دعا أمريكا إلى القبض عليه وعارض بن لادن وخليفة الظواهري الجديد.. من هو "سيف العدل المصري"؟
"أمل القاعدة الأخير" سيف العدل، أو ما يطلق عليه سيف الانتقام، اسم شغل أذهان متابعي الحركات التنظيمية، خلال الأيام الماضية، بعدما ترددت أنباء بتوليه رئاسة تنظيم القاعدة خلفًا للدكتور أيمن الظواهري، وفقًا لما أعلنه موقع سايت المتخصص في نشاطات التنظيمات الإرهابية والحركات المتطرفة.
ويتساءل الكثيرون عن ماهية "عقل" القاعدة الجديد، وعن تاريخه في العمل الإرهابي، كونه أحد ما يوصف بحراس القاعدة "المؤسسين للتنظيم"، فيما وصفه البعض بأنه الفرصة الأخيرة لإعادة إحياء القاعدة على غرار أسامة بن لادن.
من هو سيف العدل المصري؟
محمد إبراهيم مكاوي، أو صلاح الدين زيدان، المعروف باسم "سيف العدل المصري" ولد عام 1960 بمحافة المنوفية، وبدأت توجهاته للانضمام إلى التنظيمات الإرهابية في منتصف ثمانينيات القرن الماضي، عقب مشاركته في محاولة اغتيال وزير الداخلية الأسبق حسن أبو باشا، واعتباره مطلوب أمنيًا في قضية اغتيال الرئيس الأسبق محمد أنور السادات، واتهامه في قضية "إعادة إحياء تنظيم الجهاد".
وعقب إخلاء سبيله، لعدم وجود أدلة كافية ضده، تمكن من الهروب إلى السعودية عام 1989، قبل أن يرافق مؤسس تنظيم القاعدة أسامة بن لادن إلى السودان عام 1992.
سيف العدل في تنظيم القاعدة
بدأ سيف العدل المصري، حياته في تنظيم القاعدة الإرهابي عام 1989، عقب تأسيس التنظيم بفترة وجيزة، ولعب دورًا فعالًا في بناء القدرات العملياتية للتنظيم.
ووفقًا لوكالة "يونايتد برس" عمل في بداية التحاقه بالتنظيم كمدرب في معسكرات تدريب القاعدة في أفغانستان، وتعليم المسلحين كيفية تنفيذ عمليات الخطف والاغتيالات.
وسرعان ما تدرج في التسلسل الهرمي للقاعدة، إذ شغل منصب رئيس للجنة الأمنية للقاعدة، بمنتصف التسعينيات، ولعب دورًا مهمًا في إنشاء البنية التحتية للقاعدة في القرن الإفريقي، وخاصة الصومال.
ورصدت وكالتا المخابرات الأمريكية والبريطانية، مكافآت مالية بمقدار 7.5 مليون جنيه استرليني، و10 مليون دولار، لمن يدلي بمعلومات عن المعروف بـ "سيف العدل" عقب مشاركته في تفجيرات السفارتين الأمريكيتين في نيروبي ودار السلام عام 1998، والتي خلفت 224 قتيلاً.
ووصف سيف العدل، بأنه أحد أكثر عناصر تنظيم القاعدة فاعلية وواحدًا من القادة المتبقين من حقبة ما قبل 11 سبتمبر، ما يمكنه من تولي زمام القيادة من زعيم القاعدة.
أذكى قائد في تنظيم القاعدة
وصرح ريتشارد باريت ، الرئيس السابق لجهاز MI6 لمكافحة الإرهاب البريطاني، في لقاء تليفزيوني سابق له، أن العدل من الناحية العملية هو أذكى قائد كبير لدى تنيظم القاعدة، وربما هو الحل الوحيد الذي يمكن من خلاله للتنظيم البقاء على قيد الحياة، في حال رحيل الظواهري عن قيادة التنظيم.
ووفقًا لشهادة قدمها خالد شيخ محمد، العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر، إلى الحكومة الأمريكية، فإن أسامة بن لادن، وافق على خطط الهجوم التي تطورت إلى هجمات 11 سبتمبر، وجرى إبلاغ "العدل" خلال شهر أبريل عام 2001، وأنه كانت لديه تحفظات على تنفيذ الهجمات، لأنه يخشى تعريض موقف طالبان للخطر.
وأضاف خالد شيخ محمد، أنه في يونيو 2002، كتب العدل في بلاغ خاص له: "يجب التوقف عن الاندفاع إلى العمل وأخذ وقت طويل للنظر في جميع الكوارث المميتة والمتعاقبة التي أصابتنا خلال فترة لا تزيد عن ستة أشهر"، ومضى في التقليل من شأن بن لادن كقائد غير فعال لم يقبل المعارضة، وفقًا لجريدة واشنطن بوست الأمريكية.
اعتقال سيف العدل في إيران
وعقب تكثيف الغارات العسكرية على تنظيم القاعدة في أفغانستان، عقب هجمات 11 سبتمبر، فر سيف العدل، إلى إيران، وأعاد التواصل مع قيادات القاعدة، وأرسل عناصر إلى أفغانستان لتنفيذ العمليات، وفقًا لـ "واشنطن بوست" ربما يكون قد لعب دورًا عمليًا في تفجيرات مجمع الرياض في مايو 2003.
في حين أدت الضغوط السعودية والأمريكية إلى قيام طهران، إلى اعتقال "العدل"، بعدما وضعته السلطات الإيرانية تحت الإقامة الجبرية مع آخرين من قادة "القاعدة".
