بين الهواية ومساعدة الأسرة.. حكاية أصغر طفلة في صناعة الكراسي: "بساعد بابا وحلمي ادخل الجيش"
هناك الكثير من الصناعات التي أتقنتها السيدات، والتي تكون من تخصص الرجال في المقام الأول، فمنها من قامت بدور الميكانيكية وأخرى سباكة وغيرها، ولكن الطفلة "منة" ذات الـ14 عام قررت أن تسلك طريقًا أخر وتدخل في مجال الراتان لتساعد والدها بكفها الصغير ومشاعرها الكبيرة.
تقول منة الله أمجد الطالبة في الصف الثاني الإعدادي، إنها بدأت في مجال الراتان منذ عام 2018، وهو عبارة عن كراسي حديد يتم تغطيته بقطع البلاستيك، وهو ليس متوقف على الكراسي فقط بل يتم فيه عمل الدولاب، صندوق القمامة، وحتى علب المناديل.
وأضافت "منة" أنها تعمل في تلك المجال لمساعدة والدها كي تُزيد معه إنتاجية العمل، بالإضافة إلى حبها الشديد للراتان والعمل به، متابعة: "أنا حبيت أساعد بابا وفي نفس الوقت أمارس هوايتي".
وأوضحت أنها كانت تأتي لوالدها بالزبائن من خلال موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، حيث نجحت في جلب 20 عميل في مدة صغيرة، تلك الزبائن التي كانت تنبهر عند معرفة منة وحداثة سنها.
مُدرسة تعلم طلابها لغة الإشارة بالأغاني: "أنادي بتعميمها في المدارس" ( فيديوهات)
وتضيف "أمجد" أنها تجلس مع "الصنايعية" في الورشة بشكلٍ طبيعي، مع تركيزها الشديد على ما تصنعه بيديها فقط، مؤكدة أنها تستطيع تنظيم الوقت بين الدراسة والعمل بالراتان، حيث تعمل في الصيف على جلب العملاء من خلال الهاتف المحمول فقط وتُكمل دراستها، ولكنها في أوقات العطلة الرسمية تذهب للورشة مع والدها وتعمل بيديها، حيث قالت إن أصدقائها يكتفون بالمكوث في المنزل لكنها تُفضل العمل بالورشة.
وأشارت طفلة الراتان إلى أنها لا يمكن أن تترك الدراسة لأنها واضعة أمام عينيها هدفٍ وهو دخولها الجيش المصري، ولكن لا يوجد ما يمنع أن تمارس هوايتها كما هي، حيث بيّنت أنها تفتخر بعملها وتُريد معرفة كلًا من حولها بما تقوم به.
وعند سؤالها عن خطوات العمل أجابت: "الكرسي أولًا يأتي عبارة عن حديد ويتم القص عليه بقطعة من البلاستيك، ثم يتم لف تلك القطعة عليه كي لا يظهر الحديد، ثم يتم تغطيته بالكامل وبعدها البدء في الشغل اليدوي، وبعد ذلك يأتي دور الدباسة لتدبيس تلك القطع وتثبيتها والمتبقية يتم قصها والتخلص منها.
وأوضحت "منة" أن الصعوبات التي تواجهها في عملها هو شدّ الكرسي وسنده بقدميها الصغيرة كما أن "الدباسة" تعتبر من الأشياء الثقيلة التي لا بد أن تكون متمكنة منها والتي قامت بإصابتها ذات مرة.
واختتمت طفلة الراتان أنها تحب والدها كثيرًا وتحب عملها بالكراسي معه، لذا قررت أن تساعده.