الروائي رجب أبو سرية: محمود درويش واكب القضية الفلسطينية في كل محطاتها
قال الكاتب الروائي رجب أبو سرية في ذكرى مولد الشاعر الفلسطيني محمود درويش: “ما زلت أبحث عن شعر أو أصوات المقاومة الفلسطينية، وأنتظر محمود دوريش آخر يكون في خندق المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي”.
وأضاف الروائي الفلسطيني رجب أبو سرية، في تصريحات لـ"القاهرة 24"، أن الشاعر محمود درويش أحد بواعث الهوية الثقافية الفلسطينية الذين دشنوا وفتحوا الطريق والأبواب لبعث الهوية الوطنية منذ الستينيات، وبقي لمدة نصف قرن بشعره صوت المقاومة الفلسطينية.
وأوضح: "درويش الذي كتب "في حضرة الغياب" ما زال حاضرًا ليس عند الشعب الفلسطيني فقط، ولكن عند العالم العربي عموما، وأنا أتابع على الدوام عدد التفاعلات والمشاهدات لإلقاء قصائده عبرالمواقع واليوتيوب، فهو أكثر الشعراء العرب تداولا عبر الإنترنت، دون مبالغة، وهذا يؤكد مكانة هذا الرجل".
"أبوسرية" واصل تصريحاته: "المبدعون الحقيقيون الذين يحملون على عاتقهم قضايا كبرى ويقضون حياتهم للتعبير عنها، مثل التحرر الفسلطيني يكونون خالدين، ودوريش كان وما زال حيا وعظيما بأدبه وقضيته وما زال يُنشر أدبه بين الناس، معروف أن المحطات الرئيسية في تاريخ الثورة الفلسطينة كان درويش يعبر عنها شعرا، هو كتب أحمد الزعتر على سبيل المثال هذه القصيدة الملحمة في مواجهة مذبحة "تل زعتر" وكتب أيضا "مديح الظل العالي" بعد الخروج من بيروت يلخص فيها صمود المقاومة وكانت تراجيديتها من حيث عدم نصرة الأشقاء العرب".
وتساءل أبو سرية: “الآن من يكتب عن حصار غزة؟ من يكتب عن تصدي المصلين لتهديد الجنود الإسرائيليين في الأقصى؟ من يكتب عن طلبة المدارس والشبان الذين يواجهون حواجز الاحتلال الإسرائيلي بصدورهم العارية فما زال الشعب يقاوم ويسطر بطولات يومية بحاجة إلى محمود درويش يعبر عن كل هذه البطولات”.
وعن اتهام البعض لمحمود درويش أنه كان صنيعة "البروباجندا" علق أبوسرية: الشخص الناجح يتعرض لملاحظات من هنا وهناك، والشعراء عموما لديهم بعض النرجسية، ولا شك أن درويش كان مشهورا ونجما ومحط اهتمام القراء عموما، وهذا ليس ذنبه، علينا أن نتعامل معه كشاعر لا يهمنا أموره الشخصية، مضيفا: لا أعتقد أن "البروباجندا" يمكن أن تجعل شاعر سطحي أو غير مهم شاعرا تاريخيا، ودرويش الآن رحل لكن يمكنك أن تضع اسمه على جوجل وراقب حجم التداول وبكل حرية دون توجيه من حكومات أو اتجاهات سياسات معينة، كذلك الدراسات الجامعية التي كتبت عنه إضافة إلى الترجمات التي وصلت إلى نحو 20 لغة، ما حقق الانتشار العالمي.
واختتم "أبو سرية" تصريحاته لـ"جداريات": "ربما هناك بروباجندا أو توجيهات قد تنجح في بلد أو ذاك، ولكن لا يمكنها أن تكون سببا في نجاح مبدع على المستوى العالمي، فدرويش تفوق على نفسه فشعره منذ سطر "أنا عربي" قطع شوطا بعيد في عمقه الإنساني والشعري، فلم يبقى محصورا في الشعر المباشر، صحيح ظل منتميا لقضية التحرر لكنه تعمق ونذر كل حياته لمشروعه الشعري والإنساني، فعلى المستوى الشخصي لم يتزوج ولم يحصل على مناصب رغم أنه كان محط اهتمام من القيادة الفلسطينية، وفي تقديري شعر درويش قد نفع الناس وبقي وسيبقى دون مبالغة لمئات السنين مقبلة".