ووفقًا لـ "إندبندنت" قال مسؤولو الاستخبارات الأمريكية إن الحكومة الإيرانية لم تعترف علنًا بوجود "العدل" لديها، ما أدى إلى كثير من التكهنات، حول القيود التي يواجهها.
وفي سبتمبر 2015، أُطلق سراح العدل وأربعة آخرين من كبار قادة "القاعدة" مقابل دبلوماسي إيراني اختطفه التنظيم في اليمن.
العدل يطالب أمريكا بإلقا القبض عليه
وفي رسالة له عام 2009 لإحدى الصحف المصرية، أشار ما يعرف باسم "سيف العدل المصري" إلى عدم ارتباطه بتنظيم القاعدة، وأن هجمات 11 سبتمبر، مسموح بتمريرها، لإعلان ما سمي بالحرب العالمية على يسمى الإرهاب الإسلامي، وما هى إلا ذريعة صهيوأمريكية، للهيمنة على العالم تحت مقولة القرن الأمريكى الدولى الجديد.
وأوضح أنه طالب مكتب التحقيقات الفيدرالية الأمريكي، في سبتمبر 2005، بإلقاء القبض عليه ومواجهته بكل الاتهامات التى أثيرت ضده لكن فى محاكمة عادلة، إلا أنه تجاهل تماما رسالته، وكثف من البحث عنه، ورصد مبلغاً مالياً لمن يُدلي بمعلومات تساعد فى القبض عليه.
العدل يخاطب بنك القاهرة
وأشار في مراسلات أخرى له، أنه خاطب بنك القاهرة فرع طنطا، عام 2010، عقب رفض البنك تحويل مبلغ 9 آلاف جنيه مصري، من رصيده إلى حساب زوجته، بسبب عدم تحديث البيانات الخاصة بحسابه وتجديد التوقيعات، وفقا لتعليمات البنك المركزي المصري.
وطالبه البنك بالحضور إلى القاهرة، إلا أنه اتهم البنك بالتعنت ضده لعدم صرف وتحويل معاشه الشهري.
وأشار في خطابه للبنك وفقًا لإحدى الصحف المصرية، أن ما يقوم به البنك يمثل انتهاكًا لحقوق الإنسان، على حد قوله، وينطوي تحت ذرائع غير قانونية وبدوافع سياسية لا أخلاقية، إذ تعد جرائم جنائية فى نظر القانون المصري وجرائم ضد الإنسانية فى نظر القانون الدولي، ومحدد لهذه الجرائم فى كلا القانونين عقوبات تصل حد السجن مدى الحياة، كما تعد من أخطر الجرائم التى تقلق المجتمع الدولى.
سيف العدل زعيمًا لتنظيم القاعدة
وخلال الفترة الماضية، أشارت أنباء لوكلات الأنباء العالمية، إلى وفاة زعيم تنظيم القاعدة "أيمن الظواهري" في أفغانستان، العام الماضي.
وأكد مترجم سابق لتنظيم القاعدة لموقع "عرب نيوز" أن الظواهري توفي في أفغانستان، بسبب إصابته بالربو وعدم تلقيه أي أدوية.
لماذا يتولى رئاسة تنظيم القاعدة؟
قال أحمد السيد سلطان، المتخصص في شئون الحركات الإسلامية الجهادية، إنه جرى طرح بعض الأسماء في الآونة الأخيرة لخلافة الظواهري، من بينها عبد الله أحمد عبد الله، واسمه الحركي أبو محمد المصري، وهو صهر زعيم تنيظم القاعدة السابق أسامة بن لادن، ومحمد صلاح الدين زيدان، ويحمل اسم سيف العدل المصري، ويشغل منصب رئيس اللجنة العسكرية داخل التنظيم.
وأضاف سلطان في تصريح لـ”القاهرة 24″، أن سيف العدل المصري يعد أحد القيادات القديمة في التنظيم، كونه التحق بالتنظيم في حقبة الثمانينيات، ويمثل الأمل الأخير للقاعدة القديم، وأنه حال تأكد تنصيبه كزعيم للقاعدة، سيعمل على ترميم بناء القاعدة الهيكلي، وتوثيق العلاقات بالأذرع الخارجية، وإنشاء قيادات جديدة للقاعدة في اليمن وسوريا ومنطقة الساحل والصحراء، وإعادة التنظيم لصدارة الجهاد العالمي.
واستطرد، أنه لن يتحالف مع داعش، لانشغاله باستقطاب تيار الإسلام العام، وشباب الإخوان المنشقين عن قياداتهم، أنه شخص براجماتي سيحرص على تجديد بعض القيادات وكسب ولاءات جديدة في عدة دول.
تولي سيف العدل بيد إيران
وقال الدكتور مصطفى حمزة، مدير مركز دراسات الإسلام السياسي، إن سيف العدل يعد من أبرز المرشحين لخلافة أيمن الظواهري، حال تأكد وفاته.
وأضاف حمزة في تصريح لـ”القاهرة 24″ أن تولي سيف العدل لقيادة التنظيم يمكن أن يكون مرهونًا بموافقة إيرانية، لأنه كان معتقل لدى السلطات الإيرانية، ويمكنه ممارسة القيادية برعاية إيرانية، مقابل الإفراج عنه، كتكرار لسيناريو حمزة نجل أسامة بن لادن قبل مقتله.
اقرأ أيضا..