كيف يستغل كارتيرون أخطاء باتشيكو القاتلة في تخطّي عقبة الترجي؟ (تحليل)
يلتقي فريق الكرة بنادي الزمالك، بقيادة الفرنسي كارتيرون، نظيره الترجي التونسي، في مباراة تجمع الفريقين ضمن منافسات الجولة الرابعة من دور المجموعات بدوري أبطال إفريقيا، يوم الثلاثاء المقبل في تمام التاسعة مساءً على ستاد القاهرة الدولي، ويدخل الفارس الأبيض المباراة بحثًا عن الفوز لا غيره، من أجل الحفاظ على حظوظه في التأهل للأدوار التالية.
وتولى الفرنسي باتريس كارتيرون القيادة الفنية للزمالك، خلفًا للبرتغالي جايمي باتشيكو، الذي رحل رسميًا يوم الخميس الماضي، ويصطدم كارتيرون في أول عقبة له مع الفارس الأبيض خلال الولاية الثانية، بمواجهة الترجي المصيرية، ويسعى لتحسين موقف الزمالك في المجموعة الرابعة.
وسبق للزمالك الفوز على الترجي بنتيجة 3-1 في مناسبتين خلال الموسم الماضي تحت قيادة كارتيرون، إلى أن تولى باتشيكو القيادة الفنية، وفشل في تخطي غول إفريقيا (الترجي)، ومن خلال التقرير التالي سنوضح الطريقة التي اتبعها كارتيرون ليقهر الترجي، وأخطاء باتشيكو التي أسهمت في سقوط الزمالك المدوي في رادس.
لماذا خسر باتشيكو أمام الترجي؟
تعرض الزمالك لخسارة قاسية أمام الترجي بنتيجة 3-1، رغم أن الفارس الأبيض بدا في الملعب متماسكًا، مستحوذًا على الكرة، ومتحكمًا في رتم المباراة، ولكن باتشيكو لم يذاكر نقاط قوة الترجي بشكل جيد قبل المواجهة، ومن خلال استغلال بعض الأخطاء التي وقع بها المدير الفني البرتغالي، تمكن الترجي من حسم اللقاء.
بداية الأمر، اتبع باتشيكو مبدأ الاستحواذ على الكرة ضد الترجي، وساعده ذلك في السيطرة على مجريات المباراة منذ البداية، بالإضافة لإصراره على الاختراق من العمق، كما اعتمد باتشيكو على تقدم خط الدفاع خطوة للأمام، في محاولة منه لاستغلال مصيدة التسلل لإبطال خطورة هجوم الترجي.
ونجح الترجي من خلال ترك الاستحواذ للزمالك، على استغلال الهجمات المرتدة في ضرب خط الدفاع ومصيدة التسلل، واستطاع تسجيل هدفين في شباك الفارس الأبيض، كما أن اللعب على مصيدة التسلل رغم بطء الارتداد لمدافعي الفريق ضد الترجي المتسلح بالسرعات، شكل أزمة لدى الزمالك خلال اللقاء.
وخسر باتشيكو الرهان بالاعتماد على أحمد فتوح ضد الترجي، في مباراة كانت تحتاج لمشاركة عبد الله جمعة أساسيًا، لقدراته الدفاعية وخبراته الإفريقية، بينما أحدث التونسي حمزة المثلوثي ثغرة في الجبهة اليمنى للزمالك، لضعف دور الدفاعي والهجومي.
لماذا فاز كارتيرون على الترجي في لقاءات سابقة؟
نجح كارتيرون في مواجهتي الترجي أثناء ولايته الأولى أن يمنح غول إفريقيا الاحترام الكافي في الملعب وترك الاستحواذ له، ليضربه من خلال دفاع المنطقة، والاستغلال الأمثل للهجمات المرتدة، التي نجحت في خلخلة تمركز لاعبي الترجي، كما استغل كارتيرون سلاح العرضيات بشكل مثالي.
وبما أن الزمالك دخل مباراة الترجي في السوبر الإفريقي بصفته الحلقة الأضعف، فقرر كارتيرون البدء بطريقة 4-4-2، مع دخول يوسف أوباما كمهاجم ثانٍ بجوار مصطفى محمد، فضلًا عن الحالة الفنية المرتفعة لدى المغربي أشرف بن شرقي، التي ساهمت في انتصار الفارس الأبيض بثلاثية.
ودخل كارتيرون مواجهة الترجي الأخرى التي فاز خلالها أيضًا بثلاثية، مقررًا الاعتماد على السرعات لإسقاط الترجي، وأخرج يوسف أوباما من التشكيل الأساسي، ليتكون الخط الأمامي من الرباعي أحمد سيد زيزو وأشرف بن شرقي ومحمد أوناجم ومصطفى محمد، وقام بتوظيف بن شرقي كصانع ألعاب لديه حركة في الملعب، لينجح كارتيرون في جعل بن شرقي كلمة سر الزمالك التي دمرت الترجي مرتين.
كيف يتخطى الزمالك عقبة الترجي؟
يدخل الزمالك المباراة محملًا بالضغوط، لضرورة تحقيق الفوز على الترجي، لمواصلة المشوار الإفريقي، ويملك كارتيرون الحلول التي تمكنه من تكرار الفوز على غول إفريقيا، مع توضيح أن الأخير قام ببعض التدعيمات خلال الفترة الأخيرة، وأبرزها ضم حمدي النقاز لاعب الزمالك السابق.
ويحتاج كارتيرون خلال المواجهة المقبلة، لاستفاقة أشرف بن شرقي واستغلال قدراته الفنية في ضرب التكتل الدفاعي للترجي، مع ضرورة الاعتماد على عبد الله جمعة أساسيًا، والتركيز على إرسال الكرات العرضية، وبما أن عمق وأطراف الترجي قوية، فلا بد من إرسال كرات طولية متقنة في ظهر المدافعين.
ولكن كارتيرون سيفتقد لوجود المهاجم المزعج، عقب رحيل مصطفى محمد، وبالتالي يحتاج الفرنسي لعدم الاعتماد على مهاجم صريح، واللعب بطريقة المهاجم الوهمي، واستغلال سرعات بن شرقي وزيزو وحميد أحداد، وبالتالي الاستحواذ على الكرة في مباراة لا يعد هاما بالنظر إلى ضرورة إحراز جميع الفرص السانحة أمام المرمى وتسجيلها، والتركيز على إنهاء الهجمات بشكل إيجابي.