التنمر والسخرية غيَّرا حياتها.. ملكة جمال العرب لقصار القامة وتقتحم ثلاث مجالات
ظروف غير عادية عاشتها "نجوان"، وصعوبات كثيرة واجهتها حتى تتمكن من الوصول إلى ما وصلت إليه، فقد عانت من التنمر طيلة حياتها، لكن هذا لم يُثنها عن تحقيق أهدافها، فأصبحت ملكة جمال العرب لقصار القامة، وحصلت على ثلاث شهادات والتحقت بوظيفة مرموقة في إحدى شركات البترول المعروفة، كما أنها احترفت التصميم واستعانت بها كبرى دور الأزياء.
ذكريات مؤلمة وتحديات
"شد شعر وبصق" وإهانات ومحاولات إيذاء كثيرة، مواقف لا تغيب عن ذاكرة "نجوان علي خفاجي" صاحبة الـ42 ربيعًا، التي تنتمي إلى فئة قصار القامة، تعرضت لها خلال مشوارها التعليمي في مراحله الابتدائية تحديدًا، فهي بالنسبة لأقرانها كانت طفلة غير عادية مختلفة ولا تشبههم.
بعد مشوار صعب مليء بالتحديات، استطاعت نجوان الخروج من قريتها الصغيرة في محافظة القليوبية، لتواجه عالمًا أكبر وأكثر تنوعًا، للالتحاق بكلية الاقتصاد المنزلي، وتعلمت تصميم الأزياء وصناعة المشغولات الجلدية، بل واحترفت المهنة إلى أن وصلت أن تستعين بها كبرى دور وشركات الأزياء في مصر، صحيح أن الأمر لم يكن يسيرًا على الفتاة لكنها تجاوزته بمساعدة والديها.
"كانت نظرات الناس لي كلها سخرية وتهكم، لكن بابا علمني أواجه المجتمع وما أخافش من حد"، بهذه العزيمة أصرت نجوان على النجاح بعد خروجها من قريتها في طريقها للجامعة بمدينة القاهرة، وحصلت على بكالوريوس في الاقتصاد المنزلي بتقدير جيدًا جدًا.
رغم عملها في مجال الأزياء تمكنت "نجوان" من الحصول على فرصة كبيرة بالعمل في إحدى شركات البترول الشهيرة، وظيفة أخصائية بيانات وإحصائيات بشركة بتروجيت.
ملكة جمال قصار القامة
علمت الشابة بمسابقة لاختيار ملكة جمال قصار القامة ترعاها إحدى الصحف الخاصة، فقررت الانضمام وأرسلت سيرتها الذاتية وصورة شخصية، ولم يكن لديها أمل أن يقع عليها الاختيار لخوض المسابقة.
مشاركات من عدة بلدان عربية، مصر والجزائر والمغرب، وفتيات في أعمار الزهور، وتلك واقفة بينهم هي تعلم أن فرصتها بالفوز ربما أقل، فهي أكبرهن عمرًا، لكنها ليست أقلهن جمالًا ولا ثقافة، "ما كان عندي أمل إني أكسب لأني أكبر واحدة فيهم" تقول "نجوان" في حديثها لـ"القاهرة 24".
من بين 15 فتاة كانت تتوسطهن نجوان تنتظر على أحرّ من الجمر إعلان النتيجة، وكانت المفاجأة عندما أُعلنت "نجوان علي خفاجي" ملكة جمال العرب لقصار القامة، وكان عمرها حينها 40 عامًا، ضمن المهرجان العالمي الأول لفئة قصار القامة بهدف ترويج السياحة في مدينة شرم الشيخ الذي أقيم عام 2018.
حفظ القرآن وشهادة في العلوم الشرعية
قررت نجوان منذ نعومة أظافرها السير في رحاب الله، وسلك مسلك أهل العلم، فالتحقت بأحد الكتاتيب لحفظ القرآن الكريم، وختمته وأجادت قراءته وفهم أحكام تجويده، وحصلت على الإجازة لتحفيظ كتاب الله لكنها لم تحصل على الشهادة بعد، ولم تقف عند هذا الحد بل انتسبت إلى كلية العلوم الشرعية وتخرجت فيها بتقدير امتياز.
دعم وتشجيع
"الأب سند ابنته".. استمدت نجوان ثقتها في نفسها من والديها خاصة والدها الذي علمها ألا تهاب أحدًا أو شيئًا، فكان الداعم الأساسي والأول في حياة طفلته، "بابا اللي خلاني أعتمد على نفسي وأواجه المجتمع"، تقول ابنة محافظة القليوبية لـ"القاهرة 24".
أما الآن بعد وفاة والديها تستمد الفتاة الدعم والتشجيع من خطيبها الذي ينتمي لنفس الفئة هو الآخر، حيث أصبح داعمها الأساسي في مشوارها المهني وحياتها العامة.
تكريمات وجوائز
حصلت نجوان على العديد من التكريمات والجوائز من جهات مختلفة، حيث كرمها المجلس الوطني للشباب ضمن إطار مسابقة إنسان فوق العادة في العام 2018، متخطية 250 مشتركًا، بالإضافة إلى تكريمها من قبل وزارة الثقافة ومؤسسات مجتمع مدني وأحزاب سياسية بارزة، والمؤتمر العربي الدولي لقصار القامة هذا العام.
لم تترك نجوان بابًا لم تطرقه، وعملت على تطوير ذاتها ومهاراتها، فالتحقت بعدة دورات تدريبية في التنمية البشرية وأخرى في مجال التحكيم الدولي.
تحلم نجوان باستحداث خط إنتاج يختص بتصميم وإنتاج الملابس لفئة قصار القامة، نظرًا لما يعانيه أصحاب هذه الفئة من صعوبات في إيجاد ما يناسبهم دون سخرية أو تهكم من المجتمع.