"استقالة"..قصة قصيرة للكاتب شعبان القاص
لم أعد أحتمل تجاهلها، تخرج أمامي كل يوم، يتراقص الشيطان فوق ردفيها، تضرب الأرض بقدميها فيرتج ما بين سحرها ونحرها، تطبق شفتاها على حبة كريز فاقع لونها، فتبرزغمازتين تتدلى فوق كل غمازة منهما تفاحة حمراء، تمشى رافعة رأسها، وأنفها الحاد يبدو كسيفا "مصلتا" يحرس واحتين خضراوتين، يشع نورعينيها فينعكس على رموشها شديدة السواد، رحت أتتبعها دون أن تشعر حتى بوابة الشركة التي تعمل بها، حارس الأمن ورغم التعليمات التي تقول: "ممنوع دخول غير العاملين بالشركة".
لم يعترض طريقي وأنا أدخل بعدها بلحظات، هو يعرفني جيدًا، إحدى الموظفات لمحتني وأنا أدخل مكتبها كفهد صياد، أغلقت الباب خلفي بإحكام، رحت أنهش التفاحة الحمراء وأمتص ثمرة الكريز، صرخاتها المكتومة نبهت الموظفة فراحت تستفز زملائها من مكاتبهم، سمعت حيرتهم وهم يتلاومون:
- كيف سمح حارس الأمن له بالدخول؟
- اكسر الباب يا عبده
- هذا الأستاذ علي
- ولو .. هذا مكان عمل .. اكسر الباب.
لم أعبأ بهم، رحت أعتصر جميع فواكهها حتى آخر قطرة في كأسها.
حين فتحوا الباب، كنت جالسا على كرسي مكتبها الوثير الدوار، أنفث دخان سيجارتى ممسكا بالورقة التي وقعت عليها، ثم قلت لأحدهم: من فضلك أوصل هذا الطلب لمكتب المدير العام، بينما كانت وهي تسوى ملابسها ووجهها للحائط تهز رأسها بالموافقة وتؤمن على كلامي.
شيخ الأزهر يهنئ الأمة الإسلامية بـ"الإسراء والمعراج": معجزة إلهية يعجز العقل البشري عن تصورها
