محمد شوقي يكتب: "السادات" يأمر بإعادة الحلقة الأخيرة من هذا المسلسل و"مبارك" يهنئه بمسلسل آخر
يوسف شعبان ذلك الاسم الفني الذي لمع في سماء السينما المصرية فوقف في بداياته أمام عمر الشريف في مشهد من فيلم {في بيتنا رجل} ثم كانت الانطلاقة الكبرى ليكون بطلًا أمام أكبر وأهم نجمتين في تاريخ الشاشة العربية فاتن حمامة وشادية في فيلم {المعجزة}.
وتوالت البطولات السينمائية أمام أهم نجوم الشاشة على مختلف الأجيال والأزمان بل أصبح يوسف شعبان واحدًا من أهم نجوم السينما المصرية ليقدم ما يزيد عن 100 فيلم سينمائي.
وكان لوجود يوسف شعبان التليفزيوني بالغ الأثر والأهمية، فقد كان في مقدمة نجوم مسلسلات التليفزيون المصري منذ الأبيض والأسود حتى وقت قريب قبل رحيله؛ حتى أطلق عليه الأب الروحي للدراما المصرية، فقد كانت أهم الأعمال الدرامية في تاريخ الدراما التليفزيونية هو أحد وأهم أبطالها.
وكانت من أوائل هذه الأعمال التليفزيونية الخالدة مسلسل {عيلة الدوغري} عام 1980 ذلك المسلسل الذي يعد من أوائل المسلسلات التليفزيونية التي يتعطل فيها مرور الشارع لمشاهدته بل تكون المقاعد في المقاهي كاملة العدد كما لو كانت مباراة نهائي الدوري بين الأهلي والزمالك.
وذلك لأهمية هذا المسلسل الذي يجسد نبض الأسرة المصرية بكل تفاصيلها حتى استشعر كل الجماهير بأن هذا المسلسل يجسد شخصياتهم؛ فكان النجاح المدوي لقصة الأديب الكبير نعمان عاشور مع كوكبة من النجوم الكبار على رأسهم عماد حمدي ويوسف شعبان الذي يجسد الابن الكبير "سيد الدوغري" الذي يتخبط في طريقه.
ويصل في الحلقة الأخيرة لبر الأمان فقد عاش وتعايش المجتمع المصري بكل طبقاته مع هذا المسلسل، وقد كانت الحلقة الأخيرة من المسلسل لها صدى كبير حتى إن الرئيس محمد أنور السادات تأثر بها كما تأثرت بها مصر كلها؛ فأمر بإعادة الحلقة الأخيرة في اليوم التالي لعرضها في سابقة لم تحدث من قبل ولا من بعد من أي رئيس جمهورية مع أي مسلسل تليفزيوني، ما ساهم في أهمية هذا المسلسل؛ وظل يعرض من آن لآخر حتى وقت قريب في فترة الظهيرة في التليفزيون المصري، وبعد غزو الفضائيات تم إعادة عرضه على كثير من هذه القنوات ليراه أجيال الفضائيات وينال إعجابهم به أيضًا.
ويعد هذا المسلسل هو أول مسلسل مهم وجماهيري للأب الروحي للدراما المصرية يوسف شعبان.
ولعل اسم يوسف شعبان الذي اقترن بأهم الأعمال الدرامية في تاريخ التليفزيون المصري كان على موعد أيضًا مع الرئيس محمد حسني مبارك، وذلك بعد عرض الجزء الأول من مسلسل {رأفت الهجان} عام 1988 فقد فوجئ الفنان يوسف شعبان باتصال هاتفي من الرئيس محمد حسني مبارك ليهنئه بدوره المتميز في هذا المسلسل "اللواء محسن ممتاز" ويروي الفنان يوسف شعبان أنه من شدة فرحه بهذه المكالمة لم يتمالك نفسه فبكى من شدة فرحه حتى إن الرئيس محمد حسني مبارك ظل يناديه باسم الشخصية اللواء محسن ممتاز.
وعلى الرغم من أن اختيار فريق عمل مسلسل رأفت الهجان كان عن طريق مخرج العمل يحيي العلمي مع السيناريست صالح مرسي، إلا أن المخابرات العامة المصرية هي التي اختارت النجم يوسف شعبان لتجسيد دور اللواء محسن ممتاز مع النجم الكبير محمود عبد العزيز.
ورغم نجاح هذا المسلسل نجاحًا تاريخيًا حتى وقتنا هذا إلا أن يوسف شعبان كان قد رفض الاستمرار في الدور في الجزء الثاني له، حيث اعترض على أن الجزء الثاني يتناول غراميات رأفت الهجان في إسرائيل أكثر من دوره الوطني ولكن أمام رغبة وإصرار الوزير صفوت الشريف وجهاز المخابرات العامة المصرية وافق واستمر في الجزء الثاني والثالث أيضًا، وأصبح هذا الدور من أيقونات الأدوار الدرامية المهمة ليس في تاريخ يوسف شعبان الفني بل تاريخ الدراما العربية والوطنية أيضًا.
رحم الله فنان مصر الكبير يوسف شعبان