مهندس الجمهورية الثانية.. رقم قياسي يتحقق في عهد مصطفى مدبولي
في تسعينيات القرن الماضي، بدأ نادي الزمالك اهتمامه الواسع بالألعاب الجماعية إلى جانب كرة القدم التي كانت العامل الرئيسي في شهرته الواسعة بالبلدان العربية، كرة اليد كانت المشروع الرئيسي الذي بنى عليه النادي الجماهيري استراتيجيته، حينها كان لشاب مختلف عن غيره كونه خريج كلية الهندسة، حاصل على ماجستير في الفلسفة، بدايته في النادي الأبيض التي خطفت أنظار الجميع، ليؤسس على إثره الزمالك فريقًا تاريخيًا امتد ليصبح فريق اليد الأشهر في العالم العربي وإفريقيا.. إنه مصطفى مدبولي.
في مشهد مختلف، وبربطة عنق وبدلة، حضر “مدبولي” بعدة أعمال تم اختياره فيها خصيصا من المؤسسات الدولية لإسهامه في التخطيط السكاني، حصل على مركزه أخيرًا في الحكومة المصرية وذلك بعد توليه منصب وزير الإسكان في حكومة المهندس إبراهيم محلب، لتبدأ مصر مرحلة مختلفة من التخطيط العمراني الهادف لنقل نحو نصف السكان إلى مناطق حضرية مختلفة عن المتواجدين فيها حاليا، حيث يعيش المصريون على حوالي 7 % فقط من إجمالي مساحة البلاد.
إشادة دولية
"الدولة المصرية تسير نحو تأسيس مدن عملاقة" هكذا أوردت “CNN” عن الجهود التي تقوم بها حكومة مدبولي تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، فتعمل الحكومة على افتتاح نحو 10 مدن جديدة كاملة منها العاصمة الإدارية الجديدة، حيث يصل عدد السكان المستهدف في العاصمة الإدارية بمرحلته الأولى 7 ملايين نسمة.
"مع افتتاح العاصمة الإدارية الجديدة، هنعلن عن الجمهورية التانية"، كلمات قالها الرئيس عبد الفتاح السيسي في يوم الشهيد ربما ما يفسرها هو الانتهاء من أكبر نهضة تخطيط عمراني في تاريخ البلاد، فهناك مدينة العلمين الجديدة ستستوعب 3 ملايين نسمة في مرحلتها الأولى، مدينة الجلالة العالمية، مدينة المنصورة الجديدة ورشيد الجديدة، وبورسعيد الجديدة، والإسماعيلية الجديدة وأسيوط الجديدة وأسوان الجديدة، وقنا الجديدة، وتوشكى الجديدة.
من هو مدبولي؟
مصطفى كمال مدبولي رئيس مجلس الوزراء المصري الحالي، كلفه الرئيس عبد الفتاح السيسي بتشكيل الحكومة في 7 يونيو 2018.
وكان يشغل منصب وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية خلال الفترة من فبراير 2014 حتى 6 يونيو 2018، بكالوريوس الهندسة المعمارية، كلية الهندسة – جامعة القاهرة عام 1988.
وحقق “مدبولي” العديد من النجاحات منذ توليه الوزراء بعيدا عن ملف التخطيط العمراني، فيكفي لكثير من المصريين صورته في حادث رمسيس الشهير، الرجل الذي أقال وزيرًا في حكومته منذ الدقائق الأولى التي شعر فيها بالتقصير مع حياة المواطنين، رغم تسبب سائق القطار بشكل مباشر عن الحادث.. لكن قال حينها "حياة المصريين أهم من أي شيء".
وحصل مدبولي على ماجستير الفلسفة في الهندسة المعمارية (تخصص تخطيط مدن)، كلية الهندسة – جامعة القاهرة عام 1992، دبلومة بالدراسات المتقدمة في مجال التخطيط العمراني (إدارة العمران) من معهد دراسات الإسكان والتنمية الحضرية – روتردام – هولندا عام 1993، ودكتوراه في الهندسة المعمارية (تخصص تخطيط مدن) من كلية الهندسة جامعة القاهرة عام 1997 بنظام الإشراف المشترك مع معهد التخطيط القومي والإقليمي والعمراني بكلية العمارة جامعة كارلسروه بألمانيا.
موقف آخر لمدبولي بعيدًا عن مجاله مرتبط مع المصريين، وهو النزول للشارع، متابعة المخابز، أماكن التموين الحكومية، العمل اليومي الذي يهدف فيه بالترابط بين وزراءه ومواطنيه، وأخيرًا كان لقرار الرئيس عبد الفتاح السيسي بزيادة جديدة في الحد الأدنى للأجور لـ2400 جنيه إظهار مدى عمل الحكومة الحالية التي تعتبر الوحيدة في تاريخ مصر التي تشهد معها زيادتين في الحد الأدنى للأجور.
خبرة دولية
على الرغم من عمره الصغير لكونه واحدًا من أصغر من تولوا منصب رئاسة الوزراء في مصر، إلا أنه حقق العديد من النجاحات الخارجية، جعلته مصدر ثقة لتولي ملف التخطيط العمراني الذي برع فيه المعماري المصري الذي ساهمت في شهرته في جعله رئيسا لوزراء مصر في هذه السنة الصغيرة.
لمدبولي خبرة كبيرة في تولي إدارة التخطيط العمراني في المؤسسات الدولية، فلاعب كرة اليد المتحرك أصبح واحدا من المشهود إليهم في التخطيط للبناء والتعمير، حيث تولى منصب المدير الإقليمي للدول العربية "ببرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية – الهابيتات" من نوفمبر 2012 حتى آخر فبراير 2014.
فيما تولى منصب رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للتخطيط العمراني بوزارة الإسكان والمرافق والتنمية العمرانية من سبتمبر 2009 حتى نوفمبر 2011، وتولى منصب رئيس الهيئة العامة للتخطيط العمراني ( ندباً ) – أستاذ باحث دكتور بمعهد بحوث العمارة والإسكان بالمركز القومي لبحوث الإسكان والبناء من أبريل 2008 إلى سيتمبر 2009.
بداية تصعيد مدبولي كانت بعد ذلك، حيث تولى منصب نائب رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للتخطيط العمراني للتخطيط الإقليمي والبحوث الدراسات (ندباً) من أكتوبر 2007 إلى أبريل 2008، فيما تولى منصب المدير التنفيذي لمعهد التدريب والدراسات الحضرية بمركز بحوث الإسكان والبناء بوزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية من يناير 2000 إلى يونيو 2004.