الجمعة 22 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

ختمت القرآن بعمر السابعة.. "سجى" ذات القدرات الخاصة تحكي قصتها لـ"القاهرة 24"

القاهرة 24
تقارير وتحقيقات
الأحد 14/مارس/2021 - 02:17 ص

"أنا سجى سعيد خلة، عمري 11 سنة، وأتممت حفظ القرآن وعمري 7 سنوات"، هكذا تعرف الطفلة الفلسطينية "سجى" نفسها، ورغم كونها من ذوي الاحتياجات الخاصة "كفيفة"، فقد حباها الله موهبة الحفظ والذاكرة القوية لتتمكن من تحقيق ما يعجر الكثيرون عن تحقيقه، من حفظ لكتاب الله في سن مبكرة، بجانب العديد من المتون والمؤلفات التراثية الخاصة بالعلوم الشرعية واللغة العربية، مما قد يجد الكبار صعوبة في فهمها أحيانا. 

نبوغة سجى برزت مبكرا

وتحكي سجى، في لقائها مع "القاهرة 24"، عن رحلتها المبكرة مع القرآن، فتقول إنها بدأت الحفظ بسطر واحد وعمرها 4 سنوات و7 أشهر، ثم أخذت في زيادة القدر اليومي حتى أتمت حفظ القرآن بعمر السابعة من عمرها.

"بابا كان يحفظني القرآن عن طريق التلقين، بمعنى أنه يقرأ الآية ثم أعيدها أنا خلفه، وظللنا على هذا الحال حتى أكرمني الله بإتمام حفظ القرآن"، تضيف سجى.

ولم تكتف الصغيرة، بالقرآن الكريم، بعدما برزت موهبتها في الحفظ، فانتقلت بعد ذلك إلى حفظ المتون والمؤلفات الخاصة بعلوم اللغة العربية والعلوم الشرعية، وتقول عن ذلك: "بعدما انتهيت منه حفظ القرآن، حفظت متون أخرى، مثل: ألفية ابن مالك في النحو والصرف، ومتن الآجرومية في النحو والصرف، بالإضافة إلى 3 كتب أخرى في النحو والصرف درّسها لي أبي"، وذلك فضلًا عن مؤلفات أخرى في علم المواريث والسيرة والبلاغة والتجويد والأحاديث، ومن الشعر "المعلقات السبع".

"الله أكرم سجى بعقل وذاكرة قوية جدا، وهو ما ساعدها على حفظ القرآن في سن مبكر"، يقول سعيد خلة، والد سجى في حديثهما مع "القاهرة 24".

وأكمل: "أقول للأولياء الأمور أن ينتبهوا لأبنائهم، فقد يكون الكثير منهم يتمتع بذاكرة قوية وعلى الأهل أن يتكشفوا ذلك، فكثير من الأطفال يكرمون بما تكرم به سجى من قوة الذاكرة، لا سيما ذوي القدرات الخاصة".

وأضاف والد سجى، أنه اكتشف قدرتها على الحفظ في السنة الثالثة تقريبا، وكان من الممكن أن تختتم القرآن في سن الخامسة، لكن انشغاله بدراسته دفعه لإرجاء بدء تحفيظها القرآن إلى السنة الرابعة من عمرها. 

وعندما بلغ عمر الفلسطينية الصغيرة، الرابعة وسبعة أشهر، بدأ والدها بتحفيظها سطر واحد من سورة الرحمن، وبجانبه حديث نبوي وبيت شعر، واستمرت حتى أتمت حفظ سورة الرحمن، ثم انتقلت إلى حفظ القرآن بداية من جزء عم، وبعد فترة كانت تحفظ صفحة كاملة في اليوم ثم أكثر من ذلك مع مرور الوقت، حتى أتمت حفظ القرآن الكريم.

السعي نحو هدف وحلم أكبر

لكن رحلة سجى، لم تتوقف عند ذلك الحد، وواصلت رحلتها المبكرة مع العلم، وبدأت في حفظ المتون، وهي مؤلفات ومنظومات لغوية وشرعية قد يصعب على الكثيرين حفظها، بل فهم مصطلحاتها الرصينة أحيانا كثيرة، لكن سجى بما أكرمها الله من موهبة ورغم إعاقتها، تمكنت من حفظها، وكما يقول والدها: "أمثال هؤلاء الأطفال يجب أن نصنع لهم مكانتهم في المجتمع، حتى لا يكونوا تحت رحمة أو شفقة الناس، بل يشفقون هم على الناس".

وعن الهدف من حفظ هذه المتون، يقول سعيد: "كان الهدف هو حفظ القرآن وما يتعلق به من علوم اللغة العربية، لتستطيع أن تدقق وتفهم إن كانت الكلمة صح أم خطأ من الناحية الإعرابية وتميز اللحن عن غيره"، ويضيف: "اتجهنا بعد ذلك إلى جهة الأدب، فحفظتها المعلقات السبع وفي البلاغة كتاب الجوهر المكنون". 

لكن سجى تسعى نحو هدف أكبر، وهو أن تصبح محاضرة وداعية، وتعتبر المرحلة الحالية بمثابة مرحلة إعداد لحلمها الأكبر، وتقول: "أتمنى أن أصير طالبة ومحاضرة في جامعة الأزهر، وأن أحاضر باللغة الإنجليزية".

لكن ماذا عن طفولتها وحياتها كباقي رفيقاتها في هذه السن الصغيرة؟ 

عن ذلك يحكي والد سجى، مؤكدًا أنه يجب الموازنة بين الترفيه وإعطاء الأبناء حقهم في هذا الجانب دون التأثير على حقهم في التعلم، فيقول: "كان هناك برنامج لسجى، تأخذ حظها من اللعب كما تأخذ حظها من القراءة، وإذا عمل أي شخص بهذه الطريقة سيجد متسعًا كبيرا من الوقت للقراءة والترفيه، لكن الكثيرون حاليا يجعلون كل أوقاتهم في الترفيه، ثم يشتكون من ضيق الوقت".

وأشارت سجى، إلى لقائها بعدد من عمداء كليات الأزهر الشريف، حيث كرمها الدكتور عبدالفتاح العواري، عميد كلية أصول الدين بالأزهر، وألبسها وسام الأزهر وأهداها عدة مجلدات.

اللقاء بشيخ الأزهر بعد محاولات عدة

وعن لقائها بشيخ الأزهر، تقول سجى: "قال لي ماشاء الله عليّ، وأني يجب أن استمر وخصص لي فرقة لتعليمي وإحضار مشايخ قادرين على تعليمي".

ولفتت سجى إلى مشاركتها في العديد من المسابقات محلية على مستوى قطاع غزة، وفازت بعدة جوائز كان أولها بعمر الـ5 سنوات رغم أنها كانت أصغر متسابقة، فيما أعرب والدها عن أمله في المشاركة في مسابقات دولية في المرحلة المقبلة.

وعن هوايتها تتحدث سجى: "أحب قراءة القصص كثيرا، فأنا أكتب واقرأ وأكتب وأقرأ، هذه هوايتي، وأيضا أحب القراءة باللغة الإنجليزية".

وتوجه سجى، رسالة لأولياء الأمور، قائلة: "أقول لهم الآية الكريمة (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات)، وهذه الآية تعني أن نعتني بأبنائنا حتى لا يضيعوا من أيدينا، خاصة ذوي القدرات الخاصة، كما أقول للأطفال مثلي، أتمنى ألا تتضايقوا، فالأطفال الصغار خصوصا يضايقون أمثالنا".

فيما أضاف والدها، موجها حديثه لأولياء الأمور: "لا تجعلوهم شفقة للناس، بل اصنعوا منهم نموذجا يهتدى بهم، ويشفقوا هم على الناس وليس العكس، ويجب صنع مكان لهم في هذا المجتمع حتى لا يضيعوا أو يكونوا تحت رحمة الناس".

تابع مواقعنا