"تصارع الحياة وحيدة".. سيدة تجمع "الكيزان والباغة" لتوفير طعام لنجلها المريض ببورسعيد (صور وفيديو)
"بشرى جابر سليم"، لا تعرف من الدنيا سوى اسمها والعمل على تلبية طلبات نجلها المريض، تجمع "الكراتين" القديمة والزجاجات الفارغة من أجل بيعها لإطعام الشاب، لا تعرف إن كانت تعاني من أمراض، أم لا بالرغم من أنها من مشتركي التأمين الصحي الشامل.
منزل "بشرى جابر" في أحد المناطق الشعبية بمنطقة السيد متولي ببورسعيد، ولا يوجد بداخله سوى "سرير قديم" ومتهالك وكذلك "دولاب"، ويظهر علي البيت حالة الفقر والعوذ الذي تعيش فيه الأسرة، تعيش مع نجلها الشاب" السيد أحمد نور الدين" الذي فقد عقله وأصيب بهذا المرض وهو أبن الـ 16 عاماً، بينما كان يعيش طفولة عادية وكان طبيعياً سوياً.
"السيد أحمد نور الدين" يعيش بجانب شرفة صغيرة بالمنزل، يُحدث نفسه ويمكث بجانبها لساعات طويلة، وذلك بعدما سائت حالته بفقدان أخيه، الذي كان يعاني من نفس مرضه.
الأم تغلق الباب من الخارج، وتقوم بالبحث عن لقمة عيش لها وللشاب بجانب الـ 700 جنيهاً الذي تحصل عليهم شهرياً من معاش والدهم المتوفي، وذلك من خلال جمع الأشياء التي يمكن بيعها بعد استعمالها مقابل مبالغ مالية بسيطة تنفقها علي اطعام الشاب المريض.
الأم والشاب المريض تحت مظلة التأمين الصحي الشامل الإجباري، لكنها لا تعرف أن كان لنجلها علاجاً أم لا، وكذلك لم تكن تعرف علاج الأخر حتي فارق الحياة، حتي أنها لا تعرف طبيعة حالتها الصحية بالرغم من ظهور بعض الأعراض المرضية عليها، الا أنها لبساطتها لا تعرف كيف تستفيد من منظومة صحية أقامتها الدولة لرعايتها.
الوحدة السكنية التي تقيم بها "أم السيد" مهددة بقطع الكهرباء عنها بعدما عجزت عن سداد قيمة الفاتورة، وكذلك البيت مهدد بالحجز الإداري لعدم سداد الإيجار، الا أنها تفضل البقاء هكذا أفضل من أن تمتد يدها لأحد قائلة " ما أخدش حاجة من حد حتى لو مش معايا ولا مليم".