بالتزامن مع أعياد المرأة.. كيف كان وضعها في زمن الحاكم بأمر الله؟
مرت، أمس الاثنين، الموافق 8 مارس ذكرى اليوم العالمي للمرأة ويحل يوم 21 مارس عيد الأم، وبهذه المناسبة نستعرض كيف تعامل الحاكم بأمر الله مع المرأة وهو واحد من أكثر الحكام الذين حكموا مصر غرابة على مر التاريخ، حيث اشتهر حكمه بالمراسيم غير المعتادة والتي تصل إلى أن يحدد للناس ما يأكلون وما لا يأكلون، ولعل أشهرها منعه أكل الملوخية.
ومما يسجله التاريخ هو تعامل الحاكم بأمر الله مع المرأة بطريقة غاية في القسوة، فقد أصدر أوامر بمنعهن من التبرج، وألا يكشفن عن وجوههن في الطريق، أو يجتمعن في المأتم أو يسرن خلف الجنائز، أو يزرن المقابر، أو يقمن بالغناء، أو يجتمعن مع الرجال في أماكن الفرجة، أو يخرجن من دورهن بعد العشاء الآخرة، وكان النساء يمتثلن لهذه القيود الجزئية المتتابعة، ويقبلنها على مضض، في انتظار إلغائها أو التخفيف منها.
بيد أن الأمور سارت على العكس، فكانت تتجه إلى التشدد في معاملتهن، والقضاء التام على حريتهن، ومحو أثرهن من الحياة العامة، وزادت قسوة الحاكم بأمر الله في معاملة النساء ووصلت ذروتها، فأصدر مرسومًا بمنعهن من مغادرة دورهن والخروج إلى الطرقات بالليل والنهار، ويستوي في ذلك أن تكون المرأة شابة أو عجوزًا؛ فاحتبس النساء في ظلام دورهن، ولم تر امرأة في الطريق؛ ولم يستثن من ذلك سوى النساء المتظلمات للشرع، والخارجات إلى الحج، أو المسافرات اللاتي تضطرهن ظروف قاهرة إلى السفر، والقابلات، وغاسلات الموتى، والأرامل اللاتي يبعن الغزل، وأن يكون خروج هؤلاء لمزاولة شؤونهن برقاع خاصة ترفع إلى القصر، وتصدر بها تصاريح يقوم بتنفيذها مدير الشرطة، ومنع النساء من دخول الحمامات العامة.
وترتب على ذلك، حسب الباحث محمد عبدالله عنان في كتاب الحاكم بأمر الله وأسرار الدعوة الفاطمية، أن اختفت النساء بذلك من المجتمع المصري، وساد الانقباض والوحشة، وأغلقت المتاجر التي تبيع السلع النسوية، وساد الذعر بين النساء، ولزمن دورهن في روعة وخشوع.
من جهتهن حاول النساء التظلم من هذا القرار، وذهبت الكثيرات منهن إلى القصر للتظلم ولكن دون إجابة بل حدث العكس وعوقبت كثير من النساء المخالفات بالضرب والحبس، وعوقب بعضهن بالموت، وفي العام التالي بلغ الأمر أكثر من ذلك فمنع النساء أيضا من التطلع من النوافذ والطيقان سواء كانت شابة أو مسنة، وكانت الشرطة في عهد الحاكم تنفذ هذه الأوامر بمنتهى القسوة والشدة.
في اليوم العالمي للمرأة.. ليلى حسن إبراهيم تكتب: قلب القوارير