغية، وتوقف التنفس أثناء النوم، وأمراض المرارة مشاكل الصحة الجنسية ومرض الكبد الدهني غير الكحولي وهشاشة العظام، والوقاية من السمنة يمكن أن توفر الرفاه الجسدي والعقلي بشكل عام لأي فرد من أي فئة عمرية، سواء كان الأطفال أو البالغين الأصغر سنًا أو كبار السن.