«من باطن الألم يولد الأمل».. سيدتان تنتصران على فقدان ابنيهما بـ"الهاند ميد" ببورسعيد (صور وفيديو)
"فقدان ضنايا لم يكن سهلاً الحزن والإحباط كادا أن يوقفا حياتي"، بهذه الكلمات بدأت السيدة "شيماء حسن عبد الرحمن" حديثها لـ"القاهرة 24"، السيدة التي التحقت بكليتي الأداب والتجارة، تزوجت وهي في العام الثاني الجامعي، وأنجبت نور الدين.
روت "شيماء حسن" رحلة ابنها مع المرض، بعدما ولد بعيب خلقي في القلب، واكتشفت مرضة وهو ابن 3 أشهر، توقعت الأم المكلومة أن الأمر بسيطاً، ربما يكون حساسية بالصدر، وبعد عرضه على الطبيب أكد أنه أصاب بمرض رباعي فلو.
أجري الطفل "زين" جراحة قسطرة استكشافية بالقلب وهو أبن عام ونصف وتم شفاؤه منها، وحينما بلغ من العمر 4 سنوات أجرى جراحة خطيرة بالقلب، وتم حجزه بالعناية المركزة لمدة 7 أيام، وشعرت الأم أن زين سوف يفارق الحياة بعدما توقفت الكلي عن العمل، وبدأ الأطباء يسمحون لها بالدخول الي ورؤيته، حتي دخلت عليه ذات يوم فرفع قدمه على الأخرى كما كان يفعل بالمنزل، ليقول للأم وهو في غيبوبة كاملة أنه يشعر بها.
فارق "نور الدين" الحياة وبالرغم من أن الله قد رزق السيدة بـ"أحمد و سوهيلة" إلا أن الحزن خيم على حياة الأسرة، وتوقفت الحياة عن رحيل صغيرهم، بدأت السيدة تفكر في طريق للخروج من الحزن وكذلك مساعدة زوجها الذي طالبها بالعمل في أي عمل من خلال المنزل لتتفرغ لتربية الأطفال.
بحثت شيماء حسن على الأنترنت حتى وجدت صناعة الاكسسوار الذي تحبه وساعدها زوجها بشراء الخامات والمعدات اللازمة، وبدأت في تصنيع بعض الأصناف التي نالت إعجاب الزبائن، وقامت بتطوير المصنعات حتى أنتجت فوانيس رمضان.
وأكدت الأم "شيماء حسن"، أن الهاند ميد كان له بالغ الأثر للخروج من حالة الحزن التي اصابتها بسبب فراق أبنها، وقالت"لما بحس بأي ألم او حزن علي طول بجري علي الهاند ميد أصنع أي حاجة".
شاركت الأم في العديد من المعارض التي ينظمها مديرية التضامن الإجتماعي ببورسعيد، وكذلك المعارض الخاصة، وبات لديها الكثير من العملاء، لتهزم بالهاند ميد ألم فراق نجلها، وكذلك تساهم في مساعدة زوجها الذي يعمل سائق في مصروف البيت والأبناء.
"لمياء الفطايري" الحاصلة علي بكارليوس التجارة هي الأخرى، قررت أن تنتصر بالهاند ميد علي فراق أبنها بعد رحلة طويلة مع مرض "السرطان" الذي قرر أن يكتب نهاية طفلها الصغير مروان.
تقول "لمياء" أنها كانت منذ صغرها تنتظر حصة "التدبير المنزلي"، وكانت المعلمة تقيم بنفس العقار الذي تسكن فيه، وكانت تعلمها كل يوم كيفية عمل الهاند ميد، حتي وصلت إلي عمر الزواج فتركت الكورشية.
صارع "مروان" السرطان وهو أبن 4 سنوات وفارق الحياة في عمر الـ 8 سنوات، في عام 2016، لتصاب الأم بحالة من الحزن والاكتئاب علي فراق "ضناها"، بحثت الأم عن طريق للخروج من الحزن ولم تجد شريكاً للحياة أكثر إخلاصاً من الهاند ميد.
بدأت "أم مروان" أن تذهب إلي أسواق الملابس المستعملة ببورسعيد، وتقوم بشراء "البلوفرات" القديمة لتقوم بفكها واستخدام خام "الخيط" في صناعة الكثير من المنتجات مثل "الأيس كاب والسلسلة والستائر وأقمشة السرير" وغيرها من المنتجات التي يحتاج اليها ربات المنازل.
وأكدت السيدة "لمياء" أن الهاند ميد حول حياتها من الحزن علي فقد ابنها للإبداع، ووجهت الأم رسالة لكل من فقد عزيز لديه بأن يبحث عن أمر يحبه، ويستكمل حياته، ويواجه الحزن بالإبداع.
وأنهت السيدة حديثها بأن الصوف الذي تعمل به يحول طاقتها السلبية الي إيجابية، ويساعدها على المساهمة في مصروف المنزل، وكذلك يجعلها تبدع بدلاً من أن يكسرها الحزن والألم